| كتب مصطفى جمعة |
لا احد ينكر تاريخيا ان الاندية الكويتية التي تعد مصانع الابطال والقاعدة الاساسية في تمويل المنتخبات الوطنية بالمواهب والتي هي في الاساس وراء الطفرة الرياضية التي عاشتها الالعاب الرياضية الكويتية ومنتخباتها من بعد استقلال دولة الكويت تدين بالفضل الى سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في عودتها مجددا الى الوجود في اوائل الستينات بعدما تم الغاء هذه الاندية كافة في العام 1959 بعدما انحرفت عن اهدافها وحاول البعض استغلالها في اهداف سياسية.
لقد كانت الاندية قبل الالغاء لها مسميات لا تغيب عن الرعيل الاول مثل اندية الخليج والعروبة والاهلي وغيرها لتصبح وحتى الان اندية القادسية والعربي وكاظمة و«الكويت» والسالمية واليرموك والتضامن وخيطان والفحيحيل والصليبخات والجهراء والشباب والنصر والساحل، بل واضيف اليها في عهد الطفرة والاهتمام الشامل من قبل الدولة أندية تخصصية تعنى بالنشاط النسائي الرياضي، كما تعنى برياضة الصيد والفروسية، وسباق الهجن والرمي والنشاط البحري، ورياضة المعاقين وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وكان أول ناد رياضي تأسس في الكويت العام 1952 وكان يعرف بالنادي الأهلي وهو نادي الكويت حاليا.
وعرفت الفترة التي عاصرت حكم ابو الدستور ومؤسس الدولة الحديثة ورجل الاستقلال الشيخ عبدالله السالم بانها فترة البناء وتشييد قوام الحداثة في الدولة المستقلة حديثا، فكان البناء في كل شيء الطرقات والشوارع الحديثة والمستشفيات وادارات الحكومة والمدارس والاندية.
أول غيث الانجازات
وكان الحصاد في القطاع الرياضي في عهد المغفور له بإذن الله سمو الامير الشيخ صباح السالم الصباح الذي تولى الحكم في الفترة من 24 نوفمبر 1965 وحتى 31 ديسمبر 1977، انجازات اول الغيث فيها وبالتحديد في كرة القدم، حيث فاز منتخب الكويت في عهده بأربع نسخ من بطولات كأس الخليح.
ومنها الاولى في الدورة الأولى التي اقيمت في مملكة البحرين في العام 1970 وقد شارك في هذه البطولة أربعة فرق فقط، هي: البحرين، قطر، السعودية، الكويت، وفاز بلقب البطولة منتخب الكويت، فيما حصل على جائزة هداف البطولة اللاعبان الكويتيان جواد خلف ومحمد المسعود برصيد ثلاثة أهداف، وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة اللاعب القطري خالد بلان، وجائزة أفضل حارس مرمى للحارس السعودي أحمد عيد، ثم في الدورة الثانية التي اقيمت في السعودية العام 1972 على استاد الملز في مدينة الرياض، وشهدت هذه البطولة أول حالة انسحاب، حيث انسحب منتخب البحرين في مباراته أمام منتخب السعودية، وقد فاز في هذه البطولة منتخب الكويت بفارق الأهداف مع منتخب السعودية، وقد حصل على لقب هداف البطولة اللاعب السعودي سعيد مذكور برصيد خمسة أهداف، وحصل على لقب أحسن لاعب في البطولة اللاعب الكويتي فاروق إبراهيم، وأحسن حارس في البطولة الحارس السعودي أحمد عيد.
الاحتفاظ بالكأس الخليجية
ثم نجح منتخب الكويت في عهد الشيخ صباح السالم في الاحتفاظ بالكأس الخليجية عندما فاز بها للمرة الثالثة على التوالي في الدورة الثالثة التي اقيمت في الكويت العام 1974
وقد ارتفع عدد الفرق المشاركة في هذه البطولة إلى ستة فرق، ولذا تم العمل بنظام المجموعتين، وفاز بلقب البطولة منتخب الكويت، فيما حصل على لقب هداف البطولة اللاعب الكويتي جاسم يعقوب برصيد 6 أهداف، ونال لقب أفضل لاعب في البطولة القطري محمد غانم، وحصل حارس مرمى منتخب الكويت أحمد الطرابلسي على جائزة أفضل حارس.
وكانت اخر البطولات الخليجية في عهد الشيخ صباح السالم التي احرزها «الازرق» هي الدورة الرابعة التي اقيمت في قطر العام 1976 وقد شارك في هذه الدورة لأول مرة منتخب العراق، ليعود بذلك نظام الدور الواحد للبطولة، ولم تحسم هذه البطولة إلا بالمباراة الفاصلة التي جمعت بين منتخب الكويت ومنتخب العراق التي انتهت بفوز الكويت 4-2.
وقد حصل على لقب هداف البطولة اللاعب الكويتي جاسم يعقوب برصيد 9 أهداف، وحصل على جائزة أفضل لاعب السعودي خالد التركي، ونال الحارس البحريني حمود سلطان جائزة أفضل حارس.
وامتاز الشيخ صباح السالم بالكرم وتشجيع الرياضة بالكويت. وعند توزيع قسائم منطقة مشرف بنى «بلوكاً» كاملاً هبة منه للرياضيين في دولة الكويت، وأعطى كل لاعب كرة قدم منزلاً «خاصاً به».
«أمير القلوب» وعصر الآفاق العالمية
وكان عهد «امير القلوب» المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الاحمد الذي تولى حكم دولة الكويت في الفترة من 31 ديسمبر 1977 الى 15 يناير 2006 هو عهد ارتياد الافاق العالمية والسيادة الاسيوية ليس في كرة القدم فقط بل حصل منتخب الكويت لكرة اليد على كأس آسيا ثلاث مرات منها في العام 1995 بعد فوزه على نظيره البحريني 22ـ20 في المباراة النهائية في الكويت، وتأهل الى الالعاب الاولمبية في اتلانتا عام 96.
وايضا في العام 2002 للمرة الثانية في تاريخه في مدينة اصفهان الايرانية بفوزها على قطر 29ـ25 في المباراة النهائية وتأهل الى كأس العالم 6 مرات.
كما تأهل منتخب الشباب الى كاس العالم في قطر عام 99، باحرازه المركز الثالث في البطولة الاسيوية بالبحرين.
احرز كاظمة بطولة الاندية الاسيوية للمرة الثانية على التوالي في العام 1999 بفوزه على السالمية 23ـ21 في المباراة النهائية التي جرت في مدينة اصفهان الايرانية.
فهيد الديحاني أول أولمبي
وحقق الرامي فهيد الديحاني اول ميدالية في تاريخ مشاركات الكويت في الدورات الاولمبية وهي الميداليه البرونزية في اولمبياد سيدنيه200 بعد فوزه بالمركز الثالث في منافسات الرماية على الاطباق الطائرة من الحفرة بشكل مزدوج (الدبل تراب)، كما احرز في العام نفسه منتخب الكويت (الدبل تراب) الذهبية في بطولة العالم بعد منافسة قوية مع المنتخب الاميركي.
ثم فاز فهيد الديحاني بذهبية (الدبل تراب) في بطولة كأس العالم التي اجريت في مدينة لوناتو الايطالية، والميدالية البرونزية في بطولة نهائي ابطال كأس العالم في (الدبل تراب) في قبرص مسجلا 188 هدفا من 200.
كما استضافت الكويت في العام 2001 بطولة نهائي ابطال كأس العالم الثانية عشرة في الاطباق الطائرة، والتي اقيمت للمرة الاولى خارج اوروبا، واحرز عبدالله الرشيدي الفضية في (السكيت).
