في تطور لافت لوتيرة الأحداث في البلاد تشهد الساحة المحلية ظهور مواقف خارجة عن المألوف الذي اعتدناه في بعض العباد، ممن يحسبون على بعض الكتل داخل مجلس الأمة وخارجها من خلال أطروحات تؤكد على أن الوصاية بمفهومها السياسي مازالت تحتل رصيداً عالياً من تفكيرهم وتحليلهم للأمور الطارئة ومستجداتها وفق المصلحة الحزبية الضيقة، وما تتطلبه من تخبط واضح لتسجيل هدف عاجل في مرمى التكسب الإعلامي والجماهيري وغيره.غياب الموضوعية المبنية على أصول المعرفة، التي تحددها طبيعة أدوار البطولة أحياناً لذلك النائب أو ذلك الناطق باسم كتلة أو حزب وغيرها من تسميات أخرى، ليس الغرض من ورائها التأكيد بالضرورة على دور مؤسسات المجتمع المدني من خلال القيام بدورها المطلوب منها على أكمل وجه، فأمور كثيرة منها تصريحات صدرت عن «جمعية الإصلاح الاجتماعي» في شأن قانون منع الاختلاط، وغيرها من تصريحات أخرى صدرت وستصدر لاحقاً، تدل في مجال لا يدعو للشك أن ثمة شذوذاً في الطرح يكتنف العمل السياسي الجديد في الكويت اليوم يجب دراسته بروية، حتى يمكن تصحيح مساره للوقوف على أسبابه الحقيقية، ثم المعالجة قبل أن تتسبب في وأد ديموقراطيتنا، أو حتى إزالتها كإرث حضاري وثقافي وسياسي وتاريخي أسوة بباقي دواويننا التي تنتظر في أي لحظة بدء سريان تنفيذ قرار هدمها!أعتقد أن زيادة الفجوة في مثل هذه المواقف تساهم إلى حدٍ كبير في إيصال رسالة مغايرة تختلف عن تلك المراد إيصالها بصدق، والتي سرعان ما تنكشف بجلاء كدليل على انحدار مستوى العمل السياسي المحلي في الأعوام الأخيرة، والذي يرتكز على الشأن العام خصوصاً من خلال العلاقة المباشرة بين النائب وناخبيه أو الكتلة ومريديها من أعضاء وغيرهم، فكثيراً ما تكون بعض التصريحات السياسية الشاذة ردوداً لأفعال أخرى أكثر شذوذاً لم يتقبلها ذلك العضو أو تلك الكتلة نتيجة فقدان عنصر المكاشفة والتعاطي بشفافية مع بعض تداعيات تلك الأمور ومستجداتها المرحلية أولاً بأول ولحظة بلحظة بتعقل وبعيداً عن العاطفة!            بدر ناصر العتيبي

كاتب ومهندس كويتيbader_otaibi@hotmail.com