هذه الدنيا كتاب فيهِ صفحات عظيمة ومتنوعة ومختلفة ومتباينة، ولعل جل صفحاتهِ ممتلئة بالسياسة، وهذا ما نشهدهُ في ساحات الأمم في العصور والأيام ولعلنا ما نجد في ساحة القاهرة الكبرى وما حولها جدير بالتفكير والتمحيص والتأمل والاستدراك، وسآتي على هذا الموضوع في مقالة آتية بإذن الله.
أما اليوم فنقلب صفحة من هذا الكتاب لنذكر شيئاً عن اثنين رحلا في الاسبوع الماضي أولهما: المغفور له بإذن الله الكريم الحاج حسين محمد محفوظ القلاف حيث كان من العاملين في ادارة المؤسسات بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في دار الطفولة، والذي يعمل في هذا المجال يكتسب عطفاً وحناناً ورحمةً وأملاً واشراقاً رحمك الله يا أبا نبيل إنك النبل في عملك ومعاملتك للناس، فأنت الأب الكريم الذي تنصح بحكمة، وتقول الحق، وتوجه بإخلاص وهدوء وطمأنينة، إنني رأيت في وجوه أولاده عندما شيع الى مثواه الأخير وكأنهم يتمثلون بقول الأديب: أبي
أرى الأيام تبسم لي
بقربك حين تبتسمُ
وتعذب عندي البلوى
ويحلو المر والسقمُ
يهون الخطب والإملاق
في لقياك والعدمُ
وتصطع بالرؤى دنياي
ضاحكة وتنتظمُ
وكيف أخاف جائحةً
وأنت الحصن والحرمُ
وأما الصفحة التالية فنذكر فيها فقيدتنا التي رحلت عن عالمنا في الاسبوع الماضي أيضاً وهي الحاجة معصومة حسين علي اسماعيل جمال أرملة الحاج عبدالله صالح جمال كانت سيدة فاضلة تدعو الى الخير وتهدف الى الهدي رأيت أولادها وهي تشيع الى مثواها الأخير وكأنهم يتمثلون بقول المرحوم الدكتور أحمد الوائلي:
أماه قد شاب رأسي وانطوى العُمر
ولم يزل ملئ أذني صوتك العطرُ
أماه لو أن الجنات موقعها
من تحت رجليك فيما ينقل الخبرُ
فما بصدركِ من خيرٍ ومن كرمٍ
يظل أكبر مما تحدس الفكرُ
رحمك الله يا أم حسين بواسع رحمتهِ وجزاكِ أفضل ما يجزي عبادهِ الصالحين عما قمتِ بهِ من حسن تربية ورعاية وإخلاص وتوجيه.
اللهم بارك لأبي نبيل وأم حسين في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبور لهما بعد فراق الدنيا خير المنازل واربط على قلوب أهلهما بالصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
وصدق أبوماضي:
قالت وقد سلخ ابتسامتها الأسى
صدق الذي قال الحياة زورُ
كذا نموت وتنتهي أعمالنا في لحظةٍ
وإلى التراب نصيرُ
وتموج ديدان الثرى في أكبدٍ
كانت تموج بها المنى وتمورُ
وإنا لله وإنا إليه راجعون


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي