إعداد : سعود الديحاني
نحن اليوم أمام احد رواد السلك العسكري بدأ معه عسكريا ثم تدرج بالرتب حتى وصل إلى رتبة عميد عاصر وزارة الداخلية منذ ان كان يطلق عليها الأمن العام... عاصر سور الكويت وكان مسؤولا عمن يقوم بحراسته ثم انتقل إلى حراسة الابار النفطية فنظم العمل بها. التحق بالكلية العسكرية فتخرج فيها ضابطا... حياته العسكرية حافلة بكثير من الانجازات والحوادث.
كانت نشأة العميد سحاب وصل الله في حقبة فاصلة في تاريخ الكويت فلقد افل نجم البحر والغوص الذي ركبه كثير من جماعة سحاب وصل الله الدياحين والذي كان يشكل رافدا اساسيا وموردا لمعيشة اهل الكويت حاضره وباديته حتى صحراء الكويت قلت امطارها التي تعتمد عليها باديتها اعتمادا كليا فلا شيء غيرها متوافر... كانت منطقة الطويل او ابار الطويل هي املاك لجماعة سحاب وصل الله «الدياحين» ينزلون عليها وتعود ملكيتها اليهم حيث طلبها هلال بن فجحان لهم من الشيخ مبارك الصباح، وهي تبعد عن منطقة الاحمدي بضعة اميال من جهة الغرب إلى الشمال وماء تلك القلبان كان عذبا وقراح يقطنون عليها وقت الصيف وإذا حل الربيع كانوا في نواحي صحراء الكويت، لم يدرك سحاب زمن الغوص حيث تركه اهله عندما خف الطلب عليه وجاء اللؤلؤ الياباني الصناعي فلم يعد الطبيعي له جدوى.
البداية
خرج النفط من باطن أرض الكويت فتباشرت الناس وتم تصدير أول شحنة نفطية سنة 1946 وبدأ اهل الكويت ينخرطون في الاعمال النفطية على مختلف نشاطاتها لذا كان سحاب من اوائل من عمل في هذا المجال... المجال النفطي سنة 1949 وكان العمل الذي التحق به يتبع تخزين النفط حين يتم استخراجه من باطن الارض ووضعه في الخزانات «التوانكي» إلى حين تصديره وهي عملية شاقة لا يعمل بها الا الاشخاص الأقوياء لان العمل فيها يكون وسط الجو الغائظ الحار والرياح الموسمية الجافة وتحت اشعة الشمس الحارقة... قضى فيها سنتين ثم حبب له العمل العسكري حيث رأه مناسبا لطبيعته وشخصيته ويواكب طموحه ولانه كان يهوى المجال العسكري قرر ان يلتحق في السلك العسكري ولم يكن في تلك الايام الاجانب والوافدون قد كثروا في البلد فكل الوظائف كان الكويتيون هم من يعملون بها.
العسكرية
ذهب سحاب وصل إلى الأمن العام يوم كانت الشرطة والجيش تحت مظلة الأمن العام لم يتم فصلها وكان الشيخ عبدالله المبارك هو المسؤول عن الأمن العام وقد قابله سحاب وصل الله وقال له «على بركة الله»... بعد ذلك ذهب لفحص الطول والنظر ولم يكن في تلك الايام غيرها من الفحوصات الطبية التحق في مدرسة التدريب وكان مكانها الأمن العام وبها اتم التدريبات العسكرية التي كان من ضمنها التدريب على استعمال السلاح واتقان الحركات العسكرية وغيرها من الانشطة التدريبية التي تتطلب قوة تحمل ولياقة عالية امضى سحاب وصل الله المدة المحددة في تلك المدرسة العسكرية وكان من رفاقه وقت الدخول محمد السعودي- وفهد بن ساقان ومحمد طامي العازمي وبما انه كان يهوى السلك العسكري، وتواق له اتقن الحركات العسكرية وأصول استعمال السلاح لذا اصبح اثناء الدورة العسكرية مدربا فيها لما شاهد فيه المسؤولون من اتقانه لما تعلمه في هذه الدورة.
السور
كان أول عمل له في حياته العسكرية هي مسؤولية حراسة سور الكويت ذي البوابات في ذلك الوقت وهي ما يطلق عليها دراويز وكان سحاب مسؤولا عن نوبات العسكر التي يقوم بحراساتها يتابع عملهم ويلاحظهم عن قرب حيث ان بوابات السور لها وقت تفتح فيه وكذلك تغلق ولان عملها متعلق بشريان البلد لما يدخل فيها من تلك البوابات «الدراويز» فكان سحاب مسؤولا عن ذلك العمل الذي يتطلب الدقة والانتباه والمتابع فالعسكريون الذين يقومون بتلك الحراسة كانوا مقسمين على ثلاث نوبات «صبح وعصر وليل»، وهؤلاء كان منوط بهم العمل وهو مسؤول عنهم وقد استمر مسؤولا عن تلك الحراسة عاما كاملا ثم انتقل إلى منطقة الأحمدي.
الأحمدي
حين انتقل سحاب وصل الله إلى منطقة الاحمدي وكان محافظا عليها الشيخ جابر الاحمد وكانت هناك ابار نفطية تقوم بحراستها قوة خصصت لذلك ويتكون عددها من اربعين حارسا وقد توسعت تلك الابار وكثرت وكان مسؤولا عن هذه القوة التي تتبع الأمن العام ويتابع نقاط الحراسة، فرأى سحاب وصل الله نواقص واحتياجات عملية لهذه القوة حتى تؤدي عملها على أكمل وجه فذهب وقابل سمو الامير الراحل وهو حينئذ محافظا للأحمدي حين طلبه لذلك فدخل عليه واخبره عن تلك الاحتياجات وهي توفير غرف للحراسة وخزانات للمياه وزيادة عدد الحراس فلبى سموه ما ذكره سحاب وتحقق ذلك واصبح عمل الحراسة على ما يرام بعدما توافر لهم الجو المناسب.
الكلية
ظل سحاب وصل الله مجتهدا في عمله بكل جد ومثابرة وفي عام 1959 دخل دورة الضباط بالكلية العسكرية فتخرج وكان معه خمسة عشر متدربا فتخرجوا وكلاء وبعد فترة ليست بطويلة تم ترقيتهم ضباطا والذي قام بتخريجهم هو الشيخ عبدالله المبارك وقد واكب تخرجه تشكيل قوة الطوارئ لتكون قوة ضاربة في حفظ امن البلاد والمحافظة عليه والاستعداد لاي طارئ امني يحدث والتي يطلق عليها اليوم «القوات الخاصة»، ولقد تم اختيار سحاب وصل الله في هذه القوة الجديدة والتي عاصرها منذ تأسيسها وتطور العمل بها وتوسعها حتى اصبحت من اهم الادارات بوزارة الداخلية والتي يعول عليها في بسط الأمن وضبط النظام وظل سحاب بهذه القوة حتى اصبح مديرا لها وقد عاصر فيها كثيرا من زملائه وقد كان مساعدا لمدير هذه القوة فترة من الزمن ثم اصبح مديرا لها.
حوادث
من الحوادث الأمنية التي مرت على سحاب وصل الله حين كان امرا لقوة الطوارئ هي المظاهرات التي عمت البلاد من الوافدين حين استقال الرئيس جمال عبدالناصر وخرجت عن الروح الوطنية إلى النزعة التخريبية وعدم احترام القانون حيث انطق المتظاهرون نحو السفار الأميركية يريدون احراقها واخذوا يستخدمون الزجاجات المليئة بالمواد الحارقة وقد تصدت لهم قوة الطوارئ بقيادة سحاب وصل الله وحاصروهم.وأصيب سحاب وصل الله اثناء ذلك بزجاجة حارقة احرقت قميصه، أصيب كتفه بحروق لكن تمت السيطرة على الامر وصدرت احكام عرفية بعد ذلك.
الطفل
عندما كان سحاب وصل الله آمرا للقوة قام اثنان من الوافدين العرب باختطاف طفل من أمه وقاما باحتجازه في احدى الشقق في احدى البيانات في الطابق الثالث وقاما بالتهديد بقتل الطفل، فعندما ذهب الى هناك قام بنصب سلم خارج العمارة وصعد عليه حتى وصل للنافذة المطلة على الخارج في الطابق الثالث وقبل ان يصعد الى هناك طلب من رجال الشرطة ان يجهزوا له الواقي المطاطي وهو عبارة عن واق مطاطي يمسكه رجال الشرطة للذي يريد ان يسقط من فوق او من على ارتفاع، وعندما صعد للاعلى قام بمحاورة المختطفين واخبرهما ان الروح الانسانية عزيزة وانهما مسلمان ورجال الشرطة مسلمون ولا يجوز هذا العمل الاجرامي وكان يمسك بيده اليمنى رشاشا ويمسك بيده اليسرى عتبة السلم التي قبل الاخيرة واخذ يردد عليهما هذا الكلام ففوجئ بالمختطفين يقذفان النار على الطفل المخطوف وهو يده على السلم ويد تمسك بالرشاش فصرخ للشرطة بتجهيز الواقي المطاطي لكي يرمي نفسه مع الطفل ولكن سلم الله ووقع الطفل بينه وبين السلم فنزل وحمله الى ان نزل الى الارض، وقامت قوة الاقتحام بكسر باب الشقة وتم القبض على المختطفين.
البرقع
ذات يوم وسحاب وصل الله ذاهب الى البنك التجاري لغرض شخصي له وهو يقوم باجراءاته المتبعة في البنك وقفت بجانبه امرأة وكان رحمه الله دائما حاضر الذهن دقيق الملاحظة صقلت العسكرية كثيرا من جوانب النبوغ عنده لذا عندما ذهبت المرأة خارج البنك وعادت لاحظ تغيرا في هيئتها وهذا لا ينتبه له إلا القليل من الناس، لكن بحكم خبرته ودقة ملاحظته ودقته ومراقبته للامور عرف ذلك وإلا كل من كان في البنك كان الامر بالنسبة لهم اعتياديا ذهبت امرأة وعادت، لكن سحاب «ابو فهد» تختلف الدقة عنده عن اولئك لذا شعر ان ثمة اختلافا في هيئة المرأة عندما عادت واراد ان يقطع الشك باليقين فقرب منها فأيقن ان الذي يرتدي البرقع والعباءة هو رجل تستر بهذا اللباس فأطبق يديه عليه بكل قوة وفعلا كان حدسه «توقعه» في محله لقد انتفض من كان متسترا بهذا اللباس ودفع سحاب ليتمكن من الهرب لكن مسكة سحاب اسقطته ارضا فتصارع معه واراد سحاب ان يرفعه عاليا ليهوي به ارضا لكنه احتمى برجليه حتى لا يقع على الارض وكان ذا نشاط وفتوة لكن سحاب كان مثله لذا طال الصراع والعراك بينهما وسط البنك وذهول من كان متواجدا حيث رأوا سقوط البرقع من هذا الرجل والذي كانوا يظنون انه امرأة، فأعاد سحاب رفع الرجل مرة اخرى للأعلى ليهوي به ولكنه احتمى برجليه من السقوط وفي المرة الثالثة طرحه ارضا وسقط منه سكين كان يحمله بين جنبيه وانكشف امره للجميع واتضح انه موظف في نفس البنك اراد تزوير توقيع امرأة لانه يعرف توقيعها واراد تزوير شيك بقيمة 25 الف دينار لكن الله ايقظ لهذه العجوز «سحاب وصل الله المطيري».
الصامتة
ومن الامور التي عاصر احداثها حادثة الصامتة التي كانت احد الاعتداءات الحدودية على الكويت من قبل العراق وكذلك الحادثة التي قتل فيها حمدان التكريتي عندما قتل في مستشفى الصباح قام سحاب بمطاردة المجرمين حيث كان قائدا لتلك القوة التي طاردتهم لكنهم لجأوا الي السفارة العراقية والقانون الدولي يمنع ذلك.
التكريم
كما رشحه ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، يوم كان وزيرا للداخلية وتم منحه نوط الشجاعة من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.
التقاعد
بعد عمل طويل في السلك العسكري وفي وزارة الداخلية امتد الى اربعين عاما ادى واجبه على التمام عاصر فيها الكثير من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الداخلية وطلب اعفاءه والسماح له بالتقاعد فرفض وزير الداخلية آنذاك الشيخ نواف الأحمد تقاعده، ولرغبته في التقاعد وافق له، فعندما كان في قوة الطوارئ وهي قوة حساسة وأمنية طلب منه المسؤولون ان ينتقل الى مكان من الاهمية بمكان الى مكان اهم منه من الناحية الامنية وهي حماية السفارات والمنشآت حيث وجدوا هذا المكان بحاجة الى خبرته واخلاصه في العمل لكن بعد فترة عندما تأسست هذه القوة طلب التقاعد فسمح له وقالوا نريد ان نعطيك مركزا للهجانة لكنه اعتذر عن هذا المركز واكمل المسير ابناؤه من بعده يقومون بنفس الدور الذي كان يقوم به سحاب وصل الله وهو خدمة البلد بكل حب واخلاص وتفان في ذلك من خلال الوزارات المختلفة التي بها الكثير من ابنائه واحفاده، حيث تبوأوا الكثير من المناصب التي يخدمون بلدهم منها ويكملون مسيرة والدهم.
نحن اليوم أمام احد رواد السلك العسكري بدأ معه عسكريا ثم تدرج بالرتب حتى وصل إلى رتبة عميد عاصر وزارة الداخلية منذ ان كان يطلق عليها الأمن العام... عاصر سور الكويت وكان مسؤولا عمن يقوم بحراسته ثم انتقل إلى حراسة الابار النفطية فنظم العمل بها. التحق بالكلية العسكرية فتخرج فيها ضابطا... حياته العسكرية حافلة بكثير من الانجازات والحوادث.
كانت نشأة العميد سحاب وصل الله في حقبة فاصلة في تاريخ الكويت فلقد افل نجم البحر والغوص الذي ركبه كثير من جماعة سحاب وصل الله الدياحين والذي كان يشكل رافدا اساسيا وموردا لمعيشة اهل الكويت حاضره وباديته حتى صحراء الكويت قلت امطارها التي تعتمد عليها باديتها اعتمادا كليا فلا شيء غيرها متوافر... كانت منطقة الطويل او ابار الطويل هي املاك لجماعة سحاب وصل الله «الدياحين» ينزلون عليها وتعود ملكيتها اليهم حيث طلبها هلال بن فجحان لهم من الشيخ مبارك الصباح، وهي تبعد عن منطقة الاحمدي بضعة اميال من جهة الغرب إلى الشمال وماء تلك القلبان كان عذبا وقراح يقطنون عليها وقت الصيف وإذا حل الربيع كانوا في نواحي صحراء الكويت، لم يدرك سحاب زمن الغوص حيث تركه اهله عندما خف الطلب عليه وجاء اللؤلؤ الياباني الصناعي فلم يعد الطبيعي له جدوى.
البداية
خرج النفط من باطن أرض الكويت فتباشرت الناس وتم تصدير أول شحنة نفطية سنة 1946 وبدأ اهل الكويت ينخرطون في الاعمال النفطية على مختلف نشاطاتها لذا كان سحاب من اوائل من عمل في هذا المجال... المجال النفطي سنة 1949 وكان العمل الذي التحق به يتبع تخزين النفط حين يتم استخراجه من باطن الارض ووضعه في الخزانات «التوانكي» إلى حين تصديره وهي عملية شاقة لا يعمل بها الا الاشخاص الأقوياء لان العمل فيها يكون وسط الجو الغائظ الحار والرياح الموسمية الجافة وتحت اشعة الشمس الحارقة... قضى فيها سنتين ثم حبب له العمل العسكري حيث رأه مناسبا لطبيعته وشخصيته ويواكب طموحه ولانه كان يهوى المجال العسكري قرر ان يلتحق في السلك العسكري ولم يكن في تلك الايام الاجانب والوافدون قد كثروا في البلد فكل الوظائف كان الكويتيون هم من يعملون بها.
العسكرية
ذهب سحاب وصل إلى الأمن العام يوم كانت الشرطة والجيش تحت مظلة الأمن العام لم يتم فصلها وكان الشيخ عبدالله المبارك هو المسؤول عن الأمن العام وقد قابله سحاب وصل الله وقال له «على بركة الله»... بعد ذلك ذهب لفحص الطول والنظر ولم يكن في تلك الايام غيرها من الفحوصات الطبية التحق في مدرسة التدريب وكان مكانها الأمن العام وبها اتم التدريبات العسكرية التي كان من ضمنها التدريب على استعمال السلاح واتقان الحركات العسكرية وغيرها من الانشطة التدريبية التي تتطلب قوة تحمل ولياقة عالية امضى سحاب وصل الله المدة المحددة في تلك المدرسة العسكرية وكان من رفاقه وقت الدخول محمد السعودي- وفهد بن ساقان ومحمد طامي العازمي وبما انه كان يهوى السلك العسكري، وتواق له اتقن الحركات العسكرية وأصول استعمال السلاح لذا اصبح اثناء الدورة العسكرية مدربا فيها لما شاهد فيه المسؤولون من اتقانه لما تعلمه في هذه الدورة.
السور
كان أول عمل له في حياته العسكرية هي مسؤولية حراسة سور الكويت ذي البوابات في ذلك الوقت وهي ما يطلق عليها دراويز وكان سحاب مسؤولا عن نوبات العسكر التي يقوم بحراساتها يتابع عملهم ويلاحظهم عن قرب حيث ان بوابات السور لها وقت تفتح فيه وكذلك تغلق ولان عملها متعلق بشريان البلد لما يدخل فيها من تلك البوابات «الدراويز» فكان سحاب مسؤولا عن ذلك العمل الذي يتطلب الدقة والانتباه والمتابع فالعسكريون الذين يقومون بتلك الحراسة كانوا مقسمين على ثلاث نوبات «صبح وعصر وليل»، وهؤلاء كان منوط بهم العمل وهو مسؤول عنهم وقد استمر مسؤولا عن تلك الحراسة عاما كاملا ثم انتقل إلى منطقة الأحمدي.
الأحمدي
حين انتقل سحاب وصل الله إلى منطقة الاحمدي وكان محافظا عليها الشيخ جابر الاحمد وكانت هناك ابار نفطية تقوم بحراستها قوة خصصت لذلك ويتكون عددها من اربعين حارسا وقد توسعت تلك الابار وكثرت وكان مسؤولا عن هذه القوة التي تتبع الأمن العام ويتابع نقاط الحراسة، فرأى سحاب وصل الله نواقص واحتياجات عملية لهذه القوة حتى تؤدي عملها على أكمل وجه فذهب وقابل سمو الامير الراحل وهو حينئذ محافظا للأحمدي حين طلبه لذلك فدخل عليه واخبره عن تلك الاحتياجات وهي توفير غرف للحراسة وخزانات للمياه وزيادة عدد الحراس فلبى سموه ما ذكره سحاب وتحقق ذلك واصبح عمل الحراسة على ما يرام بعدما توافر لهم الجو المناسب.
