وزير الدفاع الأميركي السابق رامسفيلد كان يتمنى في كتابه الأخير لو قدم استقالته بعد فضيحة سجن «أبو غريب» رغم انكاره لها ووصفها انها فردية، فماذا فهم وزير الداخلية السابق الشيخ جابر الخالد من هذا!
غنيم فقد بعد قيادته للحركة الشبابية في مصر وظهر بعدها حيث لم ينفع إغلاق «الفيس بوك» و«التيويتر» (طبعاً نعني «التويتر» الذي دخله الشيخ أحمد الفهد... الله يرحم الخطة وتوزيع القسائم على المخططات التي قد نموت قبل تسلمها) والسبب يعود لإصرار الحركة الشبابية على وضع غنيم ممثلاً لهم كشرط للتفاوض مع الحكومة... فماذا نفهم نحن من حادثة كهذه، وحادثة ديوان الحربش، وزد عليها معركة الصباحية، ومقتل المطيري، وتداعيات كل حدث منها «ما هو الرابط»: فقط تمعنوا يا عقلاء بلدي... لقد قلناها وكررناها مراراً إن الحالة خربانة وفي حاجة لعملية استئصال لكل ورم فيها: فهل هناك من حركة تصحيحية للكويت بعد قبول استقالة وزير الداخلية السابق الشيخ جابر الخالد ودخول الشيخ أحمد الحمود في بداية طيبة ظهرت في ديوان الوعلان، وزاد جمالها الرغبة الأميرية في الإفراج عن الدكتور عبيد الوسمي، وسحب القضايا المرفوعة على الجاسم والفضالة!
إنني أتعجب من حكومتنا ومن بعض نوابنا: هل يجيدون قراءة الأحداث، هل الاحتفال بالعيد الوطني المتمثل في صبغ الشوارع والمهرجانات والشعارات سيعزز من ثقافتنا وينمي شعور المواطنة ويحسن أوضاعنا... يا ناس يا بشر: الله يرحم والديكم افهمونا نحن بتنا نتوقع غير المتوقع، إلى درجة انني عندما شاهدت أسئلة النائب سالم نملان لوزير الصحة عن العلاج بالخارج تمنيت لو أنه أضاف سؤالاً آخر عن مريض حرم من إجراء عملية بقرار من وزير الصحة الساير، وبعد أن أجرى العملية في الخارج على نفقته جاء ليطالبهم ورفض طلبه والمستندات لدى وزارة الصحة ومكتب رئيس مجلس الوزراء، كذلك نتمنى لو زاد على سؤاله المطالبة بصورة عن عقد جامعة «ماكجيل»... وأنا أسوق هذه الحادثة وواقعة عقد جامعة «ماكجيل» كمثال للوضع المأسوي في الصحة. وندعو المولى أن يحفظ الجميع والبلد من كل مكروه.
نحن نريد تنمية للبشر، احتراماً للبشر صحة وتعليماً وسكناً واقتصاداً وأسعاراً وخدمات وطرقاً يشرف عليها أناس غير جماعتنا... يا ناس يا بشر أوقفوا الفساد والإفساد لعقول البشروكفاية تنظير!
نائب حافي يتخرج بشهادة مستثمر... الله اكبر!
وزير لا يطبق القانون، ووزير آخر يريد تطبيق القانون لكنه لا يستطيع!
ونائب يعجبك قوله ويصدمك فعله، وليسمح لنا النواب بمناشدتهم حيث ان الحق يراد أن يتبع، وإنني هنا أتذكر الكلمات التي قالها أبراهام لنكولن ماثلة أمامي «لا أحد يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت». ولا أدري لماذا تذكرتها!
إننا نتحدث لكم من القلب إلى القلب وأرجوكم أن تنتبهوا فمن لا يستحق الصوت اتركوه يذهب إلى مزبلة التاريخ حتى وإن كان مستمتعاً في مزرعته، شاليهه، عمارته، مكتبه، استثماره المباشر وغير المباشر... وغيرها من المغريات التي لو لم يكن نائباً لما أعطيت له. والله المستعان!

تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com