| كتب تركي مساعد |
الجسم الرياضي المفتول العضلات اصبح حلم بعض الشباب ليحوز قلب واعجاب فتاة عبر التسكع في المجمعات واستعراض عضلاته امامهن لعل مظهره القوي ينجح في اصطياد احداهن، وهو** في سبيل الحصول على هذا المظهر يسلك طرقا غير مشروعة بأخذ الهرمونات التي تضر بشكل مباشر في صحته سواء عن طريق الحبوب أو الشراب أو الحقن والتي ينتج عنها على المدى القريب أو البعيد امراض خطيرة كالعقم والسرطان.
ويستغل ضعاف النفوس وهواة الربح السريع هذا الاقبال على المنشطات والعقاقير ويسوقها للشباب في الأندية الصحية والجرائد الاعلانية أو عبر مواقع الانترنت التي ساهمت بشكل كبير في انتشارها بين صفوف الشباب في ظل الضعف الرقابي من وزارة الداخلية ووزارة الصحة في متابعة هذه السوق السوداء لادوية الهرمونات.
«الراي» استطلعت الآراء ما بين الشباب والاخصائيين لمعرفة اسرار الاندفاع وراء المنشطات والهرمونات خصوصاً بين شباب الجامعة والتي وصفها البعض انها اشبه بالمخدرات بل اشد خطرا لاسيما أن المخدرات يجرمها المجتمع والجميع يعلم بمخاطرها وعقوباتها القانونية، بينما قلة التوعية وسهولة تداول هذه المواد تؤدي لتعرض الشباب لمخاطرها تحت مرأى المسؤولين والآباء.

الشاب خالد الرشيدي يقول بدايتي مع لعبة كمال الأجسام كانت في عام 2001 وهي مستمرة الى يومنا هذا لاسيما واني اعتمد اعتمادا كليا على اللعب الطبيعي دون أي منشطات لذلك تجدني لله الحمد لا آبه في رفع أي وزن والوزن الذي لا استطيع رفعه اليوم استطيع رفعه غدا فلعبة كمال الاجسام تحتاج الى وقت وصبر ومثابرة، مشيرا الى أن اللعب في اول اسبوعين هو لعب شد للعضل حتى يأخذ العضل وضعه الطبيعي ويتهيأ معك خلال التمرين لتكبر وتكبر مع توفير الأغذية المناسبة والبروتين المناسب فلعبة كمال الاجسام تعتمد اعتمادا كليا على الأكل الطبيعي الغني بالبروتين سواء بروتين نباتي او حيواني بالاضافة الى البروتينات من الشركات المعروفة والمرخصة من قبل وزارة الصحة التي تساهم بشكل كبير في نمو العضل لكن كثرتها تسبب ضررا لذا يجب الاعتدال في أخذها وبكميات ما تفقده من جسمك وما تحتاجه في نمو العضل.
ويضيف خالد الرشيدي أن بناء العضل يعتمد على الطاقة المكتسبة والمستهلكة، حيث كلما ترفع في الأكل زاد عندك العضل فلعبة كمال الاجسام لعبة اكل ولعبة رفع أثقال ووزن وهذا يحتاج طاقة والطاقة يساعدك فيها البروتين والمكملات الغذائية لكن للاسف نرى تضخم من بعض الشباب بشكل خيالي، حيث يأتي ذلك من خلال الطرق غير المشروعة لاسيما الهرمونات وهذه لها أثر على الجنس ما يؤدي الى مرض العقم وتساقط الشعر ومرض الكلى كما أن استهلاك هذه الهرمونات يعتمد حسب بنية الانسان فهناك من أصيب بعقم في أول ستة أشهر وهناك من أصيب بعد خمس سنوات لذا يجب على شبابنا التحلي بالصبر ثم الصبر ثم الصبر لبناء العضل، ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة.