الكلية
ظل سحاب وصل الله مجتهدا في عمله بكل جد ومثابرة وفي عام 1959 دخل دورة الضباط بالكلية العسكرية فتخرج وكان معه خمسة عشر متدربا فتخرجوا وكلاء وبعد فترة ليست بطويلة تم ترقيتهم ضباطا والذي قام بتخريجهم هو الشيخ عبدالله المبارك وقد واكب تخرجه تشكيل قوة الطوارئ لتكون قوة ضاربة في حفظ امن البلاد والمحافظة عليه والاستعداد لاي طارئ امني يحدث والتي يطلق عليها اليوم «القوات الخاصة»، ولقد تم اختيار سحاب وصل الله في هذه القوة الجديدة والتي عاصرها منذ تأسيسها وتطور العمل بها وتوسعها حتى اصبحت من اهم الادارات بوزارة الداخلية والتي يعول عليها في بسط الأمن وضبط النظام وظل سحاب بهذه القوة حتى اصبح مديرا لها وقد عاصر فيها كثيرا من زملائه وقد كان مساعدا لمدير هذه القوة فترة من الزمن ثم اصبح مديرا لها.
حوادث
من الحوادث الأمنية التي مرت على سحاب وصل الله حين كان امرا لقوة الطوارئ هي المظاهرات التي عمت البلاد من الوافدين حين استقال الرئيس جمال عبدالناصر وخرجت عن الروح الوطنية إلى النزعة التخريبية وعدم احترام القانون حيث انطق المتظاهرون نحو السفار الأميركية يريدون احراقها واخذوا يستخدمون الزجاجات المليئة بالمواد الحارقة وقد تصدت لهم قوة الطوارئ بقيادة سحاب وصل الله وحاصروهم.وأصيب سحاب وصل الله اثناء ذلك بزجاجة حارقة احرقت قميصه، أصيب كتفه بحروق لكن تمت السيطرة على الامر وصدرت احكام عرفية بعد ذلك.
الطفل
عندما كان سحاب وصل الله آمرا للقوة قام اثنان من الوافدين العرب باختطاف طفل من أمه وقاما باحتجازه في احدى الشقق في احدى البيانات في الطابق الثالث وقاما بالتهديد بقتل الطفل، فعندما ذهب الى هناك قام بنصب سلم خارج العمارة وصعد عليه حتى وصل للنافذة المطلة على الخارج في الطابق الثالث وقبل ان يصعد الى هناك طلب من رجال الشرطة ان يجهزوا له الواقي المطاطي وهو عبارة عن واق مطاطي يمسكه رجال الشرطة للذي يريد ان يسقط من فوق او من على ارتفاع، وعندما صعد للاعلى قام بمحاورة المختطفين واخبرهما ان الروح الانسانية عزيزة وانهما مسلمان ورجال الشرطة مسلمون ولا يجوز هذا العمل الاجرامي وكان يمسك بيده اليمنى رشاشا ويمسك بيده اليسرى عتبة السلم التي قبل الاخيرة واخذ يردد عليهما هذا الكلام ففوجئ بالمختطفين يقذفان النار على الطفل المخطوف وهو يده على السلم ويد تمسك بالرشاش فصرخ للشرطة بتجهيز الواقي المطاطي لكي يرمي نفسه مع الطفل ولكن سلم الله ووقع الطفل بينه وبين السلم فنزل وحمله الى ان نزل الى الارض، وقامت قوة الاقتحام بكسر باب الشقة وتم القبض على المختطفين.
البرقع
ذات يوم وسحاب وصل الله ذاهب الى البنك التجاري لغرض شخصي له وهو يقوم باجراءاته المتبعة في البنك وقفت بجانبه امرأة وكان رحمه الله دائما حاضر الذهن دقيق الملاحظة صقلت العسكرية كثيرا من جوانب النبوغ عنده لذا عندما ذهبت المرأة خارج البنك وعادت لاحظ تغيرا في هيئتها وهذا لا ينتبه له إلا القليل من الناس، لكن بحكم خبرته ودقة ملاحظته ودقته ومراقبته للامور عرف ذلك وإلا كل من كان في البنك كان الامر بالنسبة لهم اعتياديا ذهبت امرأة وعادت، لكن سحاب «ابو فهد» تختلف الدقة عنده عن اولئك لذا شعر ان ثمة اختلافا في هيئة المرأة عندما عادت واراد ان يقطع الشك باليقين فقرب منها فأيقن ان الذي يرتدي البرقع والعباءة هو رجل تستر بهذا اللباس فأطبق يديه عليه بكل قوة وفعلا كان حدسه «توقعه» في محله لقد انتفض من كان متسترا بهذا اللباس ودفع سحاب ليتمكن من الهرب لكن مسكة سحاب اسقطته ارضا فتصارع معه واراد سحاب ان يرفعه عاليا ليهوي به ارضا لكنه احتمى برجليه حتى لا يقع على الارض وكان ذا نشاط وفتوة لكن سحاب كان مثله لذا طال الصراع والعراك بينهما وسط البنك وذهول من كان متواجدا حيث رأوا سقوط البرقع من هذا الرجل والذي كانوا يظنون انه امرأة، فأعاد سحاب رفع الرجل مرة اخرى للأعلى ليهوي به ولكنه احتمى برجليه من السقوط وفي المرة الثالثة طرحه ارضا وسقط منه سكين كان يحمله بين جنبيه وانكشف امره للجميع واتضح انه موظف في نفس البنك اراد تزوير توقيع امرأة لانه يعرف توقيعها واراد تزوير شيك بقيمة 25 الف دينار لكن الله ايقظ لهذه العجوز «سحاب وصل الله المطيري».
الصامتة
ومن الامور التي عاصر احداثها حادثة الصامتة التي كانت احد الاعتداءات الحدودية على الكويت من قبل العراق وكذلك الحادثة التي قتل فيها حمدان التكريتي عندما قتل في مستشفى الصباح قام سحاب بمطاردة المجرمين حيث كان قائدا لتلك القوة التي طاردتهم لكنهم لجأوا الي السفارة العراقية والقانون الدولي يمنع ذلك.
التكريم
كما رشحه ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، يوم كان وزيرا للداخلية وتم منحه نوط الشجاعة من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح.
التقاعد
بعد عمل طويل في السلك العسكري وفي وزارة الداخلية امتد الى اربعين عاما ادى واجبه على التمام عاصر فيها الكثير من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الداخلية وطلب اعفاءه والسماح له بالتقاعد فرفض وزير الداخلية آنذاك الشيخ نواف الأحمد تقاعده، ولرغبته في التقاعد وافق له، فعندما كان في قوة الطوارئ وهي قوة حساسة وأمنية طلب منه المسؤولون ان ينتقل الى مكان من الاهمية بمكان الى مكان اهم منه من الناحية الامنية وهي حماية السفارات والمنشآت حيث وجدوا هذا المكان بحاجة الى خبرته واخلاصه في العمل لكن بعد فترة عندما تأسست هذه القوة طلب التقاعد فسمح له وقالوا نريد ان نعطيك مركزا للهجانة لكنه اعتذر عن هذا المركز واكمل المسير ابناؤه من بعده يقومون بنفس الدور الذي كان يقوم به سحاب وصل الله وهو خدمة البلد بكل حب واخلاص وتفان في ذلك من خلال الوزارات المختلفة التي بها الكثير من ابنائه واحفاده، حيث تبوأوا الكثير من المناصب التي يخدمون بلدهم منها ويكملون مسيرة والدهم.