| كتبت منى كريم |
«ليس مخرجاً عبقرياً فحسب، بل انه من أجمل وألطف البشر وأكثرهم حضارة»، هذه هي كلمات الممثل الأسطوري آل باتشينو عن أستاذه المخرج الأميركي الشهير سيدني لوميت الذي** رحل أخيراً تاركاً للانسانية 50 فيلما سينمائيا و200 عمل تلفزيوني قدمهما في نصف قرن من العمل بعدما برز من خلال فيلمه الشهير «12 رجل غاضب» في عام 1957.
سيدني لوميت ترك وراءه بصمة لا تنسى في تاريخ الفن السابع، فأعماله الخالدة لا يمكن نسيانها أو تجاوزها بأي شكل من الأشكال حين نتحدث عن هذا الفن الرفيع الذي برع في ممارسته وتقديم أجمل الوجوه السينمائية ومن أبرزهم آل باتشينو وانغرد بيرغمن وشون كونري وبول نيومان ووليام هولدن.
نشأ لوميت خلال فترة الكساد الاقتصادي لمدينة نيويورك وهو ما جعل الكثيرين يرونه وجهاً مناسباً لهذه المدينة المجنونة والقاسية في آنٍ واحد، فسبق له أن تحدّث عن طفولته في تلك الفترة حين كان الأطفال يقضون وقتهم بحثاً عن القطع النقدية من على الأرصفة ومن ثم يأتي رجل الشرطة ليأخذها منهم. هذه المشاهد من ذاكرة لوميت لم يعرف كيف ينساها اضافة الى ذكريات حرب فيتنام، الا أنه كان يمزج في أفلامه جمال الحياة بواقعية دون أن يتحول الى فنان وقع تحت وطأة القسوة والحزن.
ويكاد يُجمع السينمائيون على أن لوميت كان الأفضل في التعامل مع الممثلين فهو يرفض تماماً العقلية الديكتاتورية في ادارة الفيلم وتحويله الى ملكية خاصة للمخرج، وعلى العكس كان يبحث دائماً عن التعامل بشكل حميمي مع الممثلين حتى اعتقد كثير منهم أنه «أفضل المخرجين في قدرته على اخراج طاقة الممثل ليتحول الى نجم مميز في السينما» وذلك على حد تعبير الناقد الأميركي جيف سيمون في مقال نشره في جريدة «بافلو نيوز».
وأبدى سيمون اعجابه بلوميت الى درجة قوله انه «ظُلم كثيراً في حياته» فقد ترشح لجائزة الأوسكار خمس مرات دون أن يأخذ أياً منها ثم حصد جائزة الأوسكار التقديرية في عام 2005، وأشار الى أن مخرجين آخرين مثل مارتن سكورسيزي وروبيرت ألتمان «سحبوا الانتباه عن عبقرية لوميت بشكل مجحف، فالتقدير الذي يمنحه الجمهور والنقاد لهذين المخرجين مبالغ فيه»، كما يرى الناقد الأميركي بل و«ظالم» لأعمال لوميت الذي يرى بأنه «أفضل مخرج في تاريخ السينما الأميركية على الاطلاق»، ليصبح بذلك بمثابة هيتشكوك آخر لم يحصد الأوسكار بشكل تنافسي بل بشكل تقديري.
ومن بين آثار المخرج لوميت التي لا تنسى، نجد كتابه «صناعة الأفلام» الذي كتب فيه طريقاً للمخرج السينمائي الموهوب والجاد الذي يبحث عن دخول عالم السينما، فلوميت كريم في عطاءاته ونصائحه التي كان الجميع يبحث عنها بشغف وسعادة لأنهم يدركون تماماً قيمته التي عرف كيف يثبتها عبر أكثر من 15 عملاً لا تزال تعتلي قوائم أفضل الأعمال السينمائية في العالم ومن بينها «The Verdict» الذي كتبته ابنته جيني.
لم يرحل سيدني لوميت سوى جسد، فهو من خلال أفلامه وسنواته التي قضاها بحب وتواضع في عالم السينما عرف كيف يحصل على «عشبة الخلود» التي بحث عنها جلجامش طويلاً في أسطورته السومرية، فهذا النوع من الفنانين العباقرة يعرفون بأن الخلود يأتي من خلال تجسيد اللحظة الانسانية في أعمال تساعدنا على تربية أرواحنا وتقدير حب الحياة.
