| سهيلة غلوم حسين |
نظرات العيون تترجم نوايا ما تكنه القلوب، هذا القول القديم يصلح لكل زمان وإن كان لا ينطبق على كل الأمكنة، إنما بالمطلق تعتبر ظاهرة سارية المفعول خصوصاً مع الجيل المعصرن فهي** بامتياز.
أسهم شرارات النظرات تتطاير يميناً وشمالاً بل وفي كل الاتجاهات ومهما حاول تجاوزها يعجز حتى الهروب منها، انها نظرات تنسجها عيون المحدق الذي لا يأبه لخصوصية الآخرين على أساس أن الحضارة، تمنحه حق التبصر كيفما يشاء ووقتما يشاء من باب إيمانه بالحريات العامة وطبعا على اعتبار أن عيونه ملك له.
ومما لا شك فيه أن تواصل النظر الى المارة دون استحياء، إن دل على شيء فإنما يدّل على قلة الأدب وعدم المعرفة بأصول الاحترام وعدم تربيته بصورة صحيحة أوربما لديه نقص بشيء ما يعاني منه وربما يكون المحدق فيه علة نفسية، فمعظم الأشخاص الذين يحدقون بغيرهم، يفعلون ذلك بسبب الحسد أو الغيرة، ولذلك يحاولون إشباع فضولهم وسّد نقص لديهم بالنظر الطويل من دون إمعان للمفاهيم الاجتماعية والأخلاقية.
إذا كان من كان من هذه الفئة يعاني من الفراغ القاتل، وعقله يدله على أن تصرفه في محله ومن الواجب أن يقطع وقته في هذه الأمور التافهة، وما يدور في العالم من حوله لا يستحق منه المتابعة وإضاعة الوقت عليه، فالغيرة والحسد يأكلان قلبه وعقله بل ويضيعان عمره ويحرمانه من النجاح المفترض لمستقبله.
في الدول الغربية، الأمر مختلف تماماً، فليس ثمة أحد يلتفت لغيره لأن ذلك يعتبر من قلة الأدب وسلوكا سيئا لديه، فالأفراد يهتمون بشؤونهم فقط ويعطون جل وقتهم للعمل والأنشطة المفيدة التي تساعدهم على تنمية قدراتهم ومهاراتهم، ومن هنا نلتمس نجاحهم وتفوقهم بسبب بسيط هو أنهم لا يضيعون وقتهم بالتحديق في قضايا محدودة بل ينظرون للبعيد.
الوقت ثمين عندهم وهم يقدرون ثمنه ويستغلونه بصورة صحيحة فنجد منهم من يتطلع بالكتاب أو يتابع الانترنت، أما نحن أمة اقرأ فبعيدون عن ذلك، ونحن الذين ندين بدين الاسلام الذي يحثنا على غض البصر الذي به تورث الحكمة ويخلص القلب من ألم الحسرة والغيرة ويورث القلب قوة والوجه نوراً والعقل فراسة.
ان الفئة الأنجح هي التي لا تعتبر لهؤلاء المتطفلين والحادقين المحدقين وجوداً ولا تهتم بهم، وتسير بالحياة من دون أن تلتفت الى نظرات من في قلوبهم مرض بل وتشفق عليهم علهم يتبصرون الحقائق بعيداً عن بصر مادية الدقائق.

سهم
وعدتنا وزارة الكهرباء أنه لا خطر من انقطاع التيار هذا الصيف بعد تدشين توربينتين في محطة الصبية، إنجاز مهم قامت به الوزارة إنما اللافت لماذا يتهافت الناس على شراء الشموع... ربما للاحتفال بالإنجاز أو لإضاءة عيد ميلاد؟

* كاتبة كويتية