اتصل بي صديقان من مدينتين مختلفتين في مصر يحذرانني من رسائل إلكترونية قد استلمها باسمهما تطلب مساعدات مالية حيث ان بريدهما الالكتروني قد تم السطو عليه من هاكرز.
ولم يمض يومان بعد ارسالهما حتى جاءتني رسائل الكترونية باسمهما تقص عليّ قصصا غريبة، فأحدهما قد سافر إلى نيجيريا وتم السطو على أمواله وهو بانتظاري لارسل له مبلغا من المال على «الوسترن يونيون»، اما الآخر فقد سافر الى بريطانيا وحدثت له قصة عجيبة لا منقذ له من ورطته إلا أموالي.
تذكرت هذه القصة وانا اتابع برامج قناة العربية التي بثت برنامجا عن سطو ما يسمى بـ«الجيش الالكتروني» لاحد الانظمة على مواقع المدونين والمغردين، ثم تحويلها الى مواقع لمدح النظام وتمجيده والدعوة لمحاربة الارهابيين بأسماء أصحاب المواقع المعارضين، كما اعتمد النظام على طريقة التشويش المتعمد على مواقع الانترنت وقطع الكهرباء عن المدن لكي لا يتصل الناس ببعضهم البعض ولا يتمكنون من تصوير حوادث القمع التي تقوم بها قوات الأمن ضد الشعب.
يذكرني ذلك بقيام بعض الانظمة في بداية انتشار جهاز الفاكس بمنع استيراده او استخدامه لكي لا تتسرب المعلومات الى الخارج!! قد تتصورون بان ذلك تفكير غريب من انظمة قهرت شعوبها، والحقيقة هي ان الانظمة القمعية لا عقول لها.
ان تلك الانظمة العقيمة التي فقدت شرعيتها كما فقدت عقلها لاتزال تعتقد بان الوطن عبارة عن منطقة معزولة لايدخلها الضوء او الماء والهواء الا باذن النظام الحاكم، وان الشعوب الغافلة يمكن ابقاؤها مغيبة عن كل ما يجري من حولها وان كل من يجرؤ على انتقاد النظام جزاؤه القتل والطرد من رحمة الله.
وكما يجرؤ الهاكرز على سرقة اموال الناس عن طريق الانترنت، تجرؤ تلك الانظمة على سرقة حرياتهم وكرامتهم.
كنت اتمنى من الرئيس الاميركي ان يذكر في خطابه الذي لم تنقصه الجرأة بان الاقمار الاصطناعية الاميركية تستطيع ان تصور حتى ألوان أحذية جلاوزة النظام دون الحاجة للهواتف النقالة او الانترنت، وان اصدارها للعقوبات على النظام لا ينبني على الصور التي يلتقطها الهواة وانما على معلومات موثقة ورصد دقيق.
ان اي عاقل يدرك بان الانظمة القمعية في بلادنا قد بدأت بالسير حثيثا الى مزبلة التاريخ، وان شعوبنا قد استيقظت من غفلتها ولم تعد تنخدع بالشعارات البراقة والاصوات التي ملأت الدنيا ضجيجا خلال القرن الماضي، وان الهواتف النقالة التي فضحت تلك الانظمة وكشفت سوءاتها وهي بحجم الكبريت قادرة باذن الله تعالى على اسقاطها.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
ولم يمض يومان بعد ارسالهما حتى جاءتني رسائل الكترونية باسمهما تقص عليّ قصصا غريبة، فأحدهما قد سافر إلى نيجيريا وتم السطو على أمواله وهو بانتظاري لارسل له مبلغا من المال على «الوسترن يونيون»، اما الآخر فقد سافر الى بريطانيا وحدثت له قصة عجيبة لا منقذ له من ورطته إلا أموالي.
تذكرت هذه القصة وانا اتابع برامج قناة العربية التي بثت برنامجا عن سطو ما يسمى بـ«الجيش الالكتروني» لاحد الانظمة على مواقع المدونين والمغردين، ثم تحويلها الى مواقع لمدح النظام وتمجيده والدعوة لمحاربة الارهابيين بأسماء أصحاب المواقع المعارضين، كما اعتمد النظام على طريقة التشويش المتعمد على مواقع الانترنت وقطع الكهرباء عن المدن لكي لا يتصل الناس ببعضهم البعض ولا يتمكنون من تصوير حوادث القمع التي تقوم بها قوات الأمن ضد الشعب.
يذكرني ذلك بقيام بعض الانظمة في بداية انتشار جهاز الفاكس بمنع استيراده او استخدامه لكي لا تتسرب المعلومات الى الخارج!! قد تتصورون بان ذلك تفكير غريب من انظمة قهرت شعوبها، والحقيقة هي ان الانظمة القمعية لا عقول لها.
ان تلك الانظمة العقيمة التي فقدت شرعيتها كما فقدت عقلها لاتزال تعتقد بان الوطن عبارة عن منطقة معزولة لايدخلها الضوء او الماء والهواء الا باذن النظام الحاكم، وان الشعوب الغافلة يمكن ابقاؤها مغيبة عن كل ما يجري من حولها وان كل من يجرؤ على انتقاد النظام جزاؤه القتل والطرد من رحمة الله.
وكما يجرؤ الهاكرز على سرقة اموال الناس عن طريق الانترنت، تجرؤ تلك الانظمة على سرقة حرياتهم وكرامتهم.
كنت اتمنى من الرئيس الاميركي ان يذكر في خطابه الذي لم تنقصه الجرأة بان الاقمار الاصطناعية الاميركية تستطيع ان تصور حتى ألوان أحذية جلاوزة النظام دون الحاجة للهواتف النقالة او الانترنت، وان اصدارها للعقوبات على النظام لا ينبني على الصور التي يلتقطها الهواة وانما على معلومات موثقة ورصد دقيق.
ان اي عاقل يدرك بان الانظمة القمعية في بلادنا قد بدأت بالسير حثيثا الى مزبلة التاريخ، وان شعوبنا قد استيقظت من غفلتها ولم تعد تنخدع بالشعارات البراقة والاصوات التي ملأت الدنيا ضجيجا خلال القرن الماضي، وان الهواتف النقالة التي فضحت تلك الانظمة وكشفت سوءاتها وهي بحجم الكبريت قادرة باذن الله تعالى على اسقاطها.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com