«ليس مخرجاً عبقرياً فحسب، بل انه من أجمل وألطف البشر وأكثرهم حضارة»، هذه هي كلمات الممثل الأسطوري آل باتشينو عن أستاذه المخرج الأميركي الشهير سيدني لوميت الذي** رحل أخيراً تاركاً للانسانية 50 فيلما سينمائيا و200 عمل تلفزيوني قدمهما في نصف قرن من العمل بعدما برز من خلال فيلمه الشهير «12 رجل غاضب» في عام 1957.
سيدني لوميت ترك وراءه بصمة لا تنسى في تاريخ الفن السابع، فأعماله الخالدة لا يمكن نسيانها أو تجاوزها بأي شكل من الأشكال حين نتحدث عن هذا الفن الرفيع الذي برع في ممارسته وتقديم أجمل الوجوه السينمائية ومن أبرزهم آل باتشينو وانغرد بيرغمن وشون كونري وبول نيومان ووليام هولدن.
نشأ لوميت خلال فترة الكساد الاقتصادي لمدينة نيويورك وهو ما جعل الكثيرين يرونه وجهاً مناسباً لهذه المدينة المجنونة والقاسية في آنٍ واحد، فسبق له أن تحدّث عن طفولته في تلك الفترة حين كان الأطفال يقضون وقتهم بحثاً عن القطع النقدية من على الأرصفة ومن ثم يأتي رجل الشرطة ليأخذها منهم. هذه المشاهد من ذاكرة لوميت لم يعرف كيف ينساها اضافة الى ذكريات حرب فيتنام، الا أنه كان يمزج في أفلامه جمال الحياة بواقعية دون أن يتحول الى فنان وقع تحت وطأة القسوة والحزن.
ويكاد يُجمع السينمائيون على أن لوميت كان الأفضل في التعامل مع الممثلين فهو يرفض تماماً العقلية الديكتاتورية في ادارة الفيلم وتحويله الى ملكية خاصة للمخرج، وعلى العكس كان يبحث دائماً عن التعامل بشكل حميمي مع الممثلين حتى اعتقد كثير منهم أنه «أفضل المخرجين في قدرته على اخراج طاقة الممثل ليتحول الى نجم مميز في السينما» وذلك على حد تعبير الناقد الأميركي جيف سيمون في مقال نشره في جريدة «بافلو نيوز».
وأبدى سيمون اعجابه بلوميت الى درجة قوله انه «ظُلم كثيراً في حياته» فقد ترشح لجائزة الأوسكار خمس مرات دون أن يأخذ أياً منها ثم حصد جائزة الأوسكار التقديرية في عام 2005، وأشار الى أن مخرجين آخرين مثل مارتن سكورسيزي وروبيرت ألتمان «سحبوا الانتباه عن عبقرية لوميت بشكل مجحف، فالتقدير الذي يمنحه الجمهور والنقاد لهذين المخرجين مبالغ فيه»، كما يرى الناقد الأميركي بل و«ظالم» لأعمال لوميت الذي يرى بأنه «أفضل مخرج في تاريخ السينما الأميركية على الاطلاق»، ليصبح بذلك بمثابة هيتشكوك آخر لم يحصد الأوسكار بشكل تنافسي بل بشكل تقديري.
ومن بين آثار المخرج لوميت التي لا تنسى، نجد كتابه «صناعة الأفلام» الذي كتب فيه طريقاً للمخرج السينمائي الموهوب والجاد الذي يبحث عن دخول عالم السينما، فلوميت كريم في عطاءاته ونصائحه التي كان الجميع يبحث عنها بشغف وسعادة لأنهم يدركون تماماً قيمته التي عرف كيف يثبتها عبر أكثر من 15 عملاً لا تزال تعتلي قوائم أفضل الأعمال السينمائية في العالم ومن بينها «The Verdict» الذي كتبته ابنته جيني.
لم يرحل سيدني لوميت سوى جسد، فهو من خلال أفلامه وسنواته التي قضاها بحب وتواضع في عالم السينما عرف كيف يحصل على «عشبة الخلود» التي بحث عنها جلجامش طويلاً في أسطورته السومرية، فهذا النوع من الفنانين العباقرة يعرفون بأن الخلود يأتي من خلال تجسيد اللحظة الانسانية في أعمال تساعدنا على تربية أرواحنا وتقدير حب الحياة.