كتبت في مقال سابق أحذر فيه بأن الوقت ليس في صالح سمو الشيخ ناصر المحمد وأؤكد اليوم بأن الناس بدأت تتضايق وتتململ من تأخير عملية التشكيل الوزاري، وأخذت على عاتقها تشكيل حكومات هزلية تنتشر عبر الرسائل النصية... مرة برئاسة وزير سابق مشكلة من أشقائه وأقربائه، وأخرى برئاسة تاجر معروف مشكلة من أحبابه وأعوانه، وثالثة برئاسة سمو الرئيس مشكلة من أشخاص عرفوا بالنكتة والطرافة، أمر جعل عملية تشكيل الحكومة مثاراً للسخرية والاستهزاء، يتندر بها الناس بالمجالس والدواوين، وإن صدق ما شاع في الصحافة المحلية من أن تشكيل الحكومة وجلسة القسم الدستوري في المجلس ستكونان في نهاية شهر مايو استهلاكاً لما بقي من زمن دور الانعقاد الحالي للمجلس فهذا أمر خطير ومرفوض وغير مبرر، فالسعي ألا يتبقى وقتاً إلا لإقرار ميزانيات الدولة وتأخير الاستجوابات المتوقعة لدور الانعقاد التالي، مع الإيحاء للناس بأن هناك حلاً دستورياً أو غير دستوري للمجلس أثناء العطلة الصيفية البرلمانية لن يقبل به الشارع الكويتي، فإن صح ذلك فلا عجب إن اعتذر الكثيرون من المشاركة في حكومة «الوقت الضائع» ولن تجد هذه الحكومة إلا فئة قليلة من النواب تجرؤ على إعطائها الثقة، فهم يقومون في ذلك بعملية انتحار سياسي عبثية، فعلى سمو الرئيس المكلف أن يخرج للناس ويضع أمامهم جدولاً لتشكيل حكومته وموعداً لجلسة القسم في وقت قريب مع تبيان نية الحكومة بكيفية التعامل مع الاستجوابات المتوقعة دون تأخير أو تسويف ليوقف بذلك سيلا من التكهنات والإشاعات والمسرحيات الهزلية والصور الكاريكاتورية التي امتلأت بها صفحات الجرائد الورقية والالكترونية.
مبارك المعوشرجي
Malmoasharji@gmail.com
مبارك المعوشرجي
Malmoasharji@gmail.com