|إعداد:أحمد الشمري|
لكل فكرة تطرأ على البال وتنفذ جانباً معيناً في شخصية الانسان التي يفكر فيها، وطموح الشاب أحمد العوضي لم يقف عند حد التحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج** لكنه لامس الخيال والكتابة، ومن خلال تجربته الأولى في الكتابة جاءت روايتة الاول «السادية» مختلفة عما اعتدنا عليها، وأصبح أصغر مؤلف في الكويت.
و«السادية» رواية جريئة تفضح المستور في العلاقات الانسانية، كتبها بلهجة كويتية لتكون قريبة الى القارئ، ولذلك يطلب عدم التسرع في الحكم عليها و قراءتها بتمعن.
حوارنا مع أحمد كشف لنا بعض الأمور المتعلقة به وبروايته المثيرة للنقاش... وهنا نص اللقاء.:

• عرفنا على نفسك بالبداية؟
- أحمد محمد العوضي طالب بالسنة الأولى بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج، كما أنني كاتب ولي رواية متواضعة بدأت بها في بداية مشواري في طريق الأدب.. وان شاء الله تكون قد لاقت اعجاب الناس.
• كلمنا عن الكتابة التي تمارسها وعلاقتها بدراسة التمثيل والاخراج التي تدرسها الآن؟
- الكتابة شيء مرتبط بدراسة التمثيل... مو بالتمثيل نفسه لان دراسة التمثيل تعتبر دراسة للحياة ولأدق التفاصيل وفيها دراية لكيفية توسيع الخيال اللا محدود، مما يساعد على الكتابة، وأيضاً ندرس اللغة العربية الفصحى وهذا ساعدني كثيرا، وحتى دراسة تحليل النصوص أيضا يساعد كثيرا بمجال الكتابة... فأستطيع أن أحلل اللي قاعد أكتبه وأطبق اللي أدرسه على كتاباتي، ولذلك أرى ارتباطاً كبيراً بين دراستي وبين كتابة الروايات والقصص.
• كيف بدأت هواية الكتابة معك.. وهل تحدثنا عن ذلك؟
- منذ الصغر كنت أكتب قصصاً قصيرة، و أضع في ذهني واعتقادي أنني سوف أقوم بعملهم مسلسل تلفزيوني حتى بدأت بذلك فعلاً ولكن بشكل طفولي فقد كنت أكتب النص طوال أيام الأسبوع حتى يأتي موعد العطلة الأسبوعية حينها أقوم بدعوة أبناء خالتي وعماتي وأقاربي وأقوم بتوزيع الأدوار ونبدأ التصوير، وكنت أقوم بعمل اضاءة وكادر وغيرها من مستلزمات عمل مسلسل تلفزيوني، والى الآن أحتفظ بهذه المسلسلات التي عندما أراها أضحك.
• رواية السادية عن ماذا تتكلم؟
- تتكلم عن مرض يدعى السادية وهو مرض حب العنف والسيطرة والاذلال تجاه الناس والاستمتاع بذلك، فوضعت بطلة الرواية طفلة في العاشرة من العمر تعاني من هذا المرض الذي اكتسبته من المجتمع والأسرة حتى تكبر وتتفاقم المشكلة حتى تدخل في أحداث تساعد على تفاقم المرض أكثر... ودخول شخصيات في حياة البطلة من حب وصداقة وانتقام وكره وعقوق ونظرة متشائمة للمجتمع، فهي قصة اجتماعية تدور أحداثها حول أكثر من قضية ولكن محورها الأساسي هو فتاة تدعى (ليال) مصابة بمرض السادية.
*رواية السادية التي قمت بكتابتها رواية غريبة من عنوانها وهل تحدثنا كيف استمديت فكرة الرواية ومن هم أبطالها الرئيسيون!! كيف قمت بتنسيق أفكارها؟
- رواية السادية... ببدايتها لفت انتباهي هذا المرض كفكرة في بدايتها لم أقم بأخذها من العنوان بل في البداية لم أعلم أن مثل هذا النوع من المرض النفسي يدعى بالسادية ولكن جذبتني شخصيات موجودة بالمجتمع... مثل المدرسة والشارع (الفريج) وغيره.. هناك شخصيات عنيفة جذبتني تصرفاتها وكلماتها البذيئة مما جعلني أبحث عن شخصيات العنف، وعند البحث الحقيقي دخلت في بحر عميق مما دعاني للتوجه لذوي الاختصاص وهو دكتور نفسي يدعى بالدكتور خالد المهندي... فهو من قال ان مثل هذا المرض يدعى بالسادية وقام باعطائي حصيلة كبيرة من المعلومات تجاه المرض وقمت بتصفح الانترنت وأبحث أكثر وأكثر عنه وتفاجأت حينها أن العالم بأسره يملك العديد والعديد من الشخصيات السادية حتى أنها تصل الى درجة أن من الممكن أن يكون هناك شخص سادي ولكنه لا يعلم أنه مصاب بهذا المرض و بالنسبة لأبطال الرواية و الأحداث التي تدور بها فأنا أحيانا استمدها من المجتمع والأصدقاء وبعض الشخصيات التي أعرفها ولابد من مزج الخيال أيضا وابتكار شخصيات من خلالها فمثلا شخصية ليال بطلة القصة من وحي الخيال لكن قمت باستمداد بعض التصرفات من ذاكرتي التي ذكرتني ببعض زملاء المدرسة بممارستهم غير السوية مع بقية الطلبة وأيضاً بعض أصحاب (الفريج) فهناك مواقف قمت بذكرها كانت فعلا حقيقية أما عن بقية الشخصيات مثلا طلال الذي استمدت شخصيته من صديق مقرب لي أخذت منه صفات الروح الخفيفة وحب المساعدة أما بقية صفات شخصية الرواية من الخيال فطلال الذي بالرواية شخص مهمل وكسول بعكس الشخص الحقيقي ولكن توجد بعض صفات مشتركة طريقة الحب والتعاون والروح الخفيفة وحب المساعدة. أما شخصية فرح لم أقم باستمداد شخصيتها من الواقع سوى بصفة واحدة هي بنت أعرفها، تتفق مع فرح التي بالرواية بالطيبة التي ممكن أن تصل للسذاجة واعطاء الناس فكرة بأنها تتمتع بالقوة وهي بالحقيقة عكس ذلك.. أما بقية الشخصيات من الخيال.
• ما سبب اختيارك لهذا العنوان بالذات.. وألا ترى أن العنوان يجذب ويخيف البعض عندما يرون مغلف الكتاب؟
- سبب اختياري لهذا العنوان هو جذب الناس فقد جذب العنوان جميع الفئات، منها من تعرف معنى المرض بشكل صحيح مما جعلها تتأتى وتقرأ لترى كيفية وجهة نظري عن هذا المرض والفئة الثانية من فئة الفهم الخاطئ فقد هناك فهم سائد عن السادية بأنه حب العنف بالعلاقات الجنسية فهذا مما جعل هذه الفئة تقرأ وتكتشف بأن مفهومها خاطئ الفئة الثالثة هي التي لا تعلم عن السادية بشيء فلله الحمد لاقت الرواية صدى جميلاً بين الناس وقد لمست استفادة الناس عن هذا النوع من المرض وفهمه بشكل صحيح فقد قمت بكتابته تحت قاعدة علمية.
• كيف هي ردود أفعال الناس و القراء من روايتك... وهل حدثت لك بعض المواقف المحرجة أو معهم بسبب هذه الرواية... وما أهم الاستفسارات الدارجة التي توجه لك من خلالها؟
- كانت ردود الفعل جميلة جداً ولله الحمد خاصة في معرض الكتاب الذي جعلني أشعر بالمسؤولية تجاه كتاباتي المقبلة فقد علمت أن القارئ الكويتي قارئ جيد وناقد جيد مطلع على أدق التفاصيل نعم حدثت لي بعض المشاكل مثل قدوم امرأة تقول لي في معرض الكتاب انني قمت بشرح السادية بالشكل الصحيح لكنه موضوع شائع لدى الناس بشكل خاطئ الذي لم يكن من الصواب الكتابة عنه عندها قلت لها ان هذا دوري ككاتب يجب علي اعطاء الناس معلومة ممكن أن تفيدهم حينها أخذت جميع كتبي الموجودة على الطاولة وقذفهم على الأرض مع عبارة أنت كاتب فاشل وهدفك الأساسي هو البيع والنقود وهناك رجل أتى للمعرض مخصوص ليقوم بارجاع الرواية لي كوني بعتها لبنته فقال كيف لك أن تبيع مثل هذه الكتب أين الجهات المختصة أنا لا أسمح بدخول هذه الكتب في بيتي قلت له أنت فاهم السادية بشكل خاطئ قال لي (مو يهال اليوم يعلموني) وذهب ولا أنسى رجلاً كبيراً بالسن قال لي أشكرك يا بني فقد علمتني مفهوماً كنت على خطأ به طوال 40 سنة.
