«عودة الوعي» اسم لكتاب أصدره الكاتب توفيق الحكيم عام 1972م يصف فيه حالة الغيبوبة التي عاشتها مصر أيام الحكم الناصري الشمولي وكيف استفاق الشعب المصري منها بعد هزيمة عام 1972م، هذه الغيبوبة غيبوبة عشناها في الكويت فترة ليست بالقصيرة كنا نظن فيها أن الشرطة في خدمة الشعب تحميه وتحرسه وتحفظ حقوقه... شعارها الأمانة والرحمة، وأن المخافر مكاتب لتسجيل القضايا، والزنزانات مقر الجناة الذين يحظون بجميع حقوقهم الإنسانية فيها حتى يحالوا للقضاء ليقول كلمته فيهم، ولكن مقتل المواطن محمد غزاي الميموني أفاقتنا جميعاً من هذه الغيبوبة.
شاب يختطف من سكنه ليعذب في جاخور، ويعلق بشواية، ثم ينقل لزنزانة مخفر يتناوب على تعذيبه جسدياً ونفسياً كل من في المخفر ضباطاً وأفراداً وعمالاً وموظفين، وحتى متهمين، لمدة 6 أيام ليعترف بماذا؟ لسنا ندري حتى الآن... ثم تلقى جثته في مستشفى الأحمدي دون تقرير أو هوية، ثم بدأت «أحجار الدومنه» تتدحرج ورقعة الاتهام بالمشاركة في هذه الجريمة البشعة تتسع، والوزير... آخر من يعلم! حتى ما عدنا نصدق من يقول أو ما يقال، وفقدنا الثقة بمن كنا نعتقد أنهم رجال القانون وحماته، واليوم وبعد هذا الكم الهائل من الأخطاء والاتهامات بالفساد والتعذيب والتزوير في صفوف مختلف الرتب ما عادت استقالة وزير الداخلية جابر الخالد، مع احترامنا لشخصه وتاريخه العسكري والديبلوماسي، كافية، فحجم هذه المخالفات لا يمحوه العذر بالجهل أو السكوت، فعليه أن يخرج ومعه كل من تدينه اللجنة الوزارية برئاسة اللواء عبدالحميد العوضي، واللجنة البرلمانية برئاسة النائب الدكتور علي العمير من ضباط وقادة، حتى تعود ثقتنا بوزارة الداخلية كما ينبغي، وباستقالته يجنب البلاد جولة استجوابية جديدة تشغلها عن المهم من الأمور وتوفر عليها دفع فواتير جديدة ثمناً لتأييد بعض النواب لاستمرار بقائه المتأرجح على الكرسي.


مبارك مزيد المعوشرجي
كاتب كويتي
Malmoasharji@gmail.com
mailto:Malmoasharji@gmail.com