أما ناصر سلمان الدوسري الملقب (ناصر عضلات) فيرى أن شباب الكويت وجيلنا الحالي اصبح فقط يبحث عن العضلات ولديه الاستعداد التام في عمل كل ما هو غير مشروع من أجل نمو عضله وهذا خطأ فادح تأتي عواقبه على المديين القصير والطويل الشباب يريدون ان يظهروا جمال اجسادهم ولكن الكثير منهم لا يسألون عن اخطار الهرمون ويقبلون عليها بشكل مخيف وتزامن ذلك مع وجود ذوي الانفس المريضة الذين يسعون فقط للكسب المالي في الوقت الذي يدمرون به شبابنا لذا أنصح اي رياضي انه قبل ان يلعب هذه الرياضة ان يدرسها عن كثب وينصح بعدم الرد على المدرب الذي ينصح باستعمال الهرمون وان نصح احد المدربين بأخذه فاسأله سؤالا هل تضمن لي بعدم إلحاق الضرر بجسدي؟
ويتابع ناصر الدوسري قائلا: اقبال الشباب على لعبة كمال الأجسام وابراز عضلات (الباي والتراي والصدر وتنحيف الخصر) اصبحت موضة عصرية وأشبهها بـ (تسونامي العضلات) فهواة لعبة كمال الاجسام يزدادون يوما بعد يوم وأصبحت هذه اللعبة هي الهم الأول والأخير لشبابنا مع انجراف عدد كبير منهم الى استخدام كل ما هو غير شرعي في ابراز العضل ومنها (حقن الابر) وأخذ الهرمونات لا سيما هرمون غروث وانتشار باعة الهرمونات بشكل لافت للنظر بل البعض يراها تجارة رائجة يتخللها جهد قليل بربح سريع فانتشر العديد منهم عبر مواقع الانترنت يروجون بضاعتهم من الهرمونات وتجد زبائنهم يزدادون يوما بعد يوم لاسيما صغار السن فأنت لا تحتاج الا للدخول الى السيد (Google) لتكتب هرمونات للبيع وتظهر اليك اللستة التي تبدأ ولا تنتهي (من السوق السوداء) حيث كل ما هو ممنوع وغير شرعي بعيد عن المراقبة الحكومية والملاحقات والتي تحتوي على مواد ضارة لاسيما الهرمونات الستيروئيدية المحتوية على الكرياتين وغيرها من المواد التي ما انزل الله بها من سلطان علما أن هذا النوع من الهرمونات لا يتم اعطاؤه الا بوصفات طبية دقيقة لاغراض مرضى بالفعل يحتاجون اليها ويعانون من امراض.
بينما يعتقد خالد العنزي أن الاعلانات التجارية في صحف الاعلانات الاسبوعية والتي توزع على المنازل تحتوي على بيع هرمونات وبروتينات ممنوعة ويضعون صورا تجذب الحالمين في الحصول على صورة طبق الأصل من الصور فتجدهم (يلهمون ويتناولون ويقرمطون) البروتين كشربة الماء دون معرفة التوازن ما بين الطاقة التي يستهلكها الجسم والطاقة التي يفقدها ودون معرفة ان كانت هذه البروتينات مضرة أو نافعة وهل يقبلها الجسم ام لا وفي الوقت ذاته تجد بناء على أصدقاء السوء تجر رجله الى أوكار حقن الهرمونات دون معرفة بمخاطرها وأعراضها والتي قد تكون تساقط شعر الرأس وظهور بقع في الجلد والعقم وزيادة ضغط الدم واللعب في معدل الكوليسترول في الدم والقلق والعصبية وغيرها الكثير.
ويشير العنزي الى ان التمارين الهوائية للتنشيف مع المحافظة على المشي ومن ثم تبدأ بالبناء بتركيز وبشكل دقيق وبعد ذلك تستمر وفق برنامج يشرف عليه المدرب في النوادي الصحية المتاحة يجنبك هذه المشاكل التي خطرها كما هو الحال في المخدرات لافتا أن ممارسة التمارين الرياضية المدعومة بنظام غذائي صحي هي الطريق الأمثل للحصول على عضل صافي نقي مفتول.