• هل تعتقد أن السادية التي تطرقت لها منتشرة بمجتمعاتنا الخليجية؟
- نعم وفي العالم كله فقد يوجد الكثير من هذا المرض الذي ممكن أن يكون هناك شخص مصاب به لكنه لا يعلم بأنه حبه للعنف هو مرض يجب معالجته، لكننا نتخوف من التصريح بذلك خوفا من نظرة المجتمع، حتى آراؤنا بذلك الموضوع تعتبر لدى البعض خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها.
• من الأشخاص الذين ساعدوا أحمد العوضي ووقفوا الى جانبه في تأليف الرواية؟
- أمي التي ساندتني مادياً وأبي الذي ساندني معنوياً وأخوتي وأصدقائي وزملائي والمجتمع الكويتي الذي ساندني بشكل كبير لدرجة ان هناك البعض كان يشتري الاصدار لمجرد أنني شاب كويتي و هذا بحد ذاته مساندة لي و تشجيع للاستمرار بالكتابة.
• هل تعتقد ان المجتمع الكويتي مجتمع يتجه للقراءة؟ وهل هو شعب واع ومثقف أم أن هناك قلة من يهتم بهذه الأمور؟
- نعم.. وشعب واع لأبعد الحدود حتى أن هناك من يقوم بمناقشتي بمجرد أنه مطلع وليس قارئاً، وفئة القراء فئة لا بأس بها مقارنة بعدد سكان الكويت ولكن هذه النسبة نسبة مرعبة وليست نسبة تقرأ والسلام بل انها أيضا ناقدون جيدون لأي موضوع يطرح في المجتمع.
• ما جديدك بعد كتاب السادية؟
- اصداران باذن الله الأول باللهجة الكويتية وهو قصة حب حقيقية عاشها أحد أصدقائي المقربين جداً قصة غريبة للغاية... والاصدار الثاني سوف يكون بالفصحى وهي قصة غريبة أيضاً من وحي الخيال تدور أحداثها في جزيرة فيلكا كمجتمع مترابط في ذلك الزمان وأحداث امرأة عانت كثيراً وذنبها أنها فاتنة الجمال وذات أخلاق عالية.
• سبب اختيارك للهجة الكويتية في الكتابة وهل ستقوم باستخدامها في روايتك المقبلة؟
- سبب ذلك هو أن أحداث القصة حقيقية وقامت أحداثها بالكويت وهي أحداث مراهقين فقد قمت بكتابة مصطلحات كويتية بحتة يتحدث بها الشاب الكويتي مع حبيبته والعكس والأماكن التي دارت بها الاحداث وطريقة دوران الحدث تحتاج للهجة الكويتية فان أحداث القصة يعيشها كل عاشق كويتي لتلك اللهجة الكويتية التي ستضفي لها نكهة أدبية مميزة.
• برأيك المؤلفون يجدون الدعم من بعض الجهات أم يعتمد على نفسه فقط وهل هناك جهات بالكويت تهتم فعلا بالقراءة والمؤلفين.. وتقوم بتوجيهكم؟
- لا أرى دعما حقيقيا في البداية الاعتماد على النفس أما بعد نزول أول اصدار تجد دعما كبيرا من الاعلام ولكن دعم مادي لا يوجد فأنا أطالب باقامة رابطة أدباء شبابية فمنا من يعاني للحصول على طاولة في معرض الكتاب أو عدم معرفة أوقات تنظيم معارض لعرض الاصدار فيها فمثلا أنا أعاني من شركات التوزيع فتوزيع كتابي قمت به بنفسي وأحيانا أرى للاعلام دوراً مهماً وفعالاً في الانتشار ولقد رأيت بعض الدعم الواضح منهم من خلال بعض الوسائل فأتمنى أن تستمر عليه وتتم مساعدة الشباب وتشجيعهم من خلال بعض الجهات أو الاعلام بجميع أشكاله.
• هل هناك مؤلفون يرى أحمد أنهم تميزوا في كتاباتهم وقد تأثرت بهم؟
- نعم هناك من تميز خاصة أن الكويت تشهد نهضة شبابية كبيرة في المجالات كافة فالشاب الكويتي شاب ينجز اذا وجد الدعم ففي معرض الكتاب وجدت كماً من الكتاب الجدد معي فمنهم لم يفلح ولم يلق اصداره النجاح فتوقف عند هذا الحد لكن مثل هذه المحاولة شرف كبير لي وتجربة قيمة ولكن من ناحية التأثر لم أتأثر بأي كاتب فعند كتابتي لأي اصدار أتوقف عن القراءة تجنباً للتأثر غير المحسوب. وخوفا من التقليد الذي لا أحبذه ولا أقبل به وحتى يتميز عملي الأدبي بالابداع.

إعداد:أحمد الشمري
www.p2bk.com
editor@p2bk.com