لئن كان الرقم الذي ذكرته المعارضة الليبية حول أعداد القتلى الذين اوقعهم النظام الليبي المجرم في صفوفهم صحيحا ألا وهو ستة آلاف خلال اسبوعين فإن هذه تعتبر مجزرة حقيقية يقوم بها انسان معتوه ضد شعب اعزل ويستخدم فيها كل ما لديه من بطش وقوة، فالمهم هو الانتصار والبقاء في السلطة.
ويدرك القذافي بأنه لا خيارات لديه، فإما الانتصار على ثورة الشعب الليبي واما الموت المحقق له لأن شعبه لن يرحمه ان امسك به، ويكفي بأنه قد قتل 1270 سجينا في مجزرة سجن ابو سليم العام 95 ويتساءل الانسان عما سيصل اليه حجم الخسائر بين صفوف الشعب الليبي ان لم يتدخل محبو السلام لمساعدتهم، فقد شاهدنا المرتزقة يتوافدون من جميع البلدان الافريقية للقتال في جيش القذافي مقابل الاعطيات والاموال الوفيرة التي يغدقها عليهم، كما انه: يستخدم الطائرات والدبابات واحدث الاسلحة العسكرية ضد مواطنين شبه عزل، وانني اشعر بالحزن لأمور عدة:
الاول: مازالت الدول الغربية تقدم رجلا وتؤخر رجلا في سبيل اقرار التدخل العسكري ولو من باب فرض حظر للطيران، ولا شك ان الوقت يداهمها والتردد يعني المزيد من هيمنة قوات القذافي على ليبيا وتدميرها باستخدام سياسة «الارض المحروقة»، وقد طالبت المعارضة الليبية بالتدخل تحت مظلة الامم المتحدة.
الثاني: اتعجب من اصرار الجامعة العربية على منع التدخل العسكري للدول الاوروبية والولايات المتحدة او المساندة العسكرية، وكأنما قد جهز عمرو موسى جيشا عرمرما او له في عمان وآخره في المغرب لتطهير ليبيا من المجرمين، نحن لسنا مع تدخل الدول الغربية في شؤوننا الداخلية ولكن لا بد من القياس الصحيح للأمور حتى لا تتم إبادة شعب بكامله تحت شعار «نموت بسكين جلادينا ولا نرضى بمنّة الغرب علينا».
الثالث: تحرك المحكمة الجنائية الدولية لوضع اسم القذافي وعائلته تحت بند «مجرمي حرب» والتوعد بمحاكمتهم دون ان يقابله ايقاف لعدوانهم يجعل تلك العائلة الارهابية تتمادى في بطشها بشعبها من باب «عليّ وعلى أعدائي» وكان الواجب البدء بحجز المجرم عن ارتكاب جريمته قبل البدء بمحاكمته على تلك الجريمة.
دكتوراه بـ 1.5 مليون جنيه
عندما سمعت خطاب المعتوه «سيف الاسلام القذافي» والذي هو صورة طبق الاصل من ابيه ثم قرأت في سيرته الذاتية بأنه قد حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن للاقتصاد، وهي من اعرق الجامعات على مستوى العالم، قلت في نفسي: لابد وان هنالك سرت وراء تلك الشهادات، بالامس تكشفت فضيحة استقالة مدير الجامعة على اثرها وهي تبرع القذافي للجامعة بمبلغ مليون ونصف المليون جنيه استرليني سلمها ابنه لهم.
وسؤالي الى الأخ الفاضل الشيخ محمد الصباح - وزير الخارجية - اذا كانت الجامعات الغربية لديها الحاجة الكبيرة للدعم فلماذا لا تدعمونها بسخاء مقابل تطوير البرامج الجامعية في الكويت وتسهيل قبول ابنائنا ودعم الأبحاث العلمية عندنا؟!


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com