شيء محزن حقاً أن تتراجع الكويت إلى المركز السابع والأربعين عالمياً في سرعة معدل التنمية البشرية لعام 2010، بعد أن كانت في المركز الحادي والثