| القاهرة - من محمود متولي |
يرى نائب رئيس الاتحاد العربي للحمام الزاجل ورئيس الاتحاد المصري لسباق حمام الرسائل محمد العباسي أن «الحمام الزاجل» عالم كبير ومختلف، له أسراره وخباياه، ويحظى باهتمام «طاغٍ» في بعض الدول، ومنها مصر بالطبع، ومن أجله تقام المسابقات والفعاليات الدولية ذات الجوائز القيمة.
«العباسي» - في حوار مع «الراي» - أزاح الستار عن الكثير من خبايا هذا العالم.
وتحدث بصفته من أبرز وأشهر هواة تربية الحمام في مصر والعالم العربي - عن تاريخ الحمام الزاجل ومواصفاته وأسعاره، والعوائق والعقبات التي تواجهه في مصر، وهذا نص ما دار معه من حوار:

• نريد أن نعرف قليلاً عن الحمام الزاجل؟
- الحمام الزاجل أو «المراسلة» هو نوع من الحمام، معروف بقدرته الفائقة على الطيران السريع والعودة إلى مكان إقامته، قاطعا مسافات كبيرة في السباقات ولديه قدرة على التحمل الشاق... وهو هجين بين الحمام البري «الجبلي» وأنواع أخرى من الحمام المستأنس ذي التموين الجسماني الجيد العضلي.
ومن أوائل الدول التي قامت بتهجين هذا النوع من الحمام بلجيكا، ويمتاز بقصر القامة وامتلاء الصدر والمنقار المتوسط الطول والأعين الواسعة والجفون الرقيقة.
• ومتى بدأ استخدام الحمام الزاجل في نقل الرسائل؟
- يرجع ذلك إلى عصر الفراعنة... حيث وجدت نقوش وآثار تدل على استخدام الفراعنة للحمام الزاجل، والثابت تاريخيا أن المصريين والعرب هم أول من استخدموه في هذا المجال بين أقطار العالم الإسلامي والعربي، وبعد الفتح الإسلامي لمصر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - تم نقل الكثير من الحمام الزاجل إلى مصر، حيث اهتم المصريون بتربية الحمام بأنواعه المختلفة وخصوصا الزاجل.
ويعتبر العرب أول من فطن إلى مميزات الحمام الزاجل فاستخدموه في البريد خاصة بعد أن تباعدت أطراف الدولة وتوسعت حدودها في عهد العباسيين في بغداد والأمويين في الأندلس.
• متى بدأت سباقات الحمام الزاجل في مصر؟
- بدأت عقب تأسيس جمعية الحمام الزاجل في عام 1945 حين اشترى عثمان رامز - أحد أعيان مصر في ذلك الوقت - عددا من الحمام الزاجل، وكان يقوم بتربيته أحد كبار الهواة الإنكليز، واستطاعت الجمعية أن تجري سباقات عدة ناجحة، بدأت من الأقصر حتى أسوان.
ثم تطورت الهواية وانتعشت بعد إنشاء الاتحاد المصري لرياضة وسباقات الحمام الزاجل الذي يعنى بشؤون الهواية ويشرف على أكثر من 72 ناديا ومركزا للحمام الزاجل في مصر، تضم أكثر من نصف مليون هاوٍ، وينظم الاتحاد عدة سباقات للحمام داخل مصر، فضلا عن المشاركة في بعض السباقات التي تقام في الدول العربية والأجنبية.
• وماذا عن أهم خصائصه؟
- الحمام الزاجل يحب الراحة والهدوء، ويكره الإزعاج ولديه ولع فطري شديد باحتضان الصغار حتى لو أصبحت قادرة على الطيران، كما أنه شديد الحب لوطنه ومكان تربيته وهو لا ينسى أبدا مسكنه حتى لو أزيل من مكانه.
• وكيف يتم تدريب الحمام على المشاركة في السباقات؟
- بعد شهرين من فقس الحمام يبدأ تدريب الحمام على الطيران لمسافة 20 كم ثم تتضاعف حتى تصل إلى 60 كم وتظل في ازدياد باستمرار حسب قوة الحمام في الجهات الأربع بالنسبة لموقع المسكن، بعد ذلك يتم تدريبه لمدة نصف ساعة في الصباح ومثلها في المساء على أن يزداد الوقت تدريجيا، وبعدها يستطيع الطائر المشاركة في السباقات.
• كيف يتم تمرين الحمام على عملية الطيران والمشاركة في السباقات؟
- يتم تمرين الحمام عن طريق إطلاقه حول المسكن «العش» لمدة مناسبة وفي أوقات محددة أو إطلاقه من مسافات على أبعاد مناسبة في مدد متقاربة، وينقسم عمر الحمام إلى ثلاث مراحل، الأولى: الزغاليل وتبدأ بعد الفقس الى نهاية أول «قلش» ومرحلة الشبابي، خلال السنة الثانية من عمره، ومرحلة «الكبرى بعد السنة الثانية إلى نهاية عمره.
والغرض من عملية التدريب هي تكوين العضلات وأعضاء جسم الحمام لتلائم السباقات الطويلة وإكسابه المعرفة وإنعاش الذاكرة وإزالة رهبة السباق من الحمام، وتعويده الاعتماد على النفس خصوصاً في حالة الطيران بمفرده وتعريفه بطريق السباق.
• وماذا عن نظام سباقات الحمام؟
- تجرى السباقات بواسطة مجموعة منظمة من أصحاب الحمام، كل عضو يمتلك ساعة خاصة بالسباقات تستعمل في التوقيت وتوضع بطاقة برقم معين في رجل الطائر المشترك في السباق، وقبله تضبط ساعة التوقيت لكل مشترك وتعاد لأصحاب الحمام عند وصول الحمام.
• وما أبرز المواصفات الواجب توافرها في حمام السباق؟
- يجب أن يكون الحمام ذا خط أفقي متساو حول الرأس والمنقار، وأن يكون ذا عنق متوسط الطول، وحجم ريشه متوسطاً وساقاه متوسطي الطول وأن يكون جميل المنظر مرتفعا لأعلى، وأن يكون لونه لامعا، خصوصاً في منطقة الرقبة.
• وماذا عن أسعار الحمام الزاجل؟
- يتراوح سعر الفرد الواحد من حمام السباقات بين 20 جنيها و10 آلاف جنيه، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 40 ألف جنيه، وكلما فاز الحمام في سباقات وحصل على مراكز متقدمة ارتفع سعره.
وتعد أنثى الحمام «بياتركس» أشهر وأغلى فرد حمام في العالم حيث بيعت بمبلغ 1.3 مليون دولار، وكانت ملكا لأحد الهواة الهولنديين.
• وكيف تصف واقع هذه الهواية في مصر في الوقت الحاضر؟
- هناك أكثر من 40 مليون فرد حمام زاجل وغزار في مصر، يمتلكها نصف مليون هاوٍ ومرب تقريبا، إلا أنه مع ظهور مرض أنفلونزا الطيور تعرض هواة ومربو الحمام لخسائر فادحة بعد هدم أماكن تربية الحمام المنتشرة على أسطح المنازل خوفا من انتقال المرض للبشر.