تحتفل دولة الكويت الشقيقة بأعيادها: العيد الوطني وعيد التحرير وبهذه المناسبة السعيدة، يستذكر الجميع صمود الشعب الكويتي وقيادته وتكافله ووحدة صفوفه بوجه اعتى هجمة بربرية للعصابات الصدامية، حينما غزا النظام الصدامي الكويت فعذّب وقتل واسر ابناءها وسرق ممتلكاتها وصادر سيادتها واحرق النفط مورد رزقها الوحيد.وفي اكبر تحالف دولي منذ الحرب العالمية الثانية كان قد تشكل من اجل تحرير الكويت واعادة سيادتها وقيادتها الشرعية التاريخية، واهم دروس التحرير ان مرحلة الغزو والضم والالحاق قد اصبحت من الماضي وانتهت بانتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة العصابات النازية والفاشية وبعد انتهاء الحرب الباردة بدأ العالم يتطلع إلى نظام جديد وقيم جديدة، ابرزها نبذ المغامرات والحروب والانقلابات والاحتكام إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني ومفاهيم الحرية والديموقراطية والسلام العالمي والتنمية وحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية وكانت المغامرة الصدامية آخر تلك الحروب والمغامرات.ان ذلك التحالف الدولي لم يأت من فراغ، بل كانت ابرز دوافعه السياسة الخارجية للكويت ونجاحها في استقطاب العالم وتعاطفه معها لانها تقوم على ثوابت هي احترام القوانين والمواثيق الدولية وعدم التدخل في شؤون الغير ومساعدة البلدان الفقيرة والنهج السلمي لها وسعيها لاطفاء بؤر التوتر وحل النزاعات بالطرق السلمية ووجد النظام الصدامي معزولا في الخارج وتزداد عزلته الداخلية، لكنه بقي مصرا على اتمام جريمته غير عابئ بما يترتب على الحرب من كوارث مدمرة، رغم مناشدات المجتمع الدولي بضرورة الانسحاب وبان ذلك سيجنب العراق ويلات الحروب ونتائجها الكارثية، لكنه بقي على اصراره وشعاراته الكاذبة العمياء كتوزيع الثروة وتحرير فلسطين والوحدة العربية وغير ذلك من التضليل والافتراءات مع شعارات الصمود والتصدي والتي سرعان ما انكشف زيفها وبانت على حقيقتها.في اعياد الكويت يجب استلهام الدروس والعبر على شراستها والوقوف بوجه اي مغامرات طائشة لا تجلب غير الدماء والدمار بالضد من الاهداف الانسانية الرفيعة، في السلام والعدالة والمساواة والحوار السلمي البناء والتقدم الاجتماعي، والمساهمة في بناء الحضارة الانسانية، وانتاج المعرفة لا الاسلحة والبناء، لا الهدم والتطور لا التخلف في عالم يسوده السلام والرخاء والتآخي ومن دون تمييز واستغلال وارهاب وفقر وامراض.

حميد المالكي

كاتب عراقيhamedalmalky@yahoo.com