تعجبت من كلمة وزير الداخلية بأنهم سيبحثون عن أعضاء حزب الله اللبناني من المواطنين الكويتيين لمعرفة من منهم أشاد «بعماد مغنية» لمحاسبته، فالذين قاموا باختطاف «الجابرية» قبل سنوات وقتل من قتلوا من ركابها لم يكن مغنية وحده، وإنما تخطيط متكامل من حزب الله عام 88 بتوجيه من المسؤول الإيراني علي أكبر محتشمي، وقبلها في عام 83 قاموا باختطاف طائرة كويتية على متنها 500 راكب وتوجهوا بها إلى مطار مشهد بإيران، ثم أفرج عنها، كما نفذ حزب الله بالتعاون مع حزب الدعوة عمليات إجرامية في الكويت عامي 85 و86 أهمها محاولة اغتيال الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وتفجيرات في المقاهي الشعبية وغيرها.وقد طلب حزب الله من الحكومة الكويتية في عام 83 بواسطة منظمة تابعة للحزب تدعى (الجهاد الاسلامي) إطلاق بضعة عشر سجينا ينفذون أحكاما مختلفة بعدما قاموا بتفجيرات استهدفت في يوم واحد محطة الكهرباء الرئيسية ومطار الكويت الدولي والسفارتين الاميركية والفرنسية ومجمعا صناعيا نفطيا. وعندما هرب السجناء وقت الغزو أصدروا مجلة للهجوم على الكويت وتهديدها.وارتباط حزب الله بإيران لم يعد يخفى على أحد، وهي تسخّر الحزب لتنفيذ سياساتها في العالم، فقد قال الأمين العام السابق للحزب صبحي الطفيلي في لقاء له مع جريدة «الشرق الأوسط» في 25/9/2003 بأن «قرار الحزب ليس في بيروت وإنما في طهران».إذاً فنحن نخادع أنفسنا إذا اعتقدنا بأن مشكلة الكويت هي مع «عماد مغنية» بل هي مع مخطط كبير يستهدف زعزعة وحدة بلادنا والمنطقة بأكملها، وأطماع مازالت مستمرة في الكويت يعبر عنها قادة إيران في كل مناسبة مثل الاصرار على ان الخليج فارسي وأن الجزر الثلاث ايرانية، وان البحرين تابعة لايران، وآخرها تبجح السفير الإيراني بأن إيران لم تعتذر عن الاعتداء على سفارتنا وعلى الديبلوماسي الكويتي بل وجهت كتابا شديد اللهجة!!لا شك ان استحلال قتل المسلم وسفك دمه دون ذنب هو أكبر جريمة يرتكبها الإنسان، وأن الدعوات التي ترفع شعارات الدين والوطنية إذا سلكت سلوكا معاديا للآخرين في سفك دمائهم وترويعهم فهي منظمات إجرامية مهما تسمت بما تتسمى به، ولقد وقفنا بقوة وحزم في إدانة أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة عندما أعلنوا تنفيذهم لعمليات اجرامية في عقر الولايات المتحدة، لان هذه جريمة لا يرضاها عقل ولا دين ولا شرع، وطالبنا بالقصاص من هؤلاء، فكيف بمن ينفذ عملياته الاجرامية في عقر ديارنا ويقتل أبناءنا فهذا مجرم لا يؤيده ويسانده إلا مجرم مثله.
د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com