أما طلال الخضر فيقول انا الحمد لله ملتزم في التمارين وفق جدول زمني في اللعب مع المدرب عكس البعض اللي سبحان الله تراه بعد شهرين من دخوله النادي الصحي وقد تحول الى مصارع (شلون وكيف) الجواب بسيط خلال (بلع الهرمونات) ليأتي بعد ذلك (كرتيزووون العضلات) سواء عن طريق الحقن بالابر ولا على شكل حبوب وشراب يتم أخذه لعدة اسابيع لافتا أن مشكلة الشباب يبحث عن النوادي الرخيصة التي لا يوجد بها أدنى مقومات السلامة ولا النظافة والتي تجد معظم اشتراكاتها كمظهرها تمتلك من المدربين الذي فتل عضلاته بسلسلة من الممنوعات ويأتي ليمارس دور السوق السوداء على هذا اللاعب الشاب الذي يحلم في العضلات والبنية الجسدية ليحيك عليه خيوط الاقناع بان سبب التضخم العضلي هو (هذا الهرمون وذاك الهرمون وهذه الجرعة وهذه الابرة).
بينما يقول اللاعب عبدالله السليماني انا مشترك في النادي منذ عشرة أيام واحلم بأن اكون صاحب عضلات واقوم ببناء جسمي وفق التمارين والالتزام مع المدرب وهذا ما احلم به لافتا أنه يتنافس مع العديد من المراهقين والشباب هذه الأيام على الحصول على أجسام مفتولة العضلات تجلب الأنظار وتضمن لهم التميز عن أقرانهم، وامام الفتيات انسياقا وراء رياح موضة تجميل المظهر الخارجي واكتساب أجسام شبيهة بأصحاب كمال الأجسام.
ويضيف السليماني ان تناول هذه العقاقير التي تساعد على النفخ والتكبير في حجم الجسم تباع في القاعات الرياضية وبعض محلات بيع لوازم الرياضة من دون ترخيص من وزارة الصحة ودون معرفة وزارة الداخلية وهي اشد خطرا من المخدرات لذا يجب الالتزام بالتمارين الرياضية المعروفة دون الخوض في الممنوعات.
أما أخصائي التغذية الدكتور حسين احمد الدرهوس فيقول ان ممارسة رياضة كمال الاجسام اخذت منحنى جديدا وأصبحت تجارية بشكل كبير والدليل انتشار المحلات التي تبيع الهرمونات والاغذية الرياضية في انحاء البلاد بشكل مخيف فأي محل يفتح جديد تجد بعد ثلاثة شهور اربعة الى خمسة محلات ما يدل على ان هناك اقبالا على هذه الرياضة.
ويعبر د. حسين الدرهوس عن اسفه قائلا (شبابنا بس عاوز ينفجر خلال يومين) دون معرفة بوظيفة الأغذية الرياضية لكن عندما تفهم الاساس تتفادى الطبيعي وغير الطبيعي المؤثر على صحتك وغير المؤثر لتفادي المشاكل الصحية مستقبلا فالأغذية الرياضية كفكرة المكمل الغذائي فعندما يكون هناك انسان لديه مشكلة في التغذية أو تناوله للطعام يكون بشكل ضعيف يأتي دور المكمل الغذائي كمساعد غذائي كفكرة الفيتامينات فالانسان العادي الذي يعتمد على الثلاث وجبات وتكفيه في مواصلة نهار عمله دون شعور في الجوع هذا امر طبيعي حيث ان الطاقة المكتسبة كما في الطاقة المفقودة فعندما يزداد المجهود هنا يحتاج الى الغذاء الرياضي المكمل لبناء الجسم وتعويض المفقود وتستخدم بعد فحص دم وتحليل ومعرفة نسبة الأحماض الأمنية ونسبة البروتين متمنين أن يكون صرف البروتين على وصفة طبية لمن هم فوق الـ 18 سنة.
ويشير د. الدرهوس أن الاغذية الرياضية لعلها من أهمها البودرة وهو مجموعة من الفيتامينات والسكريات والاحماض الامنية تعطي الجسم ما يعادل الطاقة المفقودة وطاقة اضافية تساعد في بناء العضل وفكرتها تعويضية لما فقد أثناء التمرين فلها ايجابياتها وسلبياتها تعتمد على المستخدم تحت عدة مقاييس اهمها الصحة والعمر ونسبة الدم واللياقة البدنية وجودة المنتج هل المنتج مرخص من وزارة الصحة او غير قانوني مشيرا أن اكل البروتين (بشكل عشوائي) غلط لانه يعتبر جهداً زائداً عن الجسم مع التوعية.
ويذكر د. حسين الدرهوس ان هرمون النمو GROTH HORMONE هو أقوى عقار للحصول على مكسب عضلي ضخم لكنه يعتبر مغامرة كبيرة جدا يقدم عليها الباحث عن كمال الاجسام فمن الأعراض الجانبية الأساسية لهذا الهرمون هو نقص معدل السكر فى الدم، مع نقص معدل الوظيفة للغدة الدرقية وأحياناً بعض الأجسام المضادة للهرمون تظهر فى الجسم بالاضافة الى ما نسمع عن منشط للخلايا السرطانية ومسبب للعقم على المدى البعيد، مشيرا الى أن اضرار الهرمونات عديدة، فالله عز وجل وضعها في جسم الانسان بنسب قياسية تختلف من انسان الى انسان آخر وفق المعدل الطبيعي واللعب في التركيبة الهرمونية دون متابعة طبية يؤدي الى كوراث صحية.
ويشبه الدكتور حسين جسم الانسان بمحرك السيارة حيث ان نقصان الزيت أو زيادته عن المعدل الطبيعي يضر بالمحرك فما بالك بجسم الانسان لافتا أن هناك بعض (المرتزقة) الذين يسعون للكسب المالي وهم أشبه بتجار المخدرات في ظل غياب وزارة الداخلية ومتابعة وزارة الصحة يقومون ببيع هذه الهرمونات الفتاكة الخطيرة في صحة البشر في أوكار بعض النوادي وذلك خلال بيع (الكورس الذي يحتوي على عشر إبر خلال شهر أو عشرين يوما لتأتي بمفعول السحر في العضلات ويصبح اللاعب يبي ينفجر).
ويضرب د. الدرهوس مثالا على موقف حدث معه قائلا: هناك موقف حصل معي حيث أتى الى احد الشباب جالبا معه هرمون ويقول دكتور ارغب ان تقرأ لي هذا الهرمون الذي وصلني للتو من الطائرة فقلت له اسف انا لا اقرأ هذه المخدرات ولا أشجع عليها وهذه مضرة في الصحة فاذا به يردد يا دكتور هذا هرمون نشط ومفيد وصحي فقلت ما ادراك واخذت أقرأ عليه التعليمات واذ صدمت بأن هذا الهرمون كتب عليه بالخط العريض أن هذا الهرمون يقوم بقتل الحيوانات المنوية لدى الرجل اي بما معناه يصبح الرجل عقيما واخذت انصحه بان يقوم بارجاع هذا الهرمون الى من قام ببيعه وادعى انه واصل من الطائرة والاكاذيب الأخرى التي يروجونها ويخدعون بها شبابنا الباحثين عن عضلات والمصيبة الأعظم عندما سألت هذا الشاب لما لا تقوم بالامور الطبيعية وما الذي يستدعيك للبحث عن تكوين عضلات سريعة وانت تعلم بأنها تضر بصحتك واذا به...! يقول (لزوم القز) لافتا أن حال الشباب وصل الى تدمير الصحة من أجل يتعرف على (بنت) متسائلا يرضى شبابنا بقتل نفسه من أجل بنت تعجب به، واأسفاه على شبابنا واحرقتاه على هذا التفكير الذي يدمر رجولتهم وصحتهم.
ويطالب د. الدرهوس وزارة الداخلية ووزارة الصحة بالتدخل وفرض السيطرة على الأوكار التي اصبحت تدار في بعض النوادي الصحية خلال بيع الهرمونات و(حقن الابر) وهذا ما نسمعه من الشباب الذين يقومون بمراجعتي لذا ننصح الأهالي في متابعة ومراقبة ابنائهم من خطر الهرمونات وحقن الابر دون وصفات طبية، مشيرا الى أننا لسنا ضد الرياضة بل ضد الاسلوب الخاطئ في الرياضة أو تدمير الشباب.