| د. سعيد فهمي* |
صدق اللي قال اللي ايده في المية مش زي اللي ايده في النار.. وده شيء وارد ومعروف في حياة كل المخلوقات ولو كانت معزة أو حتى حمار.. اللي بيعيش التجربة هو بس اللي بيحس بيها وهو الوحيد اللي يقدر يقرر ويختار.. لكن الغريبة لما تلاقي ناس فاضية ورايقة عاوزاك دايما قاعد في بلبلة ومحتار.. وطبعا لو كنت ضعيف مش حتلاقي حد يهتم بيك ولا يسأل فيك ويغيب اسمك عن الأخبار.. لكن علشان بلدنا كبيرة وقديرة لازم ينبشوا حواليها الذئاب ويشمشموا على الأسرار.. سبحان الله البلد دي مرصودة ومقصودة من العدو والحبيب صيف وشتاء وطول الليل والنهار.. اللي بيتمنى فرحتها واللي بيتمنى فضيحتها واللي بيحاول يِخَرّب فيها الأرض وينخوَر جوه الدار.. لكن مهما حاول الحاقد والشامت يلعب معانا لعبة توم وجيري أو حتى القط والفار.. مش حيلاقي غير حائط صد وبلد محروسة من عند الله الواحد القهار.. وجيش قدير عينيه مفنجلة وصاحي وواقف بالمرصاد صلد زنهار.. وناس هناك مش بنشوفها ولا نعرفها لكن حاسين بأنفاسها بتحمينا وتحرس الأسوار.. البلد دي فيها شيء لله ومحروسة بإذن الله القادر الجبار.. بلد من قديم الأزل اتولدت مع الدنيا يوم بيوم وفي نفس النهار.. مش قلنا من زمان بلد الأمان والحضارة وشعب الله المختار..!!
علشان كدة فيه كلمات بيقولوها ناس بكل القصد وسوء النية.. كلام بيعبر عن أحلام مريضة وحقد وشماتة على بلدنا أم الدنيا البهية.. ناس واقفة بالمرصاد لكل حدث عندنا وجاهزين بالبيانات الحقودة والادعاءات الكوميدية.. ناس بتبخ سمومها بقصد واضح وبمنتهى الغباء بتحاول تشعلل في بلدنا الطائفية.. ناس عاملة من الحبة قبة عاوزين يشغلونا دايما بمعارك تافهة وهمية.. وبصفتي في أولى كتابة وبشخبط بالقلم فلازم تكون أول شخبطة في أي واحد يتعرض لبلدي المحروسة بهية.. وده باعتباري مصري وأبويا مصري وستي أم أبويا كمان كانت أكيد مصرية.. يعني أنا وغيري ملايين حنهبش ونهبر أي مغرور يتطاول على بلدنا ولو بالنية.. لازم كلنا نقف يد واحدة مهما كنا بنعاني ومهما كانت ظروفنا الداخلية.. احنا ننقد حكومتنا أه أو حزب الحكومة أه علشان دي حكومتنا ولينا عشم فيها حتى لو كانت ذكية.. بننقد أحوالنا ومشاكلنا بكل صراحة وعلى عينك ياتاجر علشان فيه عندنا مساحة محسوسة من الديموقراطية.. لكن لو غريب عض طرف بلدنا حنقوم عليه ونوريه الويل في عز الليل ونسقيه أحلام رعب حقيقية.. مهما حاول حد يشوشر علينا ولاد مصر مش حيسيبوا تارهم لأنهم خلاص فهموا القضية.. القضية والمقصود منها باختصار تهميش بلدنا وتقسيمها جبهات وده شيء بعيد عن شنب أي صاحب نوايا شيطانية.. مصر حتفضل مصر زينة كل عصر وأم الحضارات الانسانية.. مهد كل الأديان اللي خلقها الرحمن واختارها مأوى كل الأنبياء بحكمته الالهية.. بلد موسى وعيسى وأزهر الاسلام منارة الاسلام التاريخية.. علشان تعرف قيمة بلدنا روح وافتح مختار الصحاح واكتب بالحروف كلمة أم الدنيا بهية.. حتلاقي كوكتيل من الحضارات والانجازات بالعزة والفخر مطلية.. بلد احتوت الجميع ومن كل حروف الأديان حتلاقي قرآن وانجيل حتى التوراة اليهودية.. باختصار مهما كانت نوايا الحاقدين في أي مصيبة علينا حتلاقيها بتزيدنا وحدة وترابط وقوة ربانية.. اللي حصل في كنيسة القديسين جرحنا كلنا بس مش حنموت وحنكشف المؤامرة مهما كانت من جوه أو كانت  خارجية.. تلاحم كل الناس في كل القطاعات كان محل تقدير واعجاب من كل الأوساط الدولية.. جبهتنا الداخلية بخير وسيبك بقى من الموتورين والمتعصبين وأصحاب الأفكار العنصرية.. ومهما كانت تفاهة ثعابين المهجر أو ألاعيب صهيون أو فتاوى مكاتب حقوق الانسان الوهمية.. ومهما كانت تصاريح قادة الفاتيكان ونواياهم اللي من قرون معروفة بالقصد والنية.. الناس دي بتحبنا خالص ودايما بترقد لينا في الدرة مستنية أي هفوة علينا وتعملها فضيحة مدوية.. لكن ومهما كان ولو بعد ألف مليون عام القاهرة مش ممكن حتكون أندلسية.. قاهرة المعز والأزهر الشريف ومنارة العالم الاسلامية.. قاهرة دير الملاك والكنيسة المعلقة وماري جرجس والكاتدرائية.. قاهرة الأذان وأجراس الكنائس يسمعها أي أطرش في زفة عالية ومدوية.. مرفوض وبأعلى صوت تَدخُل أي جهة مهما كانت في شؤوننا الداخلية.. مرة الفاتيكان ومرة الاتحاد الأوروبي على كوكتيل كونغرس أميركي على شوية منظمات حقوق انسان وهمية.. الكل حاطط مناخيره وعينيه على بلدنا طالعين علينا كل شوية ببيانات وتقييمات قال ايه وشفافية.. نفس الجهات ونفس المكاتب اللي بتبصم وتمنح شهادة الايزو لأبناء صهيون في جودة الاستيطان والمجازر الدموية.. نفس المنظمات ونفس مافيا التوك شو اللي منحت جزارين العالم جوائز السلام العالمية.. كان فين سيد الفاتيكان والعالم كله بيتفرج على مذابح المسيحيين في بغداد وحصارهم في بيت لحم وقدام كل العالم وصورتهم واضحة في الكاميرا الخفية.. الخلاصة القضية مش ضرب كنيسة ولا اثارة فتنة القضية تفكيك وتركيع الشخصية المصرية.. مخطط التقسيم جغرافي أو عرقي أو ديني مش بعيد عن خيال حبايبنا اللي بيراقبونا ليل ونهار بالأقمار الصناعية.. لكن ورب الكون ومهما يكون مصر مش حتكون أندلسية.. الخلاصة لو عاوز تفهم روح واجمع حروف الباء والهاء والياء والتاء وانت تعرف سر القضية.. القضية مش مسلم ومسيحي القضية شعب مقصود ووطن مرصود وديابة واقفة عالحدود مستنية.. الله يحميك ياوطن ويحمي شعبك بكل طوائفه وهو ده الدعاء وهي دي الأمنية.. لازم نفوق وبكل جد خلاص آن الاوان ولا عاد ينفع دلع ولا نوم ولا حتى مهلبية.. هي دي القضية هي دي القضية..!!


said_elmasryfahmy@hotmail.com