إن العلاقات والصلات الاجتماعية تعد مقوما أساسيا من مقومات الإنسانية، ومن يمارسها بمزاجيه يعرض الصلات والارتباطات إلى التفكيك والتفتيت، ومن خلال نظرتنا العامة للواقع الاجتماعي وخبرتنا بالعلاقات الاجتماعية قرأنا جانبا مهما في الحياة يتعلق بالصلات والارتباطات الإنسانية، التي بدأت تتأرجح لسوء بعض الأشخاص الذين يتعاملون مع الناس بمزاجيتهم وتناقضاتهم، وبسبب المنهاج والأسلوب السقيم الذي يسلكونه مع الآخرين، وقد يرجع هذا كله لعدم ترسيخ القيم والأخلاقيات في ذهن وثقافة وروح المرء منذ الصغر، وهذا قد يفضي بالمرء إلى أنه يصول ويجول لهدم وتدمير تلك العلاقات لإشباع حاجات نفسية بداخله دون أدنى مراعاة لمشاعر وحاجات الآخرين، ممن تربطهم به صلات وعلاقات، وكل تجربة نخوضها مع أشخاص يتعاملون مع البشر بحسب مقاييس الأمزجة والتناقض والتي استنبطوها من تراكمات وترسبات علاقات مارسوها في الماضي وباءت بالفشل وهي بحد ذاتها مقاييس معتلة في استيعاب واستشفاف المفاهيم الإنسانية التي تقوم عليها العلاقات سواء كانت صداقة أم زمالة أم أخوة تضر وتحرق صاحبها قبل غيره، لذا ننصح كل من يتعامل مع الغير بحسب مزاجه ومصلحته عليه إصلاح وتشذيب وتزكية وتهذيب نفسه المعلولة التي قد تفقده كل من حوله بسب عناده ومكابرة نفسه بأنه دائما وأبدا هو على الحق المبين وكل أقواله وأفعاله لا تحيد عن الصواب وغيره مخطئ حتى لو اتفق كل البشر على علله وسقمه.
وقد قرر القرآن الكريم حقيقة وأثبتها، وهي في منتهى الوضوح والأهمية، وهي أن الإنسان يأتي إلى هذه الحياة وهو لا يعرف ولا يدرك أي شيء، ولكن الله سبحانه وتعالى في الوقت نفسه زوده بكافة الاستعدادات التي تهيئه وتؤهله لأن يتعلم كل شيء، يقول الله تعالى: «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون»، وكيف يتعلم إن لم يخالط ويحتك بالآخرين ويقوم بعلاقات معهم بالمقاييس البشرية المتعارف عليها من خلال تبادل الخبرات والمصالح والحقوق والواجبات، وقد يكون هذا الشخص بأشد الحاجة للغير لكن جحوده ونكرانه لمن حوله والتعامل معهم بمكيال وميزان المصالح المزاجية يفقده الصلات والعلاقات بالآخرين، لأن علاقاته تكون مبنية على المزاجية وضابطها المصلحة الشخصية المزاجية لا غيرها سواء كانت هذه المصلحة مادية أو معنوية.
فحين يولد الإنسان فإنه لا يملك أي مقوم أساسي من مقومات الإنسانية، فهو لا يملك اللغة ولا المشاعر ولا معايير ومقاييس الصواب والخطأ، كما أنه لا يعرف ما هو نافع له وما هو ضار، كما هو لا يفرق بين الآمن والخطر... ولكن من خلال التربية يكتسب كل ذلك، وإن طبيعة الإنسان طبيعة مؤجّلة أي أن المرء حين يولد يكون قد ورث عن آبائه وأجداده خصائص روحية وعقلية ونفسية ومزاجية محددة، وفي الوقت نفسه يملك الكثير من الاستعدادات والقابليات التي تؤهله وتمكنه من أن يختلف اختلافا كبيرا عن أشخاص لديهم نفس الموروثات النفسية. وحتى نرى ما عند الناس من خير لا نتعامل معهم بتناقضنا ومزاجيتنا ولا نجعل من أنفسنا أصلاً والباقي صورا منا، فما وافق أمزجتنا فهو خير وما خالفه فهو شر، وحتى نحافظ ونصون تلك العلاقات ما علينا إلا أن نحّكّم المعايير الشرعية والإنسانية العامة.
منى فهد الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
وقد قرر القرآن الكريم حقيقة وأثبتها، وهي في منتهى الوضوح والأهمية، وهي أن الإنسان يأتي إلى هذه الحياة وهو لا يعرف ولا يدرك أي شيء، ولكن الله سبحانه وتعالى في الوقت نفسه زوده بكافة الاستعدادات التي تهيئه وتؤهله لأن يتعلم كل شيء، يقول الله تعالى: «والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون»، وكيف يتعلم إن لم يخالط ويحتك بالآخرين ويقوم بعلاقات معهم بالمقاييس البشرية المتعارف عليها من خلال تبادل الخبرات والمصالح والحقوق والواجبات، وقد يكون هذا الشخص بأشد الحاجة للغير لكن جحوده ونكرانه لمن حوله والتعامل معهم بمكيال وميزان المصالح المزاجية يفقده الصلات والعلاقات بالآخرين، لأن علاقاته تكون مبنية على المزاجية وضابطها المصلحة الشخصية المزاجية لا غيرها سواء كانت هذه المصلحة مادية أو معنوية.
فحين يولد الإنسان فإنه لا يملك أي مقوم أساسي من مقومات الإنسانية، فهو لا يملك اللغة ولا المشاعر ولا معايير ومقاييس الصواب والخطأ، كما أنه لا يعرف ما هو نافع له وما هو ضار، كما هو لا يفرق بين الآمن والخطر... ولكن من خلال التربية يكتسب كل ذلك، وإن طبيعة الإنسان طبيعة مؤجّلة أي أن المرء حين يولد يكون قد ورث عن آبائه وأجداده خصائص روحية وعقلية ونفسية ومزاجية محددة، وفي الوقت نفسه يملك الكثير من الاستعدادات والقابليات التي تؤهله وتمكنه من أن يختلف اختلافا كبيرا عن أشخاص لديهم نفس الموروثات النفسية. وحتى نرى ما عند الناس من خير لا نتعامل معهم بتناقضنا ومزاجيتنا ولا نجعل من أنفسنا أصلاً والباقي صورا منا، فما وافق أمزجتنا فهو خير وما خالفه فهو شر، وحتى نحافظ ونصون تلك العلاقات ما علينا إلا أن نحّكّم المعايير الشرعية والإنسانية العامة.
منى فهد الوهيب
m.alwohaib@gmail.com