| كتب - سامي كليب |
/>لو أحصى المرء عدد المرات التي تتردد فيها عبارة « سين - سين» في التصريحات الرسمية اللبنانية وعبر الاعلام وعلى ألسنة الموالاة والمعارضة، لاكتشف من دون أدنى شك أنها اكثر العبارات استخداما منذ أشهر. وهذا بحد ذاته أمر مشين لأنه يؤكد أن اللبنانيين مصرون على البقاء كقطعان غنم وأنهم بحاجة دائمة لمن «يرعاهم» من الخارج ويباعد بينهم بسبب تناحرهم الطائفي والمذهبي والمصلحي.
/>يقال ان العبارة ظهرت في المرة الاولى على لسان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهي اختصار للسعودية وسورية، بحيث أن الدولتين تسعيان منذ فترة لمنع الانفجار في لبنان، ذلك أن المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، تحولت من مجرد وسيلة لمعرفة القتلة الى بازار سياسي عز نظيره في عالم اليوم، فصار دم القتيل ثمنا لمنع الاقتتال، وصار أيضا وسيلة للضغط الدولي على أكثر من طرف.
/>وكعادته، فان رئيس المجلس، ذا الباع الطويل في دهاليز السياسة وكواليس التركيبات، بات مرجعا في اختراع العبارات السياسية التي تلهي اللبنانيين سنوات طويلة، فينشغلون بقشور السياسة معتقدين أنهم يصنعون قرارهم بأياديهم، بينما الآخرون يفكرون عنهم ويقررون عنهم ويقولبون بلدهم وفقا لمصالح اقليمية ودولية لا تأخذ بالضرورة مصالح لبنان في عين الاعتبار.
/>وحين ألمّت وعكة صحية بالجزء الاول من «السين» أي بالسعودية، بسبب مرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تجمدت مساعي السين - سين، وراح اللبنانيون، معارضة وموالاة، ينتظرون المعافاة الصحية للملك وعودة الاتصالات السورية - السعودية، وتراشقوا ما يكفي من الاتهامات بغية تمرير الوقت وهم على أبواب غرفة الانعاش يسترقون السمع.
/>واللبنانيون اليوم ينتظرون فرجا قريبا، وكل منهم يراهن على أن ما سيقرره عنهم أرباب السين - سين، سيكون في مصلحته، وقلة منهم فقط، فعلا قلة، مدركة لحجم الملفات المطروحة على بساط البحث في الكواليس الاقليمة والدولية، من العراق مرورا بفلسطين وصولا الى افغانستان والعلاقات الاميركية - السورية، والتي على أساسها فقط ستتوضح صورة الوضع اللبناني الداخلي.
/>ومشكلة اللبنانيين، انهم في كل مرة يكونون رهينة لمثل هذه العبارات، ففي التاريخ كانت عبارة «ف - ب» هي التى خلقت لبنان الحديث، أي فرنسا وبريطانيا ومخطط سايكس بيكو، ثم جاءت عبارة «ف - ع»، أي فؤاد شهاب (الرئيس اللبناني السابق ورئيس المكتب الثاني «الاستخبارات») وعبد الناصر الرئيس المصري الراحل، ثم عبارة «ح - أم»، أي حلف بغداد وأميركا، ثم كرت السبحة بعد ذلك طويلا على نغمة «سين - ألف»، أي سورية واميركا والتي صاغت الكثير من الحلول في لبنان، فاوقفت زحف الحركة الوطنية على المناطق المسيحية، وأثرت على منظمة التحرير ورئيسها ياسر عرفات، وركبت رؤساء او خلعت رؤوساء في لبنان، وساهمت في اخراج الغزاة العراقيين للكويت، ثم أنهت «ظاهرة» تمرد العماد ميشال عون سابقا، ثم زجت بقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع في السجن، قبل ان ينقطع الوصل حين قرر الرئيس السوري بشار الاسد دعم المقاومة اللبنانية والتحالف الاستراتيجي مع ايران والتجديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود.
/>واليوم، ثمة يقين بأن تركيبة «سين - سين»، أكبر من مجرد الوضع اللبناني، وان المطلوب في نهاية المطاف اعادة تعويم تركيبة «سين - ألف»، أي سورية وأميركا، ذلك أنه من دون اتفاق جدي بين الدولتين (ربما بدأ عبر اعادة السفير الاميركي الى دمشق)، لا يمكن لأي تسوية لبنانية أن تستقر، سيبقى القطيع في لبنان يتناحر ويتقاتل ويتبادل الاتهامات.
/>وهذا بالضبط ما لم يفهمه جزء من اللبنانيين بعد، ومن فهمه (خصوصا رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط) فقد قرر بكل بساطة نقل البندقية من كتف الى كتف والالتحاق بالقطيع بانتظار فرج قريب من «سين - سين» وما بعد «سين سين» لكي لا يأتي الفرج على حسابه وحساب طائفته.
/>وبانتظار هذا الفرج من «سين - سين»، سيبقى لبنان في وضعه المشين لأن ساسته في مصالحهم الشخصية والطائفية غارقون وعن مصلحة البلد غافلون.
