في إطار ملاحقة منجزات ثورة المعلومات والاتصالات الحديثة والاستفادة منها، في تحديث وعصرنة الإدارة باستخدام أحدث التقنيات، صرح وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي الدكتور رائد فهمي بأنه تم استكمال الجانب المادي من مشروع الحكومة الإلكترونية، كنصب الأجهزة والمعدات اللازمة على مستوى 12 وزارة، على أن يتم بعد ذلك الربط بينها وبين وزارات أخرى مرتبطة بنظام آخر، ومن أجل إنجاح هذا المشروع ينبغي بناء الأساس المادي والأساس البشري والأساس المؤسسي، ويتطلب ذلك قوانين وتشريعات، أي الإطار الإداري العام والشامل للحكومة الإلكترونية.وتنشغل الوزارة بميادين الإعمار والتنمية الاقتصادية والأمنية وغيرها وببناء القدرات المادية والبشرية، وقد قطعنا شوطا غير قليل فقد وفرنا مختبرات متقدمة وواصلة إلى مرحلة جيدة من المستويات الدولية، وعززنا الجانب البشري بالدورات والايفادات إلى الخارج، وفتحنا الباب للعلماء والباحثين للتواصل مع ما هو موجود في العالم من وسائل بحثية ومنجزات علمية، وهذا التواصل أحدث تطورا جيدا في عملنا، لكننا نواجه تعطل عدد من مواقعنا ومشاريعنا لأسباب أمنية، وتعطل بعض المختبرات وضيق المكان وعنصر الكهرباء، ومع تحسن الوضع الأمني وتوافر المختبرات الأخرى وعنصر المكان فإن نشاطنا سيتصاعد أكثر، كما أننا بصدد استكمال وضع استراتيجية لعمل الوزارة من خلال الحوارات والمباحثات مع كافة الوزارات والدوائر.وكشف الوزير عن وجود تسعمئة كفاءة علمية عراقية بدرجات الدكتوراه والماجستير في الوزارة وآلاف من حملة البكالوريوس وقال أن العالم يسير نحو اقتصاد المعرفة وإن الفجوة بين العلم والتطبيق أصبحت قصيرة جدا، والعلم يتحول إلى إنتاجية، وأن تقسيم العمل بالعالم يختلف اليوم كليا عما سبقه، وأن لنا علاقات جيدة مع المنظمات الدولية وفي مقدمتها «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» ونعمل معها في الميدان البحثي، وفي نقل الخبرات وبناء القدرات، ولنا معها مشاريع عديدة ودورات مستمرة وكذلك مع «اليونسكو».ونحن نضيف إلى تصريحات الوزير بأنه على الحكومة أن تولي أكبر الاهتمام، وتخصص ميزانية مفتوحة لهذه الوزارة، ولرعاية الكفاءات العلمية فيها واستقطاب الكفاءات التي هاجرت لأسباب قاهرة عبر الرواتب العالية والامتيازات والمحفزات الثابتة، وتوفير سبل الحياة الكريمة لها والأمان والسكن اللائق حتى يتفرغوا تماما لإنتاج وانجاز البحوث والمشاريع، واللحاق بما وصلت إليه المراكز البحثية العالمية، التي كانت منجزاتها أساس التقدم العلمي والتكنولوجي، ولا بد من الاعتماد على ثورة المعلوماتية والاتصالات التي يشهدها العالم اليوم، وردم الفجوة الراهنة بيننا وبينهم، وبالإمكان تنفيذ هذا ذلك أنه لا يوجد مركز بحثي في العالم إلا وكان للعراقيين تواجد مؤثر وفاعل وقيادي فيه، ولدينا الأموال الكافية لشراء أحدث المختبرات والأجهزة والمعدات، وبناء أحدث المباني لها.
حميد المالكي
كاتب عراقيhamedamalky@yahoo.com