كتب المحرر الثقافي
استضاف منتدى المبدعين الجدد في جلسته الاخيرة الاثنين الماضي الشاعرة العمانية هاشمية الموسوي والتي تحدثت عن الشعر في عمان ومن ثم وقعت على ديوانها الشعري الاخير **«اوراق منهزمة» الى جانب التوقيع على دواوينها الاربعة الاخرى، ولقد ادارت الكاتبة نورة بوغيث هذه الجلسة.
واكدت الموسوي في حديثها على ان الحركة الثقافية المعاصرة في عمان هي في الاساس امتداد لتراث ادبي خالد امتاز به الادب العماني وشاعرية متميزة امتاز بها الشعب العماني في كل مراحل تاريخه الطويل.
واوضحت ان ريادة حركة الشعر في عمان بدأت منذ بداية الستينات، ولا يزال له وجوده ودوره على الساحة الشعرية المعاصرة وان الشعراء ظلوا محافظين على معظم عناصر الشعر القديم واساليبه وادواته وموضوعاته وتجاربه وان هؤلاء الشعراء تأثروا برواد الكلاسيكية الجديدة في مصر والشام كما تأثروا في وقت متأخر بشعراء الرومانسية العرب، وان ظل هذا التأثر محدودا.
واستطردت الموسوي في قولها ان الاتجاه الرومانسي بدأ يتشكل في عمان بعد ان انحسر في معظم الدول الاخرى، التي سبقت عمان بمراحل فكرية وادبية، وقالت «وجد الاتجاه الرومانسي في عمان قوة دفع جديدة في قيام النهضة وازداد قوة نتيجة الصراع بين قيم الماضي الاقل وتطلعات المستقبل الجارف».
وتحدثت الموسوي عن تجارب الشباب في عمان في ما يخص الابداع الرومانسي، من خلال الاغتراب النفسي والآخر الخارجي، وان ذلك ساهم في تطور القصيدة الشعرية في عمان فقد اخذت تبتعد شيئا فشيئا عن الاطار الكلاسيكي كما بدأ بناء القصيدة في شكل عام اكثر انسجاما واحكاما.
واشارت المحاضرة الى ان تجربة الشعر الواقعي في عمان، التي تعد من التجارب الشعرية البسيطة جدا وانها لا تزال في طور النمو وبدأت من خلال قصائد الاغتراب الرومانسية، واكدت ان شعر التفعيلة - الذي يتبناه معظم شعراء الاتجاهين الرومانسي والواقعي، هو طريق الشعر العماني الى الحداثة، في سبيل الوصول الى رؤية خاصة به، واسلوب متميز.
وقالت «يتبنى شعراء قصيدة النثر في عمان كل مفاهيم ورؤى رواد الحداثة وشعرائها في مجلة شعر وطبقوها في قصائدهم» وان اتجاه قصيدة النثر في عمان ينقسم الى ثلاثة مستويات ومراحل متفاوتة في التجارب والفن، فالمستوى الاول يتمثل في ثلاثة رواد هم سيف الرحبي وزاهر الغامزي وسماء عيسى والمستوى الثاني يمثله الشعراء الشباب الذين درسوا خارج عمان وهم محمد الحارثي وعبدالله الريامي وصالح العامري وغيرهم، ويأتي مستوى الكتابة النثرية المفتوحة التي تتسع لعدد كبير من الاسماء التي بدأت في الكتابة النثرية مباشرة من دون ان يكون لهم تجارب عميقة في الكتابة او حتى ثقافة شعرية.
وقالت «حققت التجربة الشعرية العمانية تميزا واضحا في اتجاهاتها المختلفة من خلال التجربة والفن» ومن ثم فقد تحدثت الموسوي عن دور المؤسسات الثقافية الرسمية في تنمية الحركة الثقافية والتي لعبت دورا كبيرا في تقديم صورة مشرقة للثقافة العمانية القديمة والمعاصرة.
وبعد انتهاء الموسوي من قراءة ورقتها البحثية قدم الحضور مناقشاتهم ومداخلاتهم التي أثرت الجلسة التي اختتمتها الموسوي بإلقاء بعض من قصائدها.