| د. عادل العبد المغني |
صدر حديثاً كتاب «حكايتي مع الجامعة» للأستاذ الدكتور مبارك العبيدي، والكتاب يربو إلى أكثر من 500 صفحة من الحجم الكبير المملوء بالصور النادرة، وأما الحديث عن الدكتور العبيدي** فهو يحتاج إلى وقفة متأنية، كونه أول أستاذ جامعي كويتي في سجل أساتذة جامعة الكويت وأول عميد لكلية العلوم وله من الأوائل الأخرى الكثيرة خلال عمله وخدمته في جامعة الكويت لمدة ثلاثين عاما كاملة وكانت له مساهمات كبيرة خلال الفترة التي سبقت افتتاح الجامعة عند التحضير والتجهيز لهذا الصرح الكبير في عام 1966... واستمر في عطائه وخدمة الجامعة عند افتتاحها في عام 1966م وحتى التقاعد في عام 1998م.
الكتاب ممتع والقارئ يشعر كأن مؤلفه جالس بجانبه يحدثه عن رحلته الحافلة بالعطاء والانجازات... وقبل معرفة حكاية الدكتور مبارك العبيدي مع جامعة الكويت، نجد انه تحدث بإسهاب عن رحلته إلى أشهر جامعات العالم وهي جامعة كمبرج البريطانية لنيل شهادة الدكتوراه في علم الكيمياء.. فهو يعتبر حاليا أحد العلماء في العالم في هذا التخصص الحيوي... ويصف هناك تواضع العلماء الذين في كلية العلوم في جامعة كمبرج فلقد نال ثلاثة من أساتذتها جائزة نوبل للسلام ويتحدث عن بساطتهم وتواضعهم فعندما يشاركون زملاءهم أو طلبتهم في المحاضرات ولم يجدوا مكانا يفترشون الأرض جلوسا... هذا لا يجده المرء إلا عند العلماء في تواضعهم!
بعد عودة الدكتور مبارك العبيدي إلى الكويت كان أول أستاذ كويتي في جامعة الكويت، وكانت جميع الأقسام والكليات من الجنسيات العربية، ولقد اثبت جدارة وكفاءة الأستاذ الكويتي من حيث حرصه الشديد على سمعة جامعته وعلى تطوير العمل وطرح الأفكار التي من شأنها ان ترتقي بالجامعة والتدريس وكذلك رفع مستوى الطالب الكويتي.
القارئ للكتاب سيتعرف على جامعة الكويت عن كثب خاصة المرحلة الأولى عند بداية الإنشاء، وأهم تلك الأمور هي محاربة العنصر الكويتي في تبوء المناصب القيادية، فهو كما ذكرنا أول أستاذ جامعي كويتي... وفي الحقيقة أني اكتشفت انه أول أستاذ جامعي كويتي يتحدث عن جامعة الكويت بموضوعية وأمانة في سرد الأحداث والحرص الشديد في توخي الدقة ولم يسبقه أستاذ آخر.
الجانب الجميل في الكتاب عندما تحدث عن رحلاته العلمية إلى معظم دول العالم، وكان حاملا الكويت في قلبه وكيف ان هذه الدولة الصغيرة لديها علماء كبار في علم الكيمياء، والممتع من خلال تلك الرحلات العلمية والمحافل الدولية يطلع القارئ على لون آخر من أدب الرحلات وبالأخص المواقف الظريفة والمثيرة التي صادفته أثناء رحلاته وصاغها المؤلف بأسلوب سلس مُشوق.
لا ننسى أن الدكتور مبارك العبيدي هو المؤسس لجمعية الكيمياء الكويتية وعلى يده تخرج العديد من الأساتذة الجامعيين من كلية العلوم وحظيت دراساته وأبحاثه اهتمام الجهات العليا المسؤولة في الدولة.
ونال شرف التكريم من أعلى رموز البلاد سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، الذي حضر شخصيا حفل تقاعده.
الكتاب في الحقيقة هو أول كتاب يُكتب عن جامعة الكويت ودور المؤلف الدكتور مبارك العبيدي من خلال هذا المشوار الحافل بالعطاء.