/>
/>لو أحصى المرء عدد المرات التي تتردد فيها عبارة « سين - سين» في التصريحات الرسمية اللبنانية وعبر الاعلام وعلى ألسنة الموالاة والمعارضة، لاكتشف من دون أدنى شك أنها اكثر العبارات استخداما منذ أشهر. وهذا بحد ذاته أمر مشين لأنه يؤكد أن اللبنانيين مصرون على البقاء كقطعان غنم وأنهم بحاجة دائمة لمن «يرعاهم» من الخارج ويباعد بينهم بسبب تناحرهم الطائفي والمذهبي والمصلحي.
/>يقال ان العبارة ظهرت في المرة الاولى على لسان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهي اختصار للسعودية وسورية، بحيث أن الدولتين تسعيان منذ فترة لمنع الانفجار في لبنان، ذلك أن المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، تحولت من مجرد وسيلة لمعرفة القتلة الى بازار سياسي عز نظيره في عالم اليوم، فصار دم القتيل ثمنا لمنع الاقتتال، وصار أيضا وسيلة للضغط الدولي على أكثر من طرف.
/>وكعادته، فان رئيس المجلس، ذا الباع الطويل في دهاليز السياسة وكواليس التركيبات، بات مرجعا في اختراع العبارات السياسية التي تلهي اللبنانيين سنوات طويلة، فينشغلون بقشور السياسة معتقدين أنهم يصنعون قرارهم بأياديهم، بينما الآخرون يفكرون عنهم ويقررون عنهم ويقولبون بلدهم وفقا لمصالح اقليمية ودولية لا تأخذ بالضرورة مصالح لبنان في عين الاعتبار.
/>وحين ألمّت وعكة صحية بالجزء الاول من «السين» أي بالسعودية، بسبب مرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تجمدت مساعي السين - سين، وراح اللبنانيون، معارضة وموالاة، ينتظرون المعافاة الصحية للملك وعودة الاتصالات السورية - السعودية، وتراشقوا ما يكفي من الاتهامات بغية تمرير الوقت وهم على أبواب غرفة الانعاش يسترقون السمع.
/>واللبنانيون اليوم ينتظرون فرجا قريبا، وكل منهم يراهن على أن ما سيقرره عنهم أرباب السين - سين، سيكون في مصلحته، وقلة منهم فقط، فعلا قلة، مدركة لحجم الملفات المطروحة على بساط البحث في الكواليس الاقليمة والدولية، من العراق مرورا بفلسطين وصولا الى افغانستان والعلاقات الاميركية - السورية، والتي على أساسها فقط ستتوضح صورة الوضع اللبناني الداخلي.
/>ومشكلة اللبنانيين، انهم في كل مرة يكونون رهينة لمثل هذه العبارات، ففي التاريخ كانت عبارة «ف - ب» هي التى خلقت لبنان الحديث، أي فرنسا وبريطانيا ومخطط سايكس بيكو، ثم جاءت عبارة «ف - ع»، أي فؤاد شهاب (الرئيس اللبناني السابق ورئيس المكتب الثاني «الاستخبارات») وعبد الناصر الرئيس المصري الراحل، ثم عبارة «ح - أم»، أي حلف بغداد وأميركا، ثم كرت السبحة بعد ذلك طويلا على نغمة «سين - ألف»، أي سورية واميركا والتي صاغت الكثير من الحلول في لبنان، فاوقفت زحف الحركة الوطنية على المناطق المسيحية، وأثرت على منظمة التحرير ورئيسها ياسر عرفات، وركبت رؤساء او خلعت رؤوساء في لبنان، وساهمت في اخراج الغزاة العراقيين للكويت، ثم أنهت «ظاهرة» تمرد العماد ميشال عون سابقا، ثم زجت بقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع في السجن، قبل ان ينقطع الوصل حين قرر الرئيس السوري بشار الاسد دعم المقاومة اللبنانية والتحالف الاستراتيجي مع ايران والتجديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود.
/>واليوم، ثمة يقين بأن تركيبة «سين - سين»، أكبر من مجرد الوضع اللبناني، وان المطلوب في نهاية المطاف اعادة تعويم تركيبة «سين - ألف»، أي سورية وأميركا، ذلك أنه من دون اتفاق جدي بين الدولتين (ربما بدأ عبر اعادة السفير الاميركي الى دمشق)، لا يمكن لأي تسوية لبنانية أن تستقر، سيبقى القطيع في لبنان يتناحر ويتقاتل ويتبادل الاتهامات.
/>وهذا بالضبط ما لم يفهمه جزء من اللبنانيين بعد، ومن فهمه (خصوصا رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط) فقد قرر بكل بساطة نقل البندقية من كتف الى كتف والالتحاق بالقطيع بانتظار فرج قريب من «سين - سين» وما بعد «سين سين» لكي لا يأتي الفرج على حسابه وحساب طائفته.
/>وبانتظار هذا الفرج من «سين - سين»، سيبقى لبنان في وضعه المشين لأن ساسته في مصالحهم الشخصية والطائفية غارقون وعن مصلحة البلد غافلون.
/>