ما حدث في مصر من أحداث دراماتيكية متسارعة، جعلنا متسمرين أمام التلفاز كأبي الهول في جلسته منذ آلاف الأعوام، أحداث أسعدتنا بنتائجها، وأحزنتنا بخسائرها في الأرواح والممتلكات، وفي هذا المقام نهنئ شعب مصر العظيم بكل أطيافه على ما حققوه، حيث أثبت المصريون بعد أحداث 25 من يناير أن مصر (أم الدنيا)، فقد وقف العالم أجمع على رجل واحدة، ليتابع أرقى ثورة في التاريخ القديم والحديث، كما وصفها كثير من المراقبين.
من تتبعي للأحداث وتداعياتها أستطيع أن أستخلص العبر والدروس التالية:
1- كلفة القمع والفساد السياسي أكبر من كلفة الحرية والشفافية والإصلاح السياسي، وكلما كان الحكم راشداً صالحاً وقف الشعب إلى جانبه، وما أصعب على الحاكم أن يسمع صيحات التنديد به وكلمة (ارحل) من أمواج الملايين المحتشدة من شعبه وهي تطالب برحيله.
2- اختيار البطانة الصالحة هي أهم مقومات الإصلاح السياسي في أي منظومة، فمن خلالها يسمع الحاكم تأوهات الشعب، ويرى صورة حقيقية لما عليه الوضع العام، فإن صلحت البطانة صلح الحكم، وإن فسدت البطانة فسد الحكم، ولعل العكس يكون صحيحاً مئة في المئة.
3- الشباب هم وقود المجتمعات والثورات، والاستخفاف بمطالبهم استخفاف بقوة سيل هادر مدمر، فعلى المسؤولين في كل مكان أن ينصتوا لمطالبهم، ويتباحثوا معهم سبل الإصلاح السياسي، كما أن عليهم أن يركنوا أصحاب المصالح من الديناصورات السياسية والاقتصادية على الرف، لحين التواصل مع القوة الحقيقية التي تحتاجها كل حكومة تريد الاستقرار والاستمرار.
4- الألاعيب التي تقوم بها بعض الأجهزة الأمنية الحكومية لتشتيت وتفريق الشعب، مثل العزف على وتر الطائفية والمذهبية والدين لم تعد تجد نفعاً، فهي ألاعيب مكشوفة لكل ذي لب وعقل، وبدلاً من تلك الجهود الجبارة عليها أن تستثمر تلك الأموال والطاقات لبناء الدولة وصناعة مستقبلها من خلال رؤية واضحة المعالم، لا خطة هلامية قائمة على رجل واحد بيده مفاتيح كنوز قارون.
5- الأمية في عصرنا الحديث هي عدم القدرة على استثمار التكنولوجيا بشتى صورها لصالح الأمة، فبدلاً من قطع أو مراقبة الانترنت، أو بعض مواقعه تحديداً، علينا أن نختار وزراء يفقهون تلك اللغة، ليوظفوها من أجل الصالح العام.
6- تداول السلطة سلمياً وبشكل دستوري هو الطريقة الأسلم للعبور إلى بر الأمان، هذا ما أخبرتنا به قراءتنا للتاريخ الحديث، ونظرة سريعة للدول المتقدمة تنبيك حقيقة ما أقول.
ختاماً... هنيئاً لشعب مصر العظيم... هنيئاً لشعب تونس الخضراء... هنيئاً لنا جميعاً روح الحرية التي بدأت تسري في عروقنا جميعاً.
د. عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
من تتبعي للأحداث وتداعياتها أستطيع أن أستخلص العبر والدروس التالية:
1- كلفة القمع والفساد السياسي أكبر من كلفة الحرية والشفافية والإصلاح السياسي، وكلما كان الحكم راشداً صالحاً وقف الشعب إلى جانبه، وما أصعب على الحاكم أن يسمع صيحات التنديد به وكلمة (ارحل) من أمواج الملايين المحتشدة من شعبه وهي تطالب برحيله.
2- اختيار البطانة الصالحة هي أهم مقومات الإصلاح السياسي في أي منظومة، فمن خلالها يسمع الحاكم تأوهات الشعب، ويرى صورة حقيقية لما عليه الوضع العام، فإن صلحت البطانة صلح الحكم، وإن فسدت البطانة فسد الحكم، ولعل العكس يكون صحيحاً مئة في المئة.
3- الشباب هم وقود المجتمعات والثورات، والاستخفاف بمطالبهم استخفاف بقوة سيل هادر مدمر، فعلى المسؤولين في كل مكان أن ينصتوا لمطالبهم، ويتباحثوا معهم سبل الإصلاح السياسي، كما أن عليهم أن يركنوا أصحاب المصالح من الديناصورات السياسية والاقتصادية على الرف، لحين التواصل مع القوة الحقيقية التي تحتاجها كل حكومة تريد الاستقرار والاستمرار.
4- الألاعيب التي تقوم بها بعض الأجهزة الأمنية الحكومية لتشتيت وتفريق الشعب، مثل العزف على وتر الطائفية والمذهبية والدين لم تعد تجد نفعاً، فهي ألاعيب مكشوفة لكل ذي لب وعقل، وبدلاً من تلك الجهود الجبارة عليها أن تستثمر تلك الأموال والطاقات لبناء الدولة وصناعة مستقبلها من خلال رؤية واضحة المعالم، لا خطة هلامية قائمة على رجل واحد بيده مفاتيح كنوز قارون.
5- الأمية في عصرنا الحديث هي عدم القدرة على استثمار التكنولوجيا بشتى صورها لصالح الأمة، فبدلاً من قطع أو مراقبة الانترنت، أو بعض مواقعه تحديداً، علينا أن نختار وزراء يفقهون تلك اللغة، ليوظفوها من أجل الصالح العام.
6- تداول السلطة سلمياً وبشكل دستوري هو الطريقة الأسلم للعبور إلى بر الأمان، هذا ما أخبرتنا به قراءتنا للتاريخ الحديث، ونظرة سريعة للدول المتقدمة تنبيك حقيقة ما أقول.
ختاماً... هنيئاً لشعب مصر العظيم... هنيئاً لشعب تونس الخضراء... هنيئاً لنا جميعاً روح الحرية التي بدأت تسري في عروقنا جميعاً.
د. عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh