| نواف السعد |
/>«خلطة فوزية»... من الافلام التي تتكلم عن الوضع في العشوائيات، وان كان مثل هذا الموضوع كثيرا ماتطرقت له السينما المصرية ولكن ما يميز هذا العمل هو ان فيه من الأمور ما يختلف كثيرا عن الأعمال السابقة، من الكلام عن حياة العشوائيات في مصر وان كان مضمون الفيلم ليس بجديد، ولكن ان ترى مثل الفنانة الجميلة الهام شاهين بمثل هذا العمل فاعتقد انه سيكون فيه مفارقة كبيرة جدا .
/>فيلم «خلطة فوزية»... يتكلم عن خمس زيجات لفوزية في ظروف غريبة، فيها المضحك وفيها المحزن، ولكن فوزية لا تجد فيها ابدا الرجل الذي تبحث عنه، او الرجل الذي تتمناه كأي امرأة في نظر فوزية، ومع هذا... تتزوج منهم وتنجب من كل واحد منهم الا الخامس فقط لا تنجب منه، ولفوزية خلطات كثيرة في الأكل والحب، فهي في هذا الفيلم تتكلم عن خلطاتها من الأزواج، وايضا خلطاتها من الأكل الجميل، الذي يجعل ازواجها الخمسة يجلسون على السفرة.
/>ومع ان لفوزية خلطة جميلة في الأكل، ولكن تفشل خلطتها في اختيار ازواجها، ولهذا تحب الاطفائي الصعيدي، كما تحب ابن البلد من القاهرة ومرة تحب ابو عضلات، والآخر يكون من الناعمين، ولكن لعل في خلطتها الأخرى وهو من تتزوجه يكون اصغر منها سنا، ولعل الخلطة يكون لها نجاح وان كانت ليست مئة في المئة، ولهذا تحاول صديقتها- التي تحسدها- ان تسأل سؤالا: «لماذا هي الأزواج عليها بالكوم وهي اصغر منها واحلى منها، ولا تجد الزوج»، ولهذا تطلب منها ان تقاسمها في زوجها، وهنا نراها ترفض لأنها تريد ان تحافظ على خلطتها، والتي ان كانت لم تنجح كثيرا ولكن هي افضل من غيرها.
/>ولابد للحياة في العشوائيات من احزان اما من الحكومة، او من الناس الذين لا ينظرون الى الآخرين يقودون سياراتهم بسرعة تؤدي احيانا إلى فقد فلذات الاكباد، وفي العشوائيات هناك حمامات عمومية... تتمنى فوزية أن يكون عندها واحد يخصها وحدها، ايضا ان تستمتع مع نفسها وتزين نفسها اكثر، وايضا تستعمل خلطاتها التي تسعد الزوج، ولكن هذا الحلم لا يستطيع ازواجها تحقيقه، ثم يموت ابنها الكبير، الذي تعبت من اجله حتى اتت له بكرسي متحرك، ولكن مثلما يحدث في العشوائيات من انتشار المخدرات والخمور، يدخل ولدها في حالة من السكر، تجعله يحس انه يطير ولكنه في الأصل يطير الى حتفه ومن ثم تدهسه سيارة مسرعة، وتهرب وهنا تخسر هذه الأم ولدها، الذي تعبت عليه وتحزن عليه، ومع حزنها الذي لم يحس به احد من ازواجها، تعطي الكرسي المتحرك الى انسان اخر بحاجة له، وهنا تظهر طيبة اهل البلد، وكل هذا وغيره الكثير، ولكن في النهاية لم تكن مثل ما اعتقدنا ان يكون من الانتصار على الظلم، ولكن صار الانتصار ان تحقق لها الحلم، وهو ان يكون لها حمام لوحدها، وهذا الحمام لم يأت الا بعد الزوج الأخير وبمساعدة ازواجها السابقين.
/>وفي النهاية... اعتقد الفيلم يقدم لنا فلسفة قليلا ما نراها في كثير من مثل هذه افلام، وهي الحلم الصغير جدا لهؤلاء، وليس بيتا او قصرا، ولكن ان تكون لها كرسي متحرك لابنها وان يكون لها حمام لوحدها في بيتها، وفي النهاية هذه هي السعادة الحقيقة التي كانت فوزية تريد ان تقولها لنا، وهي القناعة... إنها خلطة فوزية في هذا الفيلم، من خلال الصبر على الحياة ومرها ومحاولة التعرف على كيفية إسعاد النفس، ولو كنت في ضنك من العيش، وهذا ما حاولت ان تخلطه فوزية في حياتها.
/>