حفل راقص في الرميثية، أطعمة فاسدة في البلدية، مشاريع تترنح في الأشغال، صحة في حاجة إلى معالجة في وزارة الصحة وأضف إليها تعيين الساير لأطباء بحرينيين، تنمية في حاجة إلى تعزية وتقسيم عادل للورث، وشعب مقهور في حاجة إلى من يستمع إليه، ونواب يستجوبون قبل تشكيل الوزارة، و»أمن» في حاجة إلى من يحمي رجاله و... كل هذا وغيره الكثير يحصل في الكويت وما زلنا نبحث عن السبب وراء تردي أوضاعنا!
أسئلة كثيرة تطرح ولا تجد الإجابة في وقت ذاقت فيه الشعوب العربية ويلات القيادة الفاسدة التي تحركها قيادة خفية حتى انفجرت وتبين ما كان مستوراً وبالطبع نجد منها أوجه شبه مع نمط القيادة المتبع لدينا في الكويت.
سقطت الأقنعة عن القيادة الفعلية في الدول العربية، ونحن هنا في الكويت تحدثنا عن القيادة الخفية وحكومات داخل حكومة ومازال البعض يطرح تساؤلاته: ما هو مصير الوضع لدينا، ومن يدير مؤسسات الدولة؟
قد يعتقد البعض أن بعض النواب هم السبب في حالة الاحتقان التي تشهدها البلاد حسب ما يلمسوه من خطايا لا تغتفر ونحن نؤيدهم في بعض ما ذهبوا إليه ونختلف في جزئيات كثيرة، وترى مجموعة آخرى ان السبب هم الوزراء ونحن مع هذه المجموعة ولكن ما ذنب الوزراء إذا كانت الحال القيادية الفعلية هي المتسبب الرئيسي في وجود وزير لا يملك القرار، فالوزير حينما يريد أن يصلح يجد نفسه أمام معادلات صعبة فهذا القيادي محسوب على المجموعة الفلانية وذاك القيادي مدعوم من فلان أو فلانة، والبقية بين حسبة النواب وأصحاب النفوذ!
لقد طرحوا الأقنعة في الدول المجاورة ونحن بين الهمز والتنابز بالألفاظ، والله عز شأنه ذكر في محكم تنزيله «بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان»... وكثير من المغيبين عن مفهوم القيادة الخفية لا يلامون لأنهم لا يعرفون حقيقة الوضع.
كنت أتمنى من النواب أن يعلنوها صراحة بأنهم مع قانون كشف الذمة المالية، ولا تربطهم بأي قيادي أي مصلحة أو ميول أي كان نوعه، وأن يكشفوا عن كل قيادي فاسد ومن هو وراءه لكن هيهات أن يفعلوا ما لا يستطيعون قوله في العلن!
الغريب أن معظم من ينادي بالشفافية، هو في واقع الحال أو منتهك لها حتى وإن كان ملتحياً، إن الأمر في غاية البساطة: انظر لمواقف البعض من النواب وتابع ما يتم تحقيقه لهم من خدمات و»واسطة» وأنت تعرف السبب!
إن أوجه الشبه بين نمط القيادة في الكويت وما هو متبع في بعض الدول العربية في حاجة لمن يستطيع استخدام عقله في التفكير فقط في التفكير والبحث في المجريات ولكن مع بالغ الأسف حتى العقل ظل معطلاً عن التفكير. والله المستعان!

تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com