الخرطوم - ا ف ب -دعي نحو خمسة ملايين سوداني جنوبي لتسجيل اسمائهم اعتبارا من امس، على لوائح الناخبين للمشاركة في الاستفتاء التاريخي حول تقرير مصير الجنوب الذي سيجرى في يناير المقبل.
ودعا الزعيم الجنوبي سلفا كير، مواطنيه الى التسجل بكثافة، وتوجه بنفسه الى مركز في عاصمة الجنوب جوبا، حيث قام بتسجيل اسمه على لوائح الناخبين. وصرح بان «الاستفتاء لا يحصل الا مرة واحدة. يجب ان يخرج السكان بكثافة والا سيعني ذلك ان الناس حاربوا وقتلوا من دون اي سبب».
وستبقى هذه المراكز مفتوحة حتى الاول من ديسمبر لهذا الاقتراع الذي سيجرى في التاسع من يناير، ويفترض ان يختار الناخبون فيه بين البقاء مع الشمال او الانفصال عنه.
وبدت الاجواء احتفالية نسبيا في جوبا، حيث تجوب الشوارع سيارات مزودة بمكبرات للصوت تدعو الناخبين الى تسجيل انفسهم بكثافة على اللوائح وسط اناشيد حماسية، تقول «نتوجه الى ارض الميعاد».
وينتظر الجنوبيون بفارغ الصبر الاستفتاء، الذي يثير شعورا بالمرارة لدى الشماليين الذين يخشون تقسيم بلدهم.
ويحق للجنوبيين المقيمين في شمال السودان والذين يراوح عددهم بين 500 الف ومليوني نسمة، المشاركة في الاستفتاء.
في سياق متصل، اعلن الاتحاد الافريقي امس، ان شمال السودان وجنوبه سيتقاسمان «حدودا مفتوحة» سيتم رسمها بعد الاستفتاء على مصير الجنوب، ايا تكن نتيجة التصويت، من اجل اتاحة انتقال السلع والاشخاص.
واعلنت لجنة الاتحاد الافريقي حول السودان التي يقودها رئيس جنوب افريقيا تابو مبيكي، التوصل الى اتفاق اطاري بين حزب المؤتمر الوطني والمتمردين السابقين في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» حول سلسلة من الملفات الخلافية من اجل تأمين عملية انتقالية سلمية بعد الاستفتاء.
وينص هذا الاتفاق الاطاري على التزام الجانبين على ان ترسم «فورا» الحدود البرية المتنازع عليها والتي تمتد على طول 2100 كيلومتر بين المنطقتين.
واكد الاتحاد في بيان ان «الجانبين تعهدا الابقاء على حدود مفتوحة ستسمح باقامة اقتصاد من دون عقبات ونشاطات اجتماعية وتبادل فعلي»، موضحا انها «امور اساسية للرخاء الاقتصادي والانسجام بين الشمال والجنوب».
وتابع النص انه في حال انفصال جنوب السودان، ستقوم سلطات الخرطوم في الشمال وسلطات جوبا عاصمة الجنوب «بمواصلة التعاون وتبادل المعلومات» الاستراتيجية. واضاف انه اذا اصبح الجنوب مستقلا، يمكن للجنوبيين الذين يقيمون في الشمال والشماليين في الجنوب البقاء في اماكن اقامتهم.
وكان مبيكي الذي اجرى محادثات الاحد في الخرطوم، مع نائبي الرئيس السوداني علي عثمان طه وكير، صرح بان الخلاف حول منطقة ابيي المتنازع عليها سيعهد به الى مؤسسة الرئاسة.
وستجتمع هذه المؤسسة التي تضم طه وكير وعمر البشير، فور عودة الرئيس السوداني من السعودية حيث يؤدي مناسك الحج.
من ناحية ثانية، حذر قائد القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في السودان ابراهيم غمبري، اول من امس، من ان التوتر الاخير عند الحدود بين الشمال والجنوب قد يمتد الى دارفور، كما ان المعارك في دارفور قد تنتقل الى جنوب السودان.
ووقعت مواجهات بين القوات الجنوبية والجيش السوداني خلال الاسابيع الاخيرة في مناطق متنازع عليها عند الحدود بين الشمال والجنوب. وعززت حركة العدل والمساواة، وهي الاكثر تسليحا في اقليم دارفور، مواقعها في جنوب دارفور المحاذي لجنوب السودان، حيث دارت معارك ضارية مع الجيش السوداني.
وقد تنتقل المعارك بين «العدل والمساواة» والجيش السوداني في الجزء الجنوبي من دارفور الى الجنوب، اذا طارد الجيش مثلا الحركة في الجنوب، كما قد يحصل ذلك في حال حصل توتر بين الشمال والجنوب عند الحدود، حيث ان الجنوبيين قد يدعمون الحركة في وجه جيش الشمال.