الكويت تضم أصنافاً شتى من البشر، ولكن لو ركزنا على الكويتيين وحدهم لوجدنا فيهم السني والشيعي، والحضري والبدوي، والإسلامي والليبرالي، والمسلم والمسيحي، والمحافظ والمتحرر، بل انني أعلم أن هناك من بني جلدتنا من الملحدين ممن لا يؤمن بدين، وفي تلك الإثنيات أطياف متعددة من اليمين واليسار، ومن المتشددين والمتسامحين، ولكنهم رغم ذلك التنوع يؤمنون بحقيقتين، وأتحدى أيا كان أن يثبت لي كذب ما أزعم.
الحقيقة الأولى: أن الموت حق على كل البشر.
الحقيقة الثانية: أن الحكم في هذه الأرض الطيبة المباركة، التي انتشر خيرها حتى طبّق الآفاق لآل الصباح الكرام منذ مئات السنين.
الحقيقة الثانية بدت جلية وواضحة إبان كل أزمات الكويت في الماضي البعيد والقريب، وفي كل تلك الأحداث تظهر بيعة الكويتيين لأسرة الحكم كصفعة لأعداء الكويت والطامعين فيها، وما حدث قبل عشرين عاما خير شاهد على ذلك.
ولذا فإنني أستغرب طرح مسألة الولاء لأسرة الحكم في خضم السجال والصراع السياسي! فتلك مسألة تشربناها منذ نعومة أظفارنا، ولا نرضى بهم بديلا مهما «ادلهمت» الأمور، وإنه من خلط الأوراق في هذه الفترة الحساسة من تاريخ الكويت أن نزج بمثل تلك القضية المتفق عليها والمحسوم أمرها لدى الجميع في سجالنا السياسي، الذي نختلف فيه ونتفق إلى أبعد مدى.
نتفق مع الحكومة ونختلف، نرضى منها ونرفض، وهذا من حقنا كشعب جُبِل على الديموقراطية، وعاش في أكناف دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فنحن من خلال ممثلينا في مجلس الأمة نستخدم أقصى أدوات الرقابة إلى أبعد مدى، ولكن لا يعني هذا عدم الولاء لأسرة الحكم، ومن يروِّج لهذا الحديث إما أنه جاهل بأبجديات الدستور، وإما أنه يضمر الشر لأهل الكويت، وأتمنى أن يكون من الصنف الأول.
إن ما حصل في الأربعاء الأسود من أحداث مأسوية، حيث انتهكت فيها حرمات البيوت، وأهينت فيها الكرامة الإنسانية، وضرب فيها نواب الأمة، وسحل فيها الدكتور عبيد الوسمي بشكل وحشي لا يمت لأبجديات احترام الإنسان، وكسرت فيها رقبة الصحافي محمد سندان المطيري، واستعملت فيها الهراوات بشتى أنواعها ضد شعب أعزل، لا يمكن أن يُصنَّف من الأخطاء التي يمكن السكوت عنها، بل هو خطأ تاريخي لحكومات الكويت قاطبة.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com
الحقيقة الأولى: أن الموت حق على كل البشر.
الحقيقة الثانية: أن الحكم في هذه الأرض الطيبة المباركة، التي انتشر خيرها حتى طبّق الآفاق لآل الصباح الكرام منذ مئات السنين.
الحقيقة الثانية بدت جلية وواضحة إبان كل أزمات الكويت في الماضي البعيد والقريب، وفي كل تلك الأحداث تظهر بيعة الكويتيين لأسرة الحكم كصفعة لأعداء الكويت والطامعين فيها، وما حدث قبل عشرين عاما خير شاهد على ذلك.
ولذا فإنني أستغرب طرح مسألة الولاء لأسرة الحكم في خضم السجال والصراع السياسي! فتلك مسألة تشربناها منذ نعومة أظفارنا، ولا نرضى بهم بديلا مهما «ادلهمت» الأمور، وإنه من خلط الأوراق في هذه الفترة الحساسة من تاريخ الكويت أن نزج بمثل تلك القضية المتفق عليها والمحسوم أمرها لدى الجميع في سجالنا السياسي، الذي نختلف فيه ونتفق إلى أبعد مدى.
نتفق مع الحكومة ونختلف، نرضى منها ونرفض، وهذا من حقنا كشعب جُبِل على الديموقراطية، وعاش في أكناف دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فنحن من خلال ممثلينا في مجلس الأمة نستخدم أقصى أدوات الرقابة إلى أبعد مدى، ولكن لا يعني هذا عدم الولاء لأسرة الحكم، ومن يروِّج لهذا الحديث إما أنه جاهل بأبجديات الدستور، وإما أنه يضمر الشر لأهل الكويت، وأتمنى أن يكون من الصنف الأول.
إن ما حصل في الأربعاء الأسود من أحداث مأسوية، حيث انتهكت فيها حرمات البيوت، وأهينت فيها الكرامة الإنسانية، وضرب فيها نواب الأمة، وسحل فيها الدكتور عبيد الوسمي بشكل وحشي لا يمت لأبجديات احترام الإنسان، وكسرت فيها رقبة الصحافي محمد سندان المطيري، واستعملت فيها الهراوات بشتى أنواعها ضد شعب أعزل، لا يمكن أن يُصنَّف من الأخطاء التي يمكن السكوت عنها، بل هو خطأ تاريخي لحكومات الكويت قاطبة.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com