يقول أحد رواد الديوانية بأننا قد تعودنا في الكويت ان تكون لدينا قضية ساخنة في كل مرة نناقشها بحماس ونعلكها علكاً ثم تبرز قضية اخرى غيرها وهكذا. هذه المرة وجدنا أنفسنا محاصرين بأربع قضايا ساخنة وكل قضية تستحق النقاش وتتضارب مع القضايا الأخرى إلى درجة الربكة، فالقروض وزيادة الرواتب وإزالة الدواوين وتأبين مغنية كلها جاءت دفعة واحدة، بالنسبة لنا كمواطنين ليس لدينا مشكلة في مناقشة جميع القضايا دفعة واحدة، بل ونتلذذ في الدواوين بالنقاش الساخن، ولكننا مشفقون على حكومتنا التي تغرق في شبر ماء كلما تصدت لقضية بسيطة فكيف بأربع قضايا ساخنة؟***

الزيادة... أسقطت ورقة التوتالطريقة التي أدارت بها الحكومة موضوع زيادة الرواتب قد كشفت بأن عنصر التخطيط غائب تماماً عن الموضوع وأن القضية ارتجالية، ويبدو بأن آخر اجتماع لمجلس الوزراء: الذي أقرت فيه الزيادة كان هو الحاسم في الموضوع دون التفات لما ذكره البنك الدولي او ديوان الخدمة المدنية.لست في مجال مناقشة كفاية الزيادة في الراتب من عدمها، فهذا له شأن آخر، ولكن لا شك ان الزيادة الموحدة من عيوبها أنها لا تراعي الفوارق بين الناس، فالموظف ذو الدخل البسيط الذي لديه عشرة من الولد زيادته هي نفس زيادة الموظف ذي المنصب الكبير وقد لا يكون لديه أولاد او التزامات. كذلك فإن كون الزيادة عبارة عن علاوة غلاء معيشة ولا تدخل في الراتب التقاعدي بينما الزيادة للمتقاعدين قد دخلت في رواتبهم التقاعدية مما يظلم من بقي لهم ايام او أشهر على التقاعد.أضف إلى ذلك ان اصحاب الكوادر السابقين ومن أقرت كوادرهم أخيراً يحصلون على نفس الزيادة كمن ليس لهم كوادر او من يجب النظر إلى رواتبهم بعين الانصاف! والواضح الآن هو ان تقرير البنك الدولي قد اتخذ ذريعة لتأخير القرار وإلهاء الشعب، فالبنك الدولي لم يقرر تلك الزيادة وليس من اختصاصه هذا الأمر - كما قلنا مراراً - أما الأهم في كل ذلك فإن تسمية الزيادة بعلاوة غلاء معيشة هي دعوة مفتوحة للتجار لشفط تلك الزيادة لأن الحكومة قد أقرتها لهم لا للمواطن!!***

هدية لنواب وقف الإزالةأما قضية الدواوين المخالفة والتحرك المحموم لنوابنا لايقاف ازالتها، فلم أجد أفضل من لافتة الشاعر أحمد مطر للتعبير عنها:الأملأمس اتصلت بالأملقلت له: هل ممكنأن يخرج العطر لنامن الفسيخ والبصل؟قال: أجل.قلت: وهل يمكن انتشعل نار بالبلل؟قال: بلى.قلت: وهل من حنظليمكن تقطير العسل؟قال: نعم.قلت: وهليمكن وضع الأرضفي جيب زحل؟قال: نعم.. بلى.. أجل.فكل شيء محتملقلت: إذن... نوابنالن يكسروا القانونقال: تعال ابصق على وجهيإذا هذا حصل!• مع اعتـــــذاري للشاعر لتـــــحريف البيــت قبل الأخير من اللافتة

د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com