يُنسَب المثل أعلاه للشاعر الروماني هوراس، وهو يطلق على من يأتي بعمل كنا نتوقع منه ما هو أكبر وأفضل منه، ولي مع هذا المثل حكايات وروايات ومواقف، فكثيراً ما أتذكره عندما اصطدم بواقع مؤسف يجعلني أكرره بيني وبين نفسي.
فعندما يقوم فاسد باستيراد لحوم فاسدة، ويبيعها للناس، وتكتشف أجهزة الدولة تلك الجريمة وتقف مكتوفة الأيدي، عاجزة عن القيام بدورها المطلوب منها، أردد بيني وبين نفسي «تمخض الجبل فولد فأراً».
وعندما يهمل موظف القيام بالإشراف المناسب على مشروع حكومي، ويتسبب في تلويث البيئة البحرية والهواء، عدا تضييع الملايين من ميزانية الدولة، ويعرض بعدها على لجان تحقيق تمتد لأسابيع واشهر، وتكون النتيجة خصم من راتبه لمدة أسبوعين بنسبة معينة، فحينها أردد بيني وبين نفسي «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما أرى أن القانون أسهل شيء يمكن اختراقه وتكييفه لخدمة مصالح الكبار، ويطبق بحذافيره على الصغار، ويتبجح بعض أهل الحل والعقد بضرورة تطبيق القانون على الجميع، هنا أضحك بيني وبين نفسي وأردد بابتسامة كلها ألم وتوجع «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما يتحدث أحدهم في كل محفل عن خطط التنمية، والمشاريع العملاقة الجبارة، ويستعرض تلكم الأرقام والميزانيات الضخمة المرصودة لأجلها، ويعدد كم العقبات التي تعترضها، وألتفت إلى الواقع فأرى قاعاً صفصفاً لا عوج فيه ولا أمتا، أضرب كفا بكف، وأحوقل مردداً «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما يشغر منصب قيادي في دائرة حكومية، وترشح أسماء عدة لديوان الخدمة المدنية، ويرفع بدوره تقريره لمجلس الوزراء، فيتم الاختيار وفق معايير لا تمت للكفاءة الفعلية، وقتها أتذكر تصريحات بعضهم بحرصهم على تطبيق الدستور الذي ينص على العدالة، وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد، وأسترجع في داخلة نفسي مردداً بعدها «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما تعاد الانتخابات النيابية بعد حل البرلمان، ويأتي الناس بالنماذج نفسها وفقاً لمصالح شخصية لا علاقة لها بمصالح الوطن الكبرى، أضرب أخماساً بأسداس، مردداً وأنا أتابع إعلان النتائج متحسراً «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما يقول بعضنا (عطو سداح فرصة)، فنمنحه الواحدة تلو الأخرى، فيمارس علينا (استعباطه) السياسي، وكأنك يا بوزيد ما غزيت، هنا أصرخ في أعماق روحي مجلجلاً «تمخض الجبل فولد فأراً».
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
فعندما يقوم فاسد باستيراد لحوم فاسدة، ويبيعها للناس، وتكتشف أجهزة الدولة تلك الجريمة وتقف مكتوفة الأيدي، عاجزة عن القيام بدورها المطلوب منها، أردد بيني وبين نفسي «تمخض الجبل فولد فأراً».
وعندما يهمل موظف القيام بالإشراف المناسب على مشروع حكومي، ويتسبب في تلويث البيئة البحرية والهواء، عدا تضييع الملايين من ميزانية الدولة، ويعرض بعدها على لجان تحقيق تمتد لأسابيع واشهر، وتكون النتيجة خصم من راتبه لمدة أسبوعين بنسبة معينة، فحينها أردد بيني وبين نفسي «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما أرى أن القانون أسهل شيء يمكن اختراقه وتكييفه لخدمة مصالح الكبار، ويطبق بحذافيره على الصغار، ويتبجح بعض أهل الحل والعقد بضرورة تطبيق القانون على الجميع، هنا أضحك بيني وبين نفسي وأردد بابتسامة كلها ألم وتوجع «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما يتحدث أحدهم في كل محفل عن خطط التنمية، والمشاريع العملاقة الجبارة، ويستعرض تلكم الأرقام والميزانيات الضخمة المرصودة لأجلها، ويعدد كم العقبات التي تعترضها، وألتفت إلى الواقع فأرى قاعاً صفصفاً لا عوج فيه ولا أمتا، أضرب كفا بكف، وأحوقل مردداً «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما يشغر منصب قيادي في دائرة حكومية، وترشح أسماء عدة لديوان الخدمة المدنية، ويرفع بدوره تقريره لمجلس الوزراء، فيتم الاختيار وفق معايير لا تمت للكفاءة الفعلية، وقتها أتذكر تصريحات بعضهم بحرصهم على تطبيق الدستور الذي ينص على العدالة، وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد، وأسترجع في داخلة نفسي مردداً بعدها «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما تعاد الانتخابات النيابية بعد حل البرلمان، ويأتي الناس بالنماذج نفسها وفقاً لمصالح شخصية لا علاقة لها بمصالح الوطن الكبرى، أضرب أخماساً بأسداس، مردداً وأنا أتابع إعلان النتائج متحسراً «تمخض الجبل فولد فأراً».
عندما يقول بعضنا (عطو سداح فرصة)، فنمنحه الواحدة تلو الأخرى، فيمارس علينا (استعباطه) السياسي، وكأنك يا بوزيد ما غزيت، هنا أصرخ في أعماق روحي مجلجلاً «تمخض الجبل فولد فأراً».
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh