كثيراً ما يتداول عن وجود خط وهمي متفق عليه ما بين أسرة الحكم والتجار في بدايات تشكل ملامح الدولة يفصل ما بين التجارة وشؤون الحكم، واليوم أصبح هذا الخط إن وجد حقاً أهم من الماضي، في السابق كان الحكم أقرب مضموناً للتحكيم والفصل بين المنازعات كما وأن «الدولة» كانت فقيرة تأخذ ولا تعطي، أما اليوم فإن الحكم يفترض أن يكون أقرب شكلاً ومضموناً للادارة خصوصاً مع امتلاء جيب الدولة وقدرتها على المنح والإيذاء وكثرة المشاريع والمشتغلين بالتجارة، لكنه واقع جديد فرض والكويتيون طيبون جداً، سريعو النسيان والذوبان ويستسلمون للأمر الواقع بسهولة رغم أصواتهم العالية وتبرمهم المستمر والذي قد يعطي أحياناً كثيرة انطباعات مغلوطة بالعكس.
مناسبة هذا الكلام هو ما يدور حول صفقة شركة زين للاتصالات، تداخل السياسي بالتجاري فضاعت مصالح البسطاء كالعادة، لست مساهماً - للأسف أو من حسن حظي - بالشركة لكن ما يجرى لمن يراقب ملابسات الصفقة يكتشف مدى أهمية هذا الخط المزعوم للطرفين ولنا، لا حرصاً على مصالح أي طرف فهم أخبر بمصالحهم وأدرى بنفسيات وأمزجة وأخلاق بعضهم البعض، ولكن حرصي هنا فقط على سمعة الكويت والكويتيين أمام الاخوة المستثمرين الاماراتيين وغيرهم بالمستقبل، فلا داعي حقيقياً لاقحامهم بمشاكلنا الداخلية واختبارات القوة التاريخية والاضرار بمصالحهم لاسباب لايد لهم فيها، إلا الرغبة المشروعة بالاستثمار في بلدنا والربح «الحلال»، فالكويت والكويتيون رغم كل «مواهبهم» لم يشتهروا بالعالم إلا بالسمعة التجارية والجرأة على اقتناص الفرص، سمعة كان يزهو بها الفقير قبل الغني حين يأتي ذكرها، واليوم بعد أن أفسدت الادارة الرياضية علاقاتنا بأخوتنا على مر السنين، وبعد أن شوه الإعلام «الجديد» صورتنا وعلاقاتنا مع العرب والخليجيين، لم تبقَ لنا إلا السمعة الاقتصادية لبلد «يطمح» ليكون مركزاً مالياً.
***
لست مع تسمية الشوارع بأسماء المتوفين، ولكن بما أن الأمر كذلك فأتقدم باقتراح برغبة لأصحاب الشأن بتسمية شارع باسم الشهيد عبدالرحمن العنزي الذي لم يقدم لهذا الوطن إلا روحه...
وبلا صراخ أو صفقات....


فهد البسام
bin_bassam@hotmail.com