إلى متى بعض من نواب الأمة ينحاز لثقافة أو طرف معين مختلف عن ثقافته وهويته؟ فهناك نواب لا يتوانون أن يظهروا ويفخروا بحبهم للفستق الإيراني، وهناك أيضاً من النواب من يدفعنا نحو المندي السعودي، ونسي هؤلاء أن هناك كياناً قائماً يسمى الكويت لا علاقة له لا بالمندي ولا بالفستق ولديه مجبوس خاص فيه. إلا أن حرب العقائد، كما تتشكل أمامنا، تبعد هؤلاء عن محيط الوطن ويربطون أنفسهم بثقافات وأيديولوجيات بعيدة عن ثقافتهم وموطنهم الأصلي فيعودون بنا إلى أصل هذه العقائد سواء من سنة أوشيعة ويحتمون بها ليحاربوا بعضهم بعضاً، ونحن في وسط هذه المعمعة نندب حظنا وهويتنا الوطنية.
نعم لدينا ما يخصنا، ولكن لدينا اصدقاء ولدينا أعداء، وبلا شك فالمملكة عمق لنا وتعكير صفو علاقتنا معها يجب وضع له خط أحمر غليظ يمنع المتصيدين من تخريب علاقتنا مع أهم حليف تاريخي لنا لخاطر كم شخص «مفستق» لا يهمه إلا أن يعيش وفق منهجه ويضرب مصلحة البلد العليا عرض الحائط.
الاستجواب الذي قدمه هايف والطبطبائي والوعلان فيه محاور تنم عن نفس طائفي واضح، ولكن أيضاً هناك اسئلة مشروعة نريد أن نعرف الإجابة عنها فيما يتعلق بإيران وتقرب بعض الكويتيين «المتفستقين» إلى ذلك المعسكر الذي بات يهددنا ويستفزنا عبر تصريحات مسؤوليه ما يهدد أمننا القومي ويكشف حجم التساهل من السلطة مع هؤلاء الذين لا يرون أن هناك خطراً جاثماً فوقنا مقبلاً من بلاد الفستق. ويا حسرة على من يرى أن هذا كلام طائفي ويشرخ الوحدة الوطنية، ومازلت لا افهم ما علاقة وحدتنا الوطنية بالفستق والمندي؟
لا ألوم نواب الأمة فقد أصبحوا دمى لعنصرياتهم وعنترياتهم وطائفيتهم والسبب سيطرة الجهلة والسذج على القرار الانتخابي الذي يوصل هؤلاء لمجلس الأمة بمباركة وتدخل حكومي سواء عبر مال سياسي أو نفوذ وواسطات للمقربين والمحبوبين لديها. بالدول المحترمة نائب الأمة يقود الأمة ويضرب المثل فيه لتقيده بالقانون كونه مشرعاً عليه أن يحترم ما يشرعه، ولكن معظم النواب لدينا لا يملك أي خبرة حقيقية تؤهله للدخول للمجلس غير حب الخشوم وإطالة اللحى وتركيب العمائم، وهذا أمر باطل لن يؤدي إلا إلى مزيد من الجهل فما بني على باطل فهو باطل، ولكن بما أننا أمام هذا الواقع علينا أن نتعاطى معه ونحدد الأولويات وأهمها أمننا القومي، لذا سأنتظر وأسمع مناقشة هذه المحاور قبل أن أحكم عليها، وفي حينه نسطيع أن نجزم بجدية الاستجواب من عدمه.
أعزائي أعضاء التكتل الوطني إذا أردتم نقد التطرف فأبدأوا بالتطرف العلماني ولا تركزوا على أصحاب الفكر المتحجر فقط.


مبارك الهزاع
mubarakalhaza@hotmail.com