الكويت والبحرين وجهان لعملة واحدة... حيث ان الشعبين من التركيبة السكانية نفسها والأسرتان الحاكمتان أبناء عمومة، والتقاليد والعادات متشابهة في البلدين، حتى أن القضايا والهموم هي هي في البلدين... مطالب الاصلاح- ومشاكل التجنيس.
نسمع اليوم من بعض من يتسمون بالساسة وأصحاب الرأي نفاقا سياسيا وتناقضا حادا في وصف ما يدور في البلدين، فالبعض يقول عن التظاهر في الكويت حق دستوري من أجل الاصلاح، ويطالبون باسقاط الحكومة، وأما المتظاهرون في البحرين... عصاة متمردون على الشرعية يدارون من الخارج، وعكسهم من يقول ان التظاهر في الكويت هو بطر سياسي وخروج على الامام وفوضى يقوم بها مجموعة من صغار السن، وان ما يجري في البحرين ثورة شعبية من أجل ازالة الظلم، وأن اسقاط النظام هناك واجب شرعي، وفي قضية التجنيس... يرى البعض منهم أن البدون هم حمائم سلام يستحقون التجنيس تحقيقاً للعدالة، وعند الحديث عن التجنيس في البحرين يقولون انه تزوير للشعب ومحاولة لتغليب فئة على أخرى، ويقول الاخرون ان التجنيس في الكويت تهديد لأمنها وتبديد لثرواتها وهو باب يجب أن يغلق،... أما في البحرين فهو حق سياسي للدولة القصد منه الحفاظ على التوازن الطائفي في البلد، ولأن للحقيقة وجها واحدا فقط نقول ان الخروج في تظاهرة غير مرخصة وغير سلمية ذات مطالب فئوية تسعى لاسقاط أنظمة حكم مستقرة منذ مئات السنين تحظى برضى أغلبية الناس فيها هو قفز من دون بصر أو بصيرة إلى المجهول إن كان ذلك في الكويت أو البحرين، وأن التجنيس العشوائي من أجل زيادة الموالين أو اللعب في التوازنات السكانية هي لعب بالمتفجرات وأمر مرفوض وباب يجب أن يغلق، إلا لمن يستحق وكان ذا كفاءة ويقدم للدولة خدمات متميزة.
إن الكويت والبحرين دولتان صغيرتان في المساحة محدودتا الموارد لا تحتملان أي زيادة سريعة كبيرة للسكان من من دون تخطيط أو استعداد لاحتوائها، أما الفساد والظلم الذي يدور الحديث عنه في البلدين فيدار بالحوار داخل المجالس النيابية بين نواب الشعب والحكومة أو خلف أبواب مغلقة بين حكماء البلد وأقطاب الحكم، أما حوار العصي والحجارة والقنابل الدخانية وزجاجات المولوتوف... فهو خطر يهدد الخليج بأجمعه ولن ترضى به دوله الست.


مبارك مزيد المعوشرجي
Malmoasharji@gmail.com