يمر العام تلو العام والآماني محبوسة في عقل طفل صغير ينظر إلى التلفاز ويشاهد الصراع الدائر... علموه حتى الضرب بينما من يستحق الضرب طليق!
نتحدث عن الأجيال القادمة ونحن لا نفهم الثقافة التي طبعت ملامحها بشكل خاطئ في مخيلة الأطفال الصغار، فلا تعليم ولا صحة ولا إسكان لمجموعة من الأطفال وهم ينتظرون غرفاً منفصلة في بيت أبيهم الذي ظل قرابة العشرين عاما منتظرا بيت أحلامه وآخرتها تخصيص على المخططات... أي مستقبل ينتظر هؤلاء الأطفال!
نحن الكبار نشاهد وزراء يستجوبون... ووزراء يتحولون إلى مستشارين وأي استشارات نتوقع بعدئذ... ونواباً ينعتون بتصنيفات غريبة «نواب المناطق الخارجية» «نواب التأزيم» «نواب مستقلين» «نواب إسلاميين» وهلم جرّ!
جيل الغد يستقي مفاهيمه الثقافية من سلوكيات الكبار، وعليه تتأصل لديهم مفاهيم لا تخدم مصلحة العباد والبلاد المستقبلية حتى بلغ الحال بنا إلى «تسييس السياسة»... لا حول ولا قوة إلا بالله!
خفايا عام 2011 بعد أحداث 2010 بحاجة إلى مستشارين من طراز آخر... مستشارين عقلاء حكماء يستطيعون أن يمنحوا أصحاب القرار الواجب عمله لتصحيح الانتكاسات إن صح التعبير التي مرت بها البلاد كي تأخذ القرارات التصحيحية طريقها السليم... حتى الطعام أفسدوه والبصل رفعوا سعره بعد الطماطم وصار الوضع أشبه بساحة سياسية يمارسها من لا يفهم أبجديات السياسة ويكفي «تسييس للسياسة» تلك العبارة التي أفقدت العاقل صوابه!
هم يريدون أن يمارسوا حقهم ونحن نريد أن نعيش في بيت يضم أطفالاً يشاهدون أخباراً عن مراكز صحية على مستوى عال من المهنية، ومدارس يتعلم فيها الطفل ويجد فيها نظاما تربويا ولا دروس خصوصية، ومذكرات نجاح ومواقع إلكترونية تربط أولياء الأمور مع الإدارة المدرسية، وشوارع بلا زحمة، ومعاملات تنجز في يوم من خلال حكومة إلكترونية، و... طعاماً صحياً ونظاماً إدارياً يحاسب فيه المفسدون، واقتصاداً بهيكلة جديدة تواكب التطور!
هم يريدون أن يتركونا نحلم ونبحث عن علم يفيد العباد والبلاد ونجد من يحصل على شهادة «أي كلام» يتبوأ مناصب قيادية... ويتم التجديد لهم لمرات عدة وإن خرجوا عينوا في مراكز قيادية «شدعوة ما فيه هالبلد إلا هالولد»!
هم يريدوننا ألا نحلم بالديموقراطية السليمة والحرية المسؤولة... يريدوننا أن نستقبل عام 2011 بحال مشابهة للأعوام السابقة، ولكن لأننا مؤمنين بالله عز شأنه الذي ذكر في محكم تنزيله «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، نكتب ما أعاننا الله عليه لأن الفرج من الله قريب والبقاء للأصلح و«ما خاب من استشار الصالح من عقلائنا وحكمائنا»... والله المستعان!


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com