| كتب تركي المغامس |
عما قريب سيستمتع السائر في دروب العاصمة برذاذ الماء العليل ومشاهدة النوافير العملاقة والمساحات الخضراء.**
وبعد كشك «مبارك» واعادة تطوير سوق المباركية سترتدي مدينة الكويت «بشت» الجمال فصلته أنامل البلدية في مشروع التطوير الذي انطلق قبل عدة أشهر وبدأت تتضح ملامحه.
ورصد المسح الميداني مظاهر العشوائية والتعديات على الممرات الخاصة للمشاة وافتقار المساحات الخضراء وأماكن الجلوس المظللة لذا يأخذ المشروع في الحسبان انشاء مساحات مزروعة بالأشجار والزهور وانشاء مظلات خشبية من أجود أنواع الخشب وذات أشكال جمالية.
وتوفر الخطة التطويرية للعاصمة نوافير مياه بأشكال معمارية مختلفة مستوحاة من الشكل الطبيعي لآبار المياه والشلالات ذات ضخ عال يصل الى 4 أمتار، وأعمدة لتوزيع رذاذ الماء لتلطيف درجات الحرارة العالية.

وعن ابرز ملامح خطة البلدية لتطوير مدينة الكويت العاصمة قال مدير المشروع المهندس حمود الضاعن «ان بلدية الكويت اتجهت الى تقسيم خطة تجميل وتطوير مدينة الكويت الى عدة مراحل للتنفيذ السريع فأولى هذه الخطوات هي عمل مسح ميداني للمنطقة داخل المدينة وتم رصد المظاهر العشوائية لتلافي تلك الظواهر»، موضحا «أن ابرز هذه الظواهر العشوائية وجود أنواع مختلفة من الأرضيات على الأرصفة مع وجود فروق في مناسيب المداخل والمخارج الخاصة بالمباني والمحلات، ويوجد الكثير من التعديات على ممرات المشاة وسوء استخدام للقسائم المخصصة للمباني وذلك باستعمالها كمقاه ومطاعم مع وجود توزيع عشوائي للأشجار والمساحات الخضراء».
وأضاف «ومن الظواهر غير الصحية التي وجدت في العاصمة عدم وجود دراسة لميول ممرات المشاة مع وجود العديد من الممرات الترابية والتي تجتمع فيها المياه الراكدة كما تفتقر المنطقة للمساحات الخضراء وأماكن الجلوس المظللة وعدم وجود ممرات مظللة (ليوانات خارجية) أمام المحال وذلك لطبيعة التصميم في المباني القديمة»، مبينا «أن العاصمة كانت تفتقر لعناصر الاضاءة التجميلية، وافتقار المنطقة كذلك لبعض خدمات مشارب المياه وصناديق البريد وحاويات القمامة وعدم وجود لوحات ارشادية».
ولفت الضاعن الى «ان الخطوة الثانية في مشروع تجميل وتطوير مدينة الكويت تنطلق من التنسيق مع جميع وزارات الخدمات لعمل البنية التحتية للمنطقة قبل البدء في التجميل ومخاطبة كافة الوزارات المعنية بخطة التجميل والتطوير لتجهيز أولويات العمل في المنطقة»، مبينا «أن المنطقة الأولى التي سينطلق منها المشروع هي سوق المباركية وما يجاوره من ساحات وأسواق تراثية».
وتابع «سيتم توفير ممرات للمشاة في سوق المباركية والأسواق التراثية ذات شكل جمالي يستخدم فيها أحجار الجرانيت والذي تم اختياره بعناية ودراسة ليتم فكه واعادة تركيبه مرة أخرى في حالات الطوارئ من دون أي مشاكل فنية قد تحدث في التركيب وذات قوة للتحمل عالية كما سيتم توفير مساحات خضراء قدر الامكان من الـ Green Grass والأشجار والزهور التي تتحمل اختلاف درجات الحرارة في المساحات الخالية والتي يكون فيها تجمع للمشاة وأماكن للجلوس وأماكن التسوق».
وأشار الضاعن «ان المشروع سيوفر مظلات خشبية من أجود أنواع الخشب ذات شكل جمالي متناغم من عناصر الفرش المستخدمة في التجميل مما يوفر أماكن مناسبة للجلوس في أماكن التجمعات»، منوها «الى انه سيتم توفير مساحات مشجرة كممرات للمشاة مع استخدام قواعد عالية التحمل وذلك لحماية الأشجار المزودة باضاءة تجميلية»، لافتا «الى انشاء نوافير مياه بأشكال معمارية مختلفة مستوحاة من الشكل الطبيعي لآبار المياه والشلالات وذات ضخ مياه يصل الى علو 4 أمتار مع أجهزة تحكم ذاتي عند هبوب الرياح وكما روعي في التصميم أن تكون ذات اضاءة بمنظر جمالي متميز».
وأفاد «ان المشروع يوفر مقاعد خشبية من أجود أنواع الخشب والحديد الصلب عالية التحمل وتم توزيعها بشكل مدروس في أماكن التجمعات مما أماكن للجلوس لمرتادي السوق في مساحات خضراء مع توفير الرؤية البصرية المناسبة من الأشجار وعناصر التجميل المختلفة من نوافير مضيئة وأعمدة انارة وأعمدة لتوزيع الهواء المبرد برذاذ الماء لتلطيف درجات الحرارة العالية وتوفير لوحات ارشادية جمالية خاصة بالمنطقة تساعد مرتادي السوق على معرفة مناطق السوق والمباني الحيوية الموجودة في المنطقة من مباني حكومية وبنوك ومساجد».
