أعتقد أن قضية مقتل الشيخ أسامة بن لادن، ستظل تشغل الناس لأسابيع بل لأشهر مقبلة، فلم يكن رحمه الله بالرجل العادي، فلقد هجر لذيذ العيش وترك القصور، ليعيش بين الجبال وساحات القتال.
ولنا مع مقتل بن لادن وقفات أولها: أننا قد نختلف مع بعض أفكاره المتعلقة بالتكفير أو التفجير، إلا أن ذلك لا يعني عدم ذكر محاسن الرجل ودوره في دعم الجهاد وتحرير بلاد المسلمين من المحتلين.
والأمر الثاني: أن من الخطأ الاعتقاد بأن موت الإنسان أو قتله سيؤدي إلى القضاء على فكره أو أتباعه، والدليل على ذلك أن الإمام حسن البنا رحمه الله برغم أن اغتياله كان عام 1949، أي قبل 62 عاماً إلا أن دعوته وأفكاره ظلت تنتشر يوماً بعد آخر حتى انتشر المؤمنون بفكرته إلى يومنا هذا في أكثر من سبعين دولة، وهذا سيد قطب يتم إعدامه على يد الطغاة الظالمين عام 1966 ولا تزال كتبه التي تحمل فكره منتشرة في معظم العالم الإسلامي والتي من أشهرها كتاب «في ظلال القرآن»، وهل اغتيال الصهاينة للشيخ أحمد ياسين قضى على حركة «حماس» في فلسطين؟
في اعتقادي أن قتل أمثال هؤلاء الرجال على يد عدوهم يحقق لهم أمران أولهما: تحقيق أمنيتهم بنيل الشهادة، وثانيها: نشر الفكرة، وكما قال سيد قطب «إن كلماتنا ستظل عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح».
ليس من الغريب أن يفرح الصهاينة والأوربيون لمقتل بن لادن فملة الكفر واحدة وقد تكرر المشهد قديما حينما دقت أجراس الكنائس في أميركا فرحاً لاغتيال البنا في مصر، لكن من المعيب على المسلم أن يفرح أو يشمت لموت أخيه المسلم، خصوصاً إذا كان مقتله على يد كافر، ولذلك اعتبر بعض أهل العلم أن مثل هذا الفعل قدح في عقيدة الولاء والبراء، وأود بالمناسبة أن أسأل بعض الشامتين، إن بن لادن قدم حياته لنصرة دينه فماذا قدمتم؟
أظن أن أميركا بقتلها بن لادن فتحت على نفسها باب شر جديد، فوجود بعض الرموز أحياناً يساعد على نوع من الاستقرار، وبغيابهم ربما ستظهر الاجتهادات الشخصية التي ستقع في محاذير قد تؤدي إلى مزيد من سفك الدماء ولربما كان وجود بن لادن سيساعد على منعها، والله أعلم.
لست مع التساهل في التكفير أو اللجوء إلى التفجير، ولست مع قتل أهل الكتاب من المستأمنين وغير المحاربين، إلا أن رجلاً بحجم ومكانة بن لادن، يفرض على المرء أن تكون له وقفة مع نبأ استشهاده.
ختاماً لا نملك إلا أن نترحم على موتى المسلمين، والشيخ أسامة بن لادن قد أفضى إلى ربه، وليغفر الله له ما وقع به من أخطاء، مجتهداً أو متأولاً بأنها موافقة لشرع الله.
ولا عجب للأسد إن ظفرت بها
كلاب الأعادي من فصيح وأعجمي
فحربة وحشي سقت حمزة الردى
وموت علي من حسام ابن ملجم
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com
ولنا مع مقتل بن لادن وقفات أولها: أننا قد نختلف مع بعض أفكاره المتعلقة بالتكفير أو التفجير، إلا أن ذلك لا يعني عدم ذكر محاسن الرجل ودوره في دعم الجهاد وتحرير بلاد المسلمين من المحتلين.
والأمر الثاني: أن من الخطأ الاعتقاد بأن موت الإنسان أو قتله سيؤدي إلى القضاء على فكره أو أتباعه، والدليل على ذلك أن الإمام حسن البنا رحمه الله برغم أن اغتياله كان عام 1949، أي قبل 62 عاماً إلا أن دعوته وأفكاره ظلت تنتشر يوماً بعد آخر حتى انتشر المؤمنون بفكرته إلى يومنا هذا في أكثر من سبعين دولة، وهذا سيد قطب يتم إعدامه على يد الطغاة الظالمين عام 1966 ولا تزال كتبه التي تحمل فكره منتشرة في معظم العالم الإسلامي والتي من أشهرها كتاب «في ظلال القرآن»، وهل اغتيال الصهاينة للشيخ أحمد ياسين قضى على حركة «حماس» في فلسطين؟
في اعتقادي أن قتل أمثال هؤلاء الرجال على يد عدوهم يحقق لهم أمران أولهما: تحقيق أمنيتهم بنيل الشهادة، وثانيها: نشر الفكرة، وكما قال سيد قطب «إن كلماتنا ستظل عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح».
ليس من الغريب أن يفرح الصهاينة والأوربيون لمقتل بن لادن فملة الكفر واحدة وقد تكرر المشهد قديما حينما دقت أجراس الكنائس في أميركا فرحاً لاغتيال البنا في مصر، لكن من المعيب على المسلم أن يفرح أو يشمت لموت أخيه المسلم، خصوصاً إذا كان مقتله على يد كافر، ولذلك اعتبر بعض أهل العلم أن مثل هذا الفعل قدح في عقيدة الولاء والبراء، وأود بالمناسبة أن أسأل بعض الشامتين، إن بن لادن قدم حياته لنصرة دينه فماذا قدمتم؟
أظن أن أميركا بقتلها بن لادن فتحت على نفسها باب شر جديد، فوجود بعض الرموز أحياناً يساعد على نوع من الاستقرار، وبغيابهم ربما ستظهر الاجتهادات الشخصية التي ستقع في محاذير قد تؤدي إلى مزيد من سفك الدماء ولربما كان وجود بن لادن سيساعد على منعها، والله أعلم.
لست مع التساهل في التكفير أو اللجوء إلى التفجير، ولست مع قتل أهل الكتاب من المستأمنين وغير المحاربين، إلا أن رجلاً بحجم ومكانة بن لادن، يفرض على المرء أن تكون له وقفة مع نبأ استشهاده.
ختاماً لا نملك إلا أن نترحم على موتى المسلمين، والشيخ أسامة بن لادن قد أفضى إلى ربه، وليغفر الله له ما وقع به من أخطاء، مجتهداً أو متأولاً بأنها موافقة لشرع الله.
ولا عجب للأسد إن ظفرت بها
كلاب الأعادي من فصيح وأعجمي
فحربة وحشي سقت حمزة الردى
وموت علي من حسام ابن ملجم
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Alfadli-a@hotmail.com