بعد طول انقطاع، أعود إلى الكتابة الصحافية تواقاً إليها، مرحباً بقرائي، آملاً أن أكون مُرحباً بي، وشاكراً لـ «الراي» على حسن الضيافة وتخصيص المساحة.
في استهلالي، لم أكن محبذاً أن يكون بكر مقالاتي، مقالاً ساخراً، لأنه ليس لوني ولا من عادتي، لولا أن التشكيل الوزاري المرتقب كان لي بالمرصاد، ولولا وعد قطعته على نفسي في مخاطبة سمو رئيس مجلس الوزراء قبيل كل تشكيل حكومي له، عل وعسى أن أصبح وزيراً.
سمو الرئيس... سموك الآن على مشارف تشكيل حكومة جديدة، وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال لم أتلق أي اتصال منك أو من ديوانك! برغم أني دأبت منذ فترة ليست بالقصيرة في الكتابة بالصحف... أحلل الوضع السياسي وأطرح المبادرات والحلول في قضايا تهم الوطن والمواطن، حضوري كثيف في جميع المحافل العامة، حاضراً ومحاضراً، لا أعتذر عن أي دعوة أو ندوة، بل أسعى إليها أحياناً منفرداً واجلس «مرتزاً» في الصفوف الأمامية، ولا أدع كاميرا صحافي تفوتني... كل ذلك لحسي الوطني الذي لا يتمتع به الكثير من غيري!
ألم ألفت انتباه سموك؟ ومع ذلك لم يتصل أحد بي!
حاصل على أعلى الشهادات العلمية، وتقلدت العديد من المناصب، كنت ومازلت عضواً في العديد من اللجان المهمة في العديد من مؤسسات الدولة، «تزينت» في أكبر صالونات التجميل السياسية واستعنت بأحلى مساحيق الديموقراطية، وبالرغم من ردائي الديني الذي أبدو عليه، إلا أن ذلك لم يمنعن من مغازلة ذوي النفوذ في الشارع السياسي... ولم يتصل أحد بي!
سعيت بكامل نفوذي وحرضت الصحافيين ممن «أمون عليهم» لطرح اسمي بصفحات الجرائد في بورصة الترشيحات الوزارية منذ أعوام عدة... ولم يتصل أحد بي!
مجلس الأمة... حاولت فيه مرات عدة ولكني فشلت فشلاً ذريعاً، هذا لا يعني أنني لست جديراً، بل العكس، الناخبون ليست لديهم ذائقة إصلاحية ووطنية! ولذلك لم يتبق لي سوى كرسي الوزارة.
سموك... إنه حلمي منذ الصغر ومع كل ذلك لم يتصل أحد بي!
صدقني يا طويل العمر أنا أنشد الإصلاح ما استطعت، ولك مني أذناً صاغية وخادماً لك ومصالحك ثم وطني ووطنك! آه... ولم يتصل أحد بي!
سمو الرئيس... أولم تعرفني حتى الساعة! التفت من حولك وستجدني قريباً جداً، سل مستشاريك، حتماً سيرشدونك ويدلونك إليّ بلمح البصر. لقد سئمت الانتظار ومللت الرجاء، فقررت أن أكتب لك هذه السطور عسى أن استعطفك فيحن قلبك الكبير علي، وأنا بانتظارك... وإن شاء الله يتصل أي نفر بي!


د. مرضي العياش
أكاديمي وكاتب كويتي
alayash@hotmail.fr