وزاد الضاعن «نظرا لطبيعة المنطقة المزدحمة والتي تواجد فيها عدد كبير من السيارات تم توفير حواجز للسيارات ذات نوعية عالية الجودة على الحدود الخارجية للأرصفة تمنع السيارات من الصعود على الرصيف وذلك لتسيير حركة المشاة والمحافظة على الأرضيات المستخدمة ولمنع التعديات كما تم عمل دراسة لمناسيب المداخل والمخارج للمباني مع ممرات للمشاة وسوف تتم معالجة فرق المنسوب باستعمال أدراج من الجرانيت واضاءة خاصة بالأشجار لابرازها بالشكل الجمالي المطلوب».
ومن جانبه، أكد مدير بلدية العاصمة المهندس فالح الشمري «أن مشروع تطوير العاصمة مشروع حيوي وحساس جدا حيث ان العاصمة يجب أن تكون رمزاً للبلاد ونموذجا معماريا حضاريا يعكس تاريخ الكويت ويوضح مدى مواكبتها مع الحاضر»، لافتا «الى أن العاصمة بعد أن يتم تنفيذ مشروع التجميل والتطوير التي تعكف بلدية الكويت على تنفيذه ستكون نموذجا حضاريا يتم من خلاله تزاوج الفن المعماري الكويتي القديم مع الطراز المعماري الحديث الذي تنعكس صورته في الأبراج وناطحات السحاب والمساحات الخضراء والشوارع المتميزة والنوافير الراقصة».
وأضاف «ان بلدية العاصمة ستعمل على تطوير أعمال النظافة وتكثيفها في العاصمة وستعمل على توفير حاويات جديدة وعمالة منظمة كما سيتم تشديد الرقابة على النظافة في العاصمة على مرتادي الحدائق العامة والمطاعم والشواطئ وغيرها بحيث لا يتم اهمال مخلفات الطعام أو رميها في الشوارع»، مبينا «أن بلدية العاصمة ستعمل على حملة لتثقيف المواطن والمقيم لعملية احترام الشارع وعدم رمي المخلفات على الأرض والتعود على وضع المخلفات في الأماكن المخصصة لها».
وأشار الشمري «ان بلدية العاصمة تعمل حاليا على ازالة المخلفات والأنقاض المرمية في الساحات الترابية كما اتجهت البلدية الى تنظيف المباني المهجورة من المخلفات وتم تنظيفها وتسويرها بشكل محكم لعدم التفات أصحابها اليها فهذه المباني تقع في قلب العاصمة كما تم تزيين هذه المباني بالأعلام لتكون لها لمسة تاريخية»، مهيبا «بالمواطنين والمقيمين التعاون مع بلدية الكويت أثناء الاحتفالات بالأعياد الوطنية وعدم رمي المخلفات في الساحات وعدم اتلاف الممتلكات العامة لتكتمل بذلك البهجة بالأعياد الوطنية».
ومن جهته، قال عضو المجلس البلدي الدكتور عبدالكريم سليم «ان مشروع تطوير العاصمة مشروع جاء في وقته ولو انه تأخر كثيرا فهذا المشروع سيحقق نقلة نوعية في العاصمة الكويت كما كان بودي أن يكون هذا المشروع متكاملا يشمل جميع قطاعات العاصمة بحيث يكون أفضل من تقطيعه لمشاريع متعددة»، مضيفا «فمعلوماتي ان هذا المشروع سيعم أجزاء من العاصمة فقط ويعتمد على ترميم وتطوير بعض المباني والطرقات».
وتمنى سليم «أن يكون هناك مشروع يشمل تطوير العاصمة بالكامل لتكون عاصمتنا فعلا جميلة كما لا يفوتني أن اشكر البلدية ووزارة الأشغال على انطلاق هذا المشروع فالعاصمة هي واجهة البلد»، لافتا «كما نتمنى أن يكون هناك تعاون حكومي وتنسيق محكم في تنفيذ المشاريع التطويرية لكي لا تتأخر المشاريع بسبب عدم التنسيق فالمواطن والمقيم بحاجة الى مثل هذه المشاريع النوعية».
وبدوره، قال عضو المجلس البلدي مهلهل الخالد «نحن نتمنى أن تتم مثل هذه المشاريع التطويرية للعاصمة كما نتمنى الاسراع في انجازها ولكني في حقيقة الأمر غير متفائل مما تقوم به البلدية من عمل لا يرقى الى أن يعتبر تطويرا فالاهمال والتسيب في انجاز المشروع وضع المواطنين مرتادي السوق وأصحاب المحلات في وضع محرج جدا»، مشيرا الى «أننا في المجلس البلدي بعد الشكاوى المتواصلة من قبل رواد سوق المباركية التراثي عن أعمال الحفر المهملة اتجهنا في زيارة ميدانية للموقع ودونا ملاحظاتنا حول العبث الحاصل ومنحنا البلدية مهلة حتى نهاية شهر مارس المقبل للانتهاء من المشروع والا ستكون لنا ردة فعل مغايرة مع النهج الذي تنتهجه وزارة البلدية».
وأضاف «نحن كمواطنين ننتظر وعود وزير البلدية د. فاضل صفر بشأن تطوير العاصمة بشكل متكامل والتي أعلن عنها حيث كشف عن رصد 27 مليون دينار لتطـــوير العاصمة بكاملها ونحن بانتظار تنفيذ هذه الوعود التي طال انتظارها».