بعد قرارها الشجاع وتقديمها لاستقالتها إثر حريق مستشفى الجهراء، عقدت جمعيات دار المهن الطبية أول مؤتمر صحافي مشترك لها، وكان أحد أهداف ذلك المؤتمر الصحافي تقديم الشكر للدكتورة معصومة المبارك على مواقفها المشرفة تجاه الأطباء والجمعيات التي تمثلهم.فرغم الفترة القصيرة التي قضتها الدكتورة وهي على قمة وزارة الصحة، لاحظ الجميع تلك المهنية العالية والنظرة التشخيصية العميقة والمتأنية التي تعاملت بها الوزيرة مع قضايا الصحة الشائكة، الأمر الذي لم يرق للكثيرين من علية القوم داخل الوزارة وخارجها، فعملوا على إسقاطها ومحاربتها منذ اليوم الأول لتوليها المنصب الوزاري.أما اليوم، وقد رحلت معصومة، وبقي علية القوم على كراسيهم المخملية، نعود لنذكّرهم، ونذكّر معالي وزير الصحة بأن الأطباء وباقي المهن المساندة، يمثلون خط الدفاع الأول في الوزارة، وأن جمعيات المهن الطبية لها حق أصيل في المشاركة في القرارات التي من شأنها انتشال وزارة الصحة وتقديم الخطط اللازمة لعلاج الأمراض المزمنة التي تعاني منها الوزارة.فمن غير المنطقي أن تبقى لقاءات الوزير بمجالس إدارات هذه الجمعيات لقاءات بروتوكولية لا تتعدى إنجازاتها المصافحة والتعارف والتقاط الصور، وتزول آثارها بمجرد زوال حرارة الشاي الذي يقدمه مكتب معاليه! ومن غير اللائق أن تُقابل طلبات لقاء الوزير بالإهمال والتسويف!فمشاكل الصحة لا تُحل بمجرد افتتاح أجنحة ومراكز جديدة أو استبدال «البلاط» بالرخام! والعنصر البشري هو محور تلك الوزارة، ولا يجوز الاكتفاء بالرأي الإداري وغض الطرف عن الرأي الفني المتمثل بالأطباء وغيرهم ممن يتعاملون مباشرة مع المراجعين.ختاماً، لا تقتصر خدمات وزارة الصحة على المرضى، بل تمتد لتشمل جميع أبناء المجتمع عن طريق ما يُسمى بالوقاية والتوعية والثقافة الصحية! فما عساكم فاعلون؟
د. علي عبد الله جمال
كاتب وعضو مجلس إدارة جمعية أطباء الأسنان الكويتيةDralijamal@yahoo.com