صدقت يا رسول الله عندما قلت، وقولك الحق «تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض»، وتعس كل من يريد استعباد الآخرين بالدينار والدرهم والمناصب وعضويات مجالس الإدارات واللجان وفرق العمل، تعس كل من يريد أن يحول مجتمعنا إلى مجاميع من القطيع، تسمع وتطيع.
لهؤلاء وأشكالهم أقول: سحقاً لما ترمون إليه من أهداف، ولن تبلغوها بإذن الله، فهنا آلاف الأحرار، الذين لن يرضوا أن يكونوا من أتباعكم، آلاف ولدوا أحراراً، ومن الصعب استنشاق الفساد على من وُلِد حراً، ولن تستطيع يا هذا تركيعهم، فهم يقولون ويكتبون ما تمليه عليهم ضمائرهم، ومهما امتلكت من المال والنفوذ فلن تستطيع تجييرهم لصالح أجندتك الخفية.
افهم ما أقول لك، وأصخني سمعك جيداً، الناس ليسوا سواسية، فمنهم من يفضل الفقر أوالسجن أو الموت على أن يعيش ذليلاً، ألم تسمع بقصص الأبطال، الذين ركلوا الدنيا بأرجلهم، وداسوا على كل من حاول إذلالهم، اقرأ كتب التاريخ، ولا تغرنك دنياك وما أنت فيه من سلطان وسطوة وحظوة، فلقد سطّر التاريخ وقفات الأشراف، وعزة أنفسهم، ودفاعهم عن المبادئ، وسطّر أفعال المستبدين في سود صحائفه، فهنيئا لك.
نعم... ستجد من يطبل لك، ومن يرقص على إيقاعهم ودندنتهم، ومن يتقافز كالبهلوان أمامك في كل وقت، علّك تبتسم في وجهه، وتصفق له ولو مرة واحدة، وترمي له بكيس من النقود، خذ هذا يا هذا، أو توقع له شيكا، أو تعطيه قسيمة أو مزرعة أو قطعة أرض سكنية، نعم ستجد أمثال هؤلاء وهم كثر، وستضع أصابعك في أذنيك كي لا تسمع صوت المخلصين من حولك، ممن يحذرونك من مغبة تلكم السلوكيات الاستبدادية، التي لا تصنع رجالا يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل وعند الأزمات.
ولله در العبقري ناصر الفراعنة عندما قال:
آفةُ المرءِ اثنتانْ... إِلْفْ كـاسْ وحبْ كيس
والنفـوس إليـا بغيـتْ تعرفهـا إرمَ الفلوس
ينكشـف زيف الشعارات لا حمْيَ الوطيس
ترجع الأذناب أذنابْ وتبقى الروس روس
صدق لا قال العربْ ما يحوص إلا الخسيس
ولا يوطّي الروس شـيٍّ مثل ضعف النفوس
***
كانت مادة هذا المقال في الأساس عن تسونامي «ويكيليكس»، والذي سأتحدث عنه لاحقاً بإذن الله، ولكنني عندما رأيت الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم خلف القضبان بعد رفع جلسة الاستئناف في قضيته الحالية، غيرت رأيي في مادة المقال، ورغم إيماني بنزاهة قضائنا العادل، والذي جاء فيه حسب نص الدستور في المادة (162) «شرف القضاء، ونزاهة القضاة وعدلهم، أساس الملك وضمان للحقوق والحريات»، وحق الجميع في التقاضي، ولا أستثني أحداً، أصابتني رعشة وحارت في عينيَّ دمعة، فأمسكتها حياء، رعشة ودمعة لم يكن منبعها خوف أو شفقة، ولكنه قهر رجل، أبى أن يكون من القطيع، رغم اختلافي معه في بعض ما يكتب.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com
لهؤلاء وأشكالهم أقول: سحقاً لما ترمون إليه من أهداف، ولن تبلغوها بإذن الله، فهنا آلاف الأحرار، الذين لن يرضوا أن يكونوا من أتباعكم، آلاف ولدوا أحراراً، ومن الصعب استنشاق الفساد على من وُلِد حراً، ولن تستطيع يا هذا تركيعهم، فهم يقولون ويكتبون ما تمليه عليهم ضمائرهم، ومهما امتلكت من المال والنفوذ فلن تستطيع تجييرهم لصالح أجندتك الخفية.
افهم ما أقول لك، وأصخني سمعك جيداً، الناس ليسوا سواسية، فمنهم من يفضل الفقر أوالسجن أو الموت على أن يعيش ذليلاً، ألم تسمع بقصص الأبطال، الذين ركلوا الدنيا بأرجلهم، وداسوا على كل من حاول إذلالهم، اقرأ كتب التاريخ، ولا تغرنك دنياك وما أنت فيه من سلطان وسطوة وحظوة، فلقد سطّر التاريخ وقفات الأشراف، وعزة أنفسهم، ودفاعهم عن المبادئ، وسطّر أفعال المستبدين في سود صحائفه، فهنيئا لك.
نعم... ستجد من يطبل لك، ومن يرقص على إيقاعهم ودندنتهم، ومن يتقافز كالبهلوان أمامك في كل وقت، علّك تبتسم في وجهه، وتصفق له ولو مرة واحدة، وترمي له بكيس من النقود، خذ هذا يا هذا، أو توقع له شيكا، أو تعطيه قسيمة أو مزرعة أو قطعة أرض سكنية، نعم ستجد أمثال هؤلاء وهم كثر، وستضع أصابعك في أذنيك كي لا تسمع صوت المخلصين من حولك، ممن يحذرونك من مغبة تلكم السلوكيات الاستبدادية، التي لا تصنع رجالا يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل وعند الأزمات.
ولله در العبقري ناصر الفراعنة عندما قال:
آفةُ المرءِ اثنتانْ... إِلْفْ كـاسْ وحبْ كيس
والنفـوس إليـا بغيـتْ تعرفهـا إرمَ الفلوس
ينكشـف زيف الشعارات لا حمْيَ الوطيس
ترجع الأذناب أذنابْ وتبقى الروس روس
صدق لا قال العربْ ما يحوص إلا الخسيس
ولا يوطّي الروس شـيٍّ مثل ضعف النفوس
***
كانت مادة هذا المقال في الأساس عن تسونامي «ويكيليكس»، والذي سأتحدث عنه لاحقاً بإذن الله، ولكنني عندما رأيت الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم خلف القضبان بعد رفع جلسة الاستئناف في قضيته الحالية، غيرت رأيي في مادة المقال، ورغم إيماني بنزاهة قضائنا العادل، والذي جاء فيه حسب نص الدستور في المادة (162) «شرف القضاء، ونزاهة القضاة وعدلهم، أساس الملك وضمان للحقوق والحريات»، وحق الجميع في التقاضي، ولا أستثني أحداً، أصابتني رعشة وحارت في عينيَّ دمعة، فأمسكتها حياء، رعشة ودمعة لم يكن منبعها خوف أو شفقة، ولكنه قهر رجل، أبى أن يكون من القطيع، رغم اختلافي معه في بعض ما يكتب.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com