| القاهرة - من داليا جمال طاهر |
مخطئ... من يظن أن الفن تعبير عن الواقع أو في حالات أخرى هروب منه فقط... لكنه أيضا اشتباك، بل التحام بالواقع في أكثر تجلياته سطوعا وحدة، بل محرض للوصول إلى القيم النبيلة**: «الخير والجمال والحق والعدل»... وهو في ذلك ليس محاكاة لواقع خارجي، وإنما هو إبداع جديد وكشف للحقيقة، وهذا ما أكده الفنان التشكيلي المصري رأفت توفيق حسنين في معرضه «عودة الروح» ـ الذي أقيم اخيرا ـ في ساقية عبدالمنعم الصاوي بالقاهرة.
وينقسم لقسمين: الأول يضم لوحات عن مصر قبل الثورة، والثاني يُعد توثيقا لأحداث ثورة 25 يناير وما مرت به مصر من عمليات سلب ونهب كبيرة في القطاعات الحكومية.
عن المعرض قال: الأعمال تشكيلية بحتة ليست لها علاقة بالثورة، والمجموعة التي تمثل مرحلة ما قبل الثورة عن تزوير الانتخابات وأعمال العنف التي صاحبتها، ولوحات كثيرة تبين هذا.. مثلا هناك لوحات عن إسراء عبدالفتاح، وخالد سعيد، وعن مصر كلها وهي تُنهب وتُسرق.
وأضاف: عنوان المعرض أخذته من اسم إحدى اللوحات التي تصور مومياء تقطع الكفن وتخرج منه.
أما بالنسبة للوحات التي تصور مصر بعد 25 يناير... فهي أربع لوحات: الأولى تصف سقوط الفساد، وأخرى بعنوان «بنت شابة تصور مصر»، ثم لوحة تقول مصر ليس بها أهرامات الجيزة فقط، لكن بدأت تنبت أهرامات خضراء جديدة، في كل مكان كرمز لنهضة الشباب، وآخر لوحة نفذتها في شهر مارس وهي عن الثورة المضادة، وتصور معبدا فرعونيا يسقط، ولكن لاتزال هناك عيون في الخلف وثعابين بدأت تخرج باتجاه ميدان التحرير والثورة، وهم يحاولون الانقضاض عليها بطرق مختلفة.
وأكمل: أنا مصري، لذا لوحاتي بها جانب فرعوني، وجانب إسلامي في التركيب والألوان، وقد استخدمت في المعرض مجموعة خامات الزجاج بطريقة مختلفة، فقد قمت بعملية مزج بين الحجارة والزجاج، وهما خامتان مختلفتان... كما استخدمت الكولاج في لوحة مشربية العيون.
وعن رؤيته للفن قال: الفن ليس تسجيلا للواقع إنما هو التحام به ومحرض لواقع جديد، ومعظم اللوحات تعبر عن أحداث قديمة.
وعن رؤيته للفن التشكيلي في الكويت قال: الفن الكويتي متطور كثيرا، حتى أنه يحتل مكانة متميزة بين بقية دول الخليج، فقد عملت فترة في الإمارات، وهو ما أتاح لي الفرصة للاتصال بالفنون الخليجية كلها عن قرب.