وخرجت الرياضة الكويتية في عهد الشيخ جابر الاحمد من محنة الاحتلال العراقي الغاشم لتنطلق من جديد في خطين متوازيين لاعادة البناء وتحقيق الذات والمنافسة. بعدما عانت البنية التحتية من دمار هائل قضى على كل المقومات الاساسية للرياضة، وتميزت هذه الفترة بالتحدي والرغبة في طي تلك الفترة كانا سمة العمل الذي قام به الرياضيون وهو ما مكن الكويت وبفضل كوادرها الادارية والفنية من تحقيق النجاح تلو النجاح.
التأهل إلى «ثمانية» أولمبياد موسكو
ولعل من اكبر هذه الاحداث الرياضية التي سجلت فيها الرياضة الكويتية حضورا مميزا المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الثانية والعشرين التى اقيمت في مدينة موسكو العاصمة السوفيتية خلال الفترة من 19 يوليو وحتى 3 اغسطس 1980 رغم المقاطعة الاميركية والاوربية وبعض الدول العربية والافريقية والاسيوية منطلقة في ذلك من ايمانها بالمبادئ الاولمبية السامية ومن ضرورة المشاركة في هذه الالعاب تعزيزا للصداقة بين الشعوب بعيدا عن التيارات والمصالح السياسية.
و شهدت هذه الدورة تحقيق انجاز يحدث للمرة الاولى في تاريخ مشاركات الكويت في الدورات الاولمبية وتمثل هذه الانجاز في تأهل منتخب الكويت لكرة القدم الى دور الثمانية عن المجموعة (ب) التي كانت تضم الى جانب تشيكوسلوفاكيا التى فازت بالبطولة ونيجيريا بطلة افريقيا في ذلك العام وكولومبيا وتغلب «الازرق» في المباراة الاولى على نيجيريا 1/3 سجل اهدافه فيصل الدخيل في الدقائق 16، 40، 58 من المباراة وتعادل في الثانية مع كولومبيا 1/1 سجل الهدف جاسم يعقوب في الدقيقة 64 وتعادل مع تشيكوسلوفاكيا صفر/صفر ثم التقى في دور الثمانية مع الاتحاد السوفيتى ( صاحب الضيافة ) والمرشح للقب وقدم « الازرق» عرضا متميزا وخسر 2/1 بعد مباراة رائعة نالت اعجاب وتقدير اكثر من 30 الف متفرج.
ومن بين 44 لاعبا احرزوا اهدافا في مسابقة كرة القدم في موسكو احتل فيصل الدخيل المركز الخامس برصيد 3 اهداف وادرج اسمه ضمن قائمة الشرف لكرة القدم.
وكان «الازرق» يضم اللاعبين :جواد عبدالله وفاروق ابراهيم وعلي مبارك الشطى واحمد الطرابلسى ونعيم سعد ومحبوب جمعة ووليد الجاسم وسامى الحشاش وسعد الحوطى وعبدالله البلوشى وحمد بوحمد وفتحى كميل وفيصل الدخيل وجاسم يعقوب ويوسف السويد ومؤيد الحداد وحمود فليطح واحمد عسكر وابراهيم وعلي احمد محمد وادم مرجان احمد وعلي حسن بودستور واحمد المكيمي وعادل عباس عبدالرحمن.
وتأهل «الازرق» الى موسكو بعد اجتيازه التصفيات التي جرت في بغداد العاصمة العراقية خلال الفترة 16-31 مارس 1980 حيث لعب الازرق في المجموعة الرابعة التى ضمت منتخبات كل من سورية والاردن واليمن والعراق وكل المؤشرات يومها اعلنت عن ترجيح كفة المنتخب العراقى مؤكدا تفوقة ومهارته بعد مباراة تاريخية كان فيها صاحب الارض متقدما صفر/2 في الشوط الاول لكن منتخب الكويت نجح ببراعة في احراز 3 اهداف حملته الى موسكو عن جدارة، سجل الاهداف الثلاثة على ملعب الشعب جاسم يعقوب هدفين وناصر الغانم الذي حقق هدفا رائعا يصعب نسيانه.
وشاركت الكويت في الدورة بالاضافة الى كرة القدم في العاب القوى، كرة اليد، المبارزة، السباحة، والجودو.
وكرر «الازرق» تأهله في مسابقة كرة القدم في الدورات الاولمبية وتأهل الى برشلونة 1992 بعد تصدره مجموعته في حيدر أبـــاد وبلغ للدور الثاني ومن بين6 دول واحرز المركز الـ3، ليعلن للعالم أن الكويت ستظل متألقة في المجال الرياضي مهما مرت بظروف الغزو الصدامي، لم يقدم الأزرق العرض الجيد في برشلونة، لكن كانت المشاركة والاحتكاك هو الهدف..
وتأهل الى سيدني 2000 وخرج منتخب الكويت فيهما من الدور الاول بعد خسارته امام نظيره البولندي بهدفين نظيفين والفوز على منتخب الولايات المتحدة 2-1 قبل خسارته امام المنتخب الايطالي بهدف يتيم.
وشهد اولمبياد اثينا 2004 مشاركة نوعية خاصة تمثلت في مشاركة اللاعبة دانة النصر في مسابقة 200 م ضمن العاب القوى لتصبح بذلك اول لاعبة كويتية تشارك في الالعاب الاولمبية.
السيادة الآسيوية 1980
وكان ابرز الانجازات التي تلت ذلك وفي العام نفسه فوز «الازرق» بكأس الامم الاسيوية لكرة القدم للمرة الاولى وكان «المونديال الاسيوي» أقيم على ارض الكويت في الفترة من 15 إلى 30 سبتمبر 1980 وشارك في البطولة 10 فرق قسمت على مجموعتين المجموعة الأولى وترأستها ايران لفوزه في البطولة قبلها وضمت كل من سورية، بنغلاديش، كوريا الشمالية والصين المجموعة الثانية وترأستها الكويت لأنها البلد المضيف وضمت الى جانب الكويت كلا من الامارات، قطر، ماليزيا وكوريا الجنوبية، وافتتح البطولة الشيخ سعدالعبدالله ولي العهد حينذاك في استاد صباح السالم بالنادي العربي بكلمة نيابة عن الشيخ جابر الاحمد امير البلاد.
ولعب منتخب الكويت مع الامارات مباراة الافتتاح و سجل اول اهدافه سعد الحوطي في الدقيقة 19، واستمر الضغط الكويتي لكن دفاع الامارات المتين و حارسه الامين سعيد صلبوخ كانوا سدا منيعا امام مهاجمي الكويت حتى نجح الامارات في احراز هدف التعادل عبر اللاعب احمد جومبي وانتهت المباراة.
المباراة الثانية والتي جرت يوم 18 سبتمبر التقى «الازرق» مع ماليزيا وكان من المحتم على منتخب الكويت الفوز في هذه المباراة وكان له ما اراد وسجل هدفا عن طريق فتحي كميل في الدقيقة 17 من كرة ذكية من جاسم يعقوب اودعها الشباك.
وفي الدقيقة 43 احرزت ماليزيا هدف التعادل وفي الشوط الثاني ضغط منتخب الكويت واحتسب الحكم له ركلتي جزاء احرزهما جاسم يعقوب ليكونا الهدفين الثاني والثالث لتنتهي المباراة بفوز كويتي 1/3.
والتقى «الازرق» مع كوريا الجنوبية يوم 21 سبتمبر وكان من اقوى الفرق المشاركة في الدور وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وفي الدقيقة 3 من الشوط الثاني احرز الفريق الكوري هدفه الأول وواصلوا ضغطهم على المنتخب الكويتي واحرزوا هدفهم الثاني في الدقيقة 18، ثم الثالث لتنتهي المباراة بخسارة منتخب الكويت صفر/3.
ونافس منتخب الكويت على المركز الثاني منتخب ماليزيا واحتاج منتخبنا الفوز على منتخب قطر في المباراة الرابعة والأخيرة يوم 25 سبتمبر ليضمن التأهل وبالفعل حقق المنتخب الفوز بنتيجة 4/صفر سجلها على التوالي فيصل الدخيل في الدقيقة 32 من الشوط الأول وجاسم يعقوب من ضربة جزاء في الدقيقة 4 من الشوط الثاني وسجل الثالث فيصل الدخيل في الدقيقة 12 وعبدالعزيز العنبري الهدف الرابع في الدقيقة 21 واحتل منتخبنا المركز الثاني في المجموعة بعد كوريا الجنوبية ليقابل ايران في الدور قبل النهائي بطل الدورة التي قبلها.
والتقى منتخب الكويت مع ايران يوم 28 سبتمبر في الدور قبل النهائي وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وبدأ الشوط الثاني من كرة طويلة من الساحر ناصر الغانم مرسومة بالمللي على قدم جاسم يعقوب لينفرد ويسجل الهدف الأول للكويت في الدقيقة 18 وزاد الحماس في المباراة من الجانبين وفي الدقيقة 41 كرة «هات وخد» بين الدخيل وجاسم يعقوب يسجل الدخيل الهدف الثاني للكويت.
وضغط المنتخب الايراني محاولاً المحافظة على لقبه لتعديل النتيجة وافلحفي احراز هدفا في الدقيقة 47 و قبل نهاية المباراة بثوان وانتهت المباراة بفوز الكويت على ايران 2/1.
وتأهل الأزرق الذهبي الى المباراة النهائية ليلاقي المنتخب الكوري الجنوبي الذي فاز على منتخب كوريا الشمالية بنتيجة 2/1، و اقيمت المباراة النهاية يوم 30 سبتمبر العام 1980 وكان «الازرق» خسر من كوريا الجنوبية في الدور الاول من البطولة وعلى حسابها فاز بالكأس الاسيوية للمرة الاولى الاخيرة حتى الان.
واستهل «الازرق» اللقاء بهدف في الدقيقة 8 من الشوط الأول بواسطة سعد الحوطي واستمر بالضغط والهجوم على المنتخب الكوري وفي الدقيقة 33 سجل فيصل الدخيل الهدف الثاني من كرة عرضية من جاسم يعقوب، وانتهى الشوط الأول بتقدم الكويت بهدفين مقابل لاشيء.
وبدا الشوط الثاني ومن كره مرتده لجاسم يعقوب من نصف الملعب انفرد بحارس المنتخب الكوري وراوغه وتخطاه بذكاء كبير ولكن الحارس الكوري الذي لقبته الجماهير الكويتية بالحارس المطاطي عاد مرة اخرى للمرمى فقام جاسم يعقوب بتمرير الكرة للدخيل الذي اودعها الشباك ليعلن الحربان تسجيل الهدف الثالث للكويت.
واحتسب الحكم ركلة جزاء للمنتخب الكوري في آخر دقيقة ولكن كان لجاسم بهمن كلمته وصد ضربة الجزاء لتنتهي المباراة بفوز الكويت 3/صفر، وكان فوز الكويت بالدورة هو ما فتح البوابة للكرة العربية للفوز بكأس آسيا من بعدها كونه أول منتخب عربي يفوز بكأس أمم آسيا.
رحلة كأس العالم
وبدأ «الازرق» رحلة الوصول لكأس العالم اسبانيا 1982 عندما خـاض تصفيـات الدور الأول للـقارة الآسيـوية في المـجموعة الثـالثة التي كانت تضم منتخبات «كوريا الجنوبية ومـاليزيـا وتايلنـد» وأنهـى المنتخب الكويتـي مبـاريات المجـموعة من دون خسـارة وتصـدر المجـموعة بـ 6 نقـاط.
ثم خاص التصفيات الاسيوية النهائية مع منتخبات من نيوزلندا والصين والسعودية والكويت وهم ابطال المجموعات الأربع، وكان أول لقاء للمنتخب الكويتي مع نيوزلندا وبدأ بضغط نيوزلندي على مرمى الكويت واستطاعوا تسجيل هدفهم في الدقيقة 25 من الشوط الأول وفي بداية الشوط الثاني تغير حال «الأزرق» بكل قوته على مرمى المنتخب النيوزلندي واسفر هذا الضغط عن ركلة جزاء اضاعها جاسم يعقوب ثم احتسب حكم المباراة ركلة جزاء اخرى سجل منها فيصل الدخيل هدف التعادل للكويت، واستمر الضغط الكويتي الى ان سجل جاسم يعقوب هدف الفوز.
وجاء السفر الى بكين للقاء منتخب الصين ويبدأ اللقاء بضغط صيني على الكويت وسجل صاحب الضيافة هدفين مباغتين في الدقيقتين 25 و29 ويضيع فيصل الدخيل ركلة جزاء في هذا الشوط لينتهي بتقدم «الازرق» 2/صفر ويبدأ الشوط الثاني بهدف صيني ثالث وينتهي اللقاء بخسارة الأزرق بـ 3/صفر
وكانت هذه الخسارة قاسية على جميع اعضاء الوفد الكويتي، وتصل برقية من صاحب السمو أمير البلاد المغفور له الشيخ جابر الأحمد إلى اعضاء الوفد في بكين يقول فيها رحمه الله (إن الفوز لن يكون على الدوام حليف أي فريق مهما كان قويا، واننا نتمثل بالقول الكويتي خيرها في غيرها ) فكانت هذه الكلمة هي الدافع للفريق للعودة الى أجواء التصفيات مرة أخرى.
اللقاء الثالث وفاز فيه «الأزرق» على المنتخب السعودي بهدف وحيد سجله عبدالعزيز العنبري في الدقيقة العاشرة من الشوط الثاني.
لتبدأ رحلة الاياب في الكويت بلقاء مع ضيفه المنتخب الصيني في يوم 30 نوفمبر العام 1981، وكان رصيد الكويت قبل هذا اللقاء 4 نقاط فقط والصين لديها 7 نقاط وكان هذا آخر لقاء للفريق الصيني اذا فاز صعد للنهائيات وآخر فرصة للكويت لتكملة المشوار وبداية اللقاء وهدف صاروخي من عبدالعزيز العنبري في الدقيقة 7 وبعدها هجوم وضغط كويتي على الصين
الكويت والسعودية 7 ديسمبر العام 1981 يوم لاينسى للكرة الكويتية فقد تأهل المنتخب الكويتي بعد فوزه على منتخب السعودية الشقيق بهدفين مقابل لاشيء سجلهما الدخيل في الدقائق 37 من الشوط الأول والدقيقة التاسعة من الشوط الثاني لتلتهب المدرجات بالاهازيج والشيلات الكويتية فرحة بالهدفين والفوز والتأهل لنهائيات كأس العالم.
دخل «الأزرق» المباراة وهو ضامن التأهل ولكن لعبها كمباريات كؤوس وكان الرد الكويتي قاسيا على المنتخب النيوزلندي وهدف كويتي برأس فتحي كميل ينتهي به الشوط الأول بتقدم الكويت بهدف، وتعادل النيوزلندي في الشوط الثاني ثم اضاف هدفا آخر من ركلة حرة مباشرة وفي آخر دقيقة احرز سامي الحشاش هدف التعادل للكويت ليتأهل «الازرق» الى نهائيات كأس العالم اسبانيا 1982 ولعب في المجموعة الرابعة من البطولة وهي مجموعة صعبة، وكـانت تضم منتخبـات «إنكلترا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا»، بالإضـافة للمنتخب الكويتي الذي تعادل في أول مبـاراة مع تشيكوسلوفا كيـا وخسر في المباراة الثانية امام فرنسا 4/1 وفي المباراة الثالثة والأخيرة انهـزم من المنتخـب الإنكـليزي صفر/1.
وهكـذا خـرج المنـتخب الكويـتي من البـطولة وهو في الـمركز الأخيـر وبنقـطة واحـدة.
إنجازات «خليجي»
ثم توالت انجازات منتخب الكويت على مستوى بطولة الخليج في عهد الشيخ جابر الاحمد واحرز كأس البطولة السادسة التي جرت في الامارات العام 1982 وقد توج بلقب هذه البطولة منتخب الكويت، وحاز على لقب هداف البطولة أربعة لاعبين هم: الكويتي يوسف سويد والإماراتي سالم خليفة والسعودي ماجد عبد الله والبحريني إبراهيم زويد، فيما حجبت جائزة أفضل لاعب في البطولة، وحصل على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة الإماراتي سعيد صلبوخ.
ثم اضاف كأس البطولة الدورة الثامنة التي جرت في البحرين العام 1986 في نسختها الثامنة، وحصل على لقب أفضل لاعب في البطولة اللاعب الكويتي مؤيد الحداد.
وكانت آخر البطولات التي احرزها «الازرق» في كأس الخليج قبل الغزو الصدامي الغاشم هي الدورة العاشرة التي اقيمت في العام 1990، في هذه البطولة انسحب منتخب السعودية قبل بدء الدورة احتجاجا على تعويذه الدورة، وانسحب منتخب العراق بعد مباراته مع منتخب الإمارات، وشطبت جميع نتائجه.
وقد فاز منتخب الكويت بلقب هذه الدورة، واستطاع الكويتي محمد إبراهيم أن يظفر بلقب هداف الدورة برصيد خمسة أهداف، وتقاسم الحارسان البحريني حمود سلطان والكويتي سمير سعيد جائزة أفضل حارس في الدورة.
وفي العام 1996 وبالتحديد في الدور الثالثة عشرة التي اقيمت في سلطنة عمان عاد «الازرق» الى منصات التتويج الخليجية وفاز باللقب بعد غياب 6 سنوات ونال لاعبه عبد الله وبران جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وكانت اخر الالقاب الخليجية التي فاز بها الازرق في عهد «امير القلوب» وكان اللقب التاسع له بعدما فاز ببطولة الدورة الرابعة عشرة التي اقيمت في البحرين ايضا العام 1998 وحاز على لقب هداف البطولة جاسم الهويدي، وحصل بدر حجي على لقب أفضل لاعب في البطولة».
وضع حجر أساس استاد جابر
وشكل وضع حجر الاساس لانشاء استاد جابر الاحمد آنذاك الدولي بمنطقة العارضية في مارس الماضي ليحقق بذلك حلم الحركة الرياضية الكويتية الذي طال انتظاره.
وشدد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد انزاك في حفل وضع حجر الاساس للاستاد على ان بناء الانسان الكويتي هو اساس التنمية البشرية والاقتصادية التي تسعى الكويت اليها.
وقال سمو الشيخ صباح في كلمة القاها نيابة عن سمو أمير البلاد في حفل وضع حجر الاساس لاستاد جابر الأحمد الدولي ان الكويت تشهد في هذه المرحلة التاريخية المهمة مظاهر التحديث في كل المجالات وذلك بهدف استعادة مكانة الكويت كمركز مالي وتجاري مرموق في المنطقة.
ودعا الى اعداد الشباب رجالا ونساء «لانهم كويت الغد وبهم نواجه تحديات العصر».
وتفضل سمو الشيخ جابر الاحمد في قصر دسمان باشعال الشعلة الاولمبية لاستاد جابر الاحمد الدولي وتسلمها من سموه نائب رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية الشيخ طلال الفهد ليحملها بعد ذلك مجموعة من الرياضيين متوجهين من قصر دسمان الى استاد جابر الاحمد الدولي في منطقة العارضية.
وذكر الشيخ صباح الاحمد في كلمته ان ما يتمناه سمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير البلاد ان يكون هذا الصرح الرياضي الكبير جسر محبة وتواصلا بين ابنائنا الرياضيين في دولة الكويت واخوانهم في دول الخليج وأشقائهم واصدقائهم الرياضيين في مختلف دول العالم.
كما أن سموه يرجو ان يكون هذا الاستاد الرياضي اضافة نوعية للمنشآت الرياضية القائمة في المنطقة لتتكامل مع بعضها البعض وتسهم جميعها بالارتقاء بمستوى الرياضة الخليجية تواصلا مع ما توليه دولة الكويت من تشجيع ودعم ومساندة للرياضة ولأبنائنا الرياضيين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ومساحة الاستاد تصل الى نحو 400 الف متر مربع ويتسع لحوالي 60 الف متفرج ويستوعب 6500 سيارة.
والشكل الخارجي للاستاد يجسد البيئة البحرية الكويتية متمثلا بالبوم الكويتي القديم والبيئة البرية متمثلة بسرج الحصان في سقف الاستاد اضافة الى السواري البحرية.
ويضم الاستاد ملعبا رئيسيا دوليا محاطا بمضمار لالعاب القوى متصلا بنفق يربطه بالملاعب الخارجية مع اربعة مداخل رئيسية للملعب كما يشمل حوض سباحة (14 5. 7 متر) الى جانب غرف اجتماعات وخدمات الاستاد ومواقع للشرطة والاطفاء والاسعافات.
والدور الاول من الاستاد مخصص لكبار الشخصيات الى جانب مواقف ومهبط طائرة هليكوبتر وملعبين خارجيين احدهما بمضمار لالعاب القوى وغرف مخصصة للرياضيين وجناح كامل مخصص لوزارة الاعلام والصحافيين.
«صباح» العودة إلى الإنجازات
وفي العام 2010 وفي عهد سمو الامير الشيخ صباح الاحمد اقيم على استاد جابر الدولي اول مباراة بعد الانتهاء من تشييده جمعت نادي القادسية ونظيره الاتحاد السوري في نهائي بطولة كأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم.
وفي عهد سمو الامير عادت الرياضة الكويتية الى الانجازات ومنصات التتويج بعد غياب 12 عاما، وفازت الكويت ببطولة غرب اسيا لكرة القدم التي اقيمت في الاردن بواسطة رديف «الأزرق» وفي أول مشاركة له في البطولة.
وكان هذا الانجاز الغائب على حساب نظيره الإيراني الذي فاز عليه بهدفين مقابل هدف واحد. وكان المنتخب الإيراني قد توج باللقب أربع مرات من اصل خمس نسخات سابقة، في حين فاز بها العراق مرة واحدة.
وشارك في بطولة غرب آسيا تسعة منتخبات هي: العراق واليمن والكويت وسورية وإيران والبحرين وعمان والأردن وفلسطين.
حصد «الازرق» بطولة «خليجي 20» لكرة القدم والتي اقيمت في مدينة عدن اليمنية محققا اللقب العاشر في تاريخه على حساب شقيقه المُنتخب السعودي بعد فوزه بـ هدف واحد للاشيء سجله اللاعب وليد علي في الدقائق الأولى من الشوط الإضافي الأول.
وحصلت الالعاب الكويتية على 10 ميداليات ملونة في منافسات دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة التي اقيمت في مدينة غوانزوا الصينية من بينها 3 ميداليات ذهبية أحرزها الرامي العالمي عبدالله الطرقي الرشيدي في فردي رماية السكيت، والرامي ناصر المقلد في فردي رماية التراب، ومنتخب الكويت لرماية التراب الذي مثّله الثلاثي ناصر المقلد وخالد المضف وعبدالرحمن الفيحان.
و6 ميداليات فضية أحرزها الرامي خالد المضف في فردي رماية التراب، ومنتخب الكويت لرماية الدبل تراب الذي مثله الثلاثي فهيد الديحاني ومشفي المطير وحمد العفاسي، ولاعب منتخب الكويت للبولينغ محمد الرجيب الذي حصل على ميداليتين فضيتين في منافستين مختلفتين في البولينغ، ولاعب الكاراتيه عبدالله العتيبي على ميدالية فضية في وزن 67 كيلوغراماً، وميدالية برونزية.