|كتب سلمان الغضوري|
يعتبر الرمد الربيعي أحد أنواع أمراض الحساسية التي تصيب الملتحمة وهي الطبقة الشفافة التي تبطن الجفنين وتغطي الطبقة الصلبة بياض العين وينتشر هذا المرض عند سكان المناطق** الحارة بشكل أكثر من المناطق الباردة، ويصيب الذكور أكثر من الاناث في سن بين 5 إلى 20 عاما، وعادة يصيب الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للحساسية، فقد وجد أن حوالي 70 في المئة من مرضى الرمد الربيعي لديهم تاريخ عائلي لأحد أمراض الحساسية مثل الربو أو حساسية الجلد أو حساسية الجيوب الأنفية.
رئيس وحدة تجميل العيون والجهاز الدمعي ومختبر العين بمركز البحر لعلاج أمراض العيون الدكتور عبدالله البغلي قال لـ «الراي» ان زيادة عدد المصابين بالرمد الربيعي هذه الأيام تعود الى قدوم موسمه، وان كنا نستبعد دخول المرضى الخدمة السريرية، ونوبات الرمد الربيعي تتميز بتكرارها في مواسم معينة عادة ما تكون في الربيع وأوائل الصيف.
وبين البغلي أن أعراض مرض الرمد الربيعي تتشابه مع أعراض بعض أمراض العيون الأخرى مثل التراخوما وحساسية العين ومن تلك الأعراض حكة في العينين وهي أهم المؤشرات التي تشير لوجود الرمد الربيعي، ويعود سبب الحكة الى افراز مادة تسمى الهيستامين والتي تعتبر مادة مخاطية صفراء أو بيضاء اللون تتكون على شكل خيوط لزجة مع احساس بوجود جسم غريب في العين وزيادة في الدموع واحمرار في العينين وهبوط الجفن العلوي، وعدم القدرة على تحمل الضوء وضعف النظر في حالات متقدمة وذلك نتيجة التهابات أو تقرحات في القرنية.
وأشار البغلي الى ان الطرق والعلامات التشخيصية للرمد عند الكشف على العين المصابة هي ملاحظة وجود حبيبات وحويصلات في طبقة الملتحمة في الجفن العلوي ونادرا ما توجد في الجفن السفلي واذا وجدت فهي تصاحب وجود حبيبات في الجفن العلوي كما قد يلاحظ احمرار في العينين ووجود طبقة بيضاء حول القرنية وقد يتغير لون الجزء الأبيض من العين المحيط بالقرنية الى اللون البني أو الرمادي، وعندما تشتد الحالة ويثقل الجفن بحمل هذه الحبيبات يظهر هبوط في مستوى الجفن كما قد تظهر في الحالات المتقدمة بعض التغيرات في سطح القرنية مثل بعض التقرحات أو العتامات التي قد تسبب ضعف النظر. كما ان اصابات القرنية بهذه التغيرات تحصل في نسبة ضئيلة جدا من الحالات.
وعن الطرق العلاجية بين البغلي أنه توجد وسائل عديدة للتخفيف من أعراض الرمد الربيعي منها الكمادات الباردة حيث تساعد على تخفيف الحكة واحمرار العين ويتم ذلك بوضع كمادات باردة على جفن العين لمدة عشر الى خمس عشرة دقيقة لعدة مرات يوميا من قطرات مضادة للهيستامين كما يجب الابتعاد عن الأشياء التي تسبب الحساسية مثل الغبار والأتربة والنباتات والزهور وغيرها في التقليل من نوبات المرض، وهناك حالات شديدة لا تستجيب للطرق العلاجية، وأن الطبيب قد يلجأ لاعطاء بعض القطرات التي يحتوي تركيبها على أحد مركبات الكورتيزون، لكن يجب ادراك أن استعمال هذه القطرات لفترات طويلة قد يسبب مضاعفات خطيرة للعين لحدوث الماء الأبيض أو ارتفاع ضغط العين الجلوكوما لذلك يجب استعمال هذه القطرات فقط تحت اشراف اختصاصي العيون وعدم تكرار استخدامها أو شرائها من الصيدليات دون استشارة طبيب العيون.
وكشف عن وجود علاج وقائي وآمن للوقاية من هذا المرض ومضاعفاته ومنها المواظبة على استخدام الكمادات الباردة وعدم استخدام الماء الساخن لغسل الوجه كذلك استخدام النظارات الشمسية حيث ان الأشعة فوق البنفسجية تزيد من شدة المرض واستخدام قطرات مأمونة لا تحتوي على مادة الكورتيزون وتعمل على ايقاف افراز المواد التي تثير حساسية العين عند استخدامها لفترة طويلة قبيل موسم الحساسية علما بأن بداية تأثيرها قد تتجاوز الأسبوعين وينصح باستخدامها قبل وأثناء فصل الربيع وفي فصل الخريف كل عام أي من بداية شهر فبراير وحتى نهاية شهر مايو ومن بداية شهر أغسطس حتى نهاية شهر نوفمبر بواقع قطرة في كل عين أربع مرات يوميا.
وعن المخاطر على العين بين البغلي أنها تتسبب في دعك العين ويعاني الأشخاص المصابون بحساسية العين خصوصا الرمد الربيعي من وجود حكة شديدة بأعينهم ومن ثم يلجأون الى دعك أعينهم بشدة ولفترات طويلة وقد ثبت علميا بأن دعك العيون بشكل متكرر قد يؤدي الى حدوث القرنية المخروطية خصوصا لمن لديهم الاستعداد لهذا المرض لذلك يجب تجنب دعك العيون ويمكن تقليل الشعور بالحاجة الى دعك العيون باستخدام الكمادات الباردة واستخدام القطرات الواقية من الرمد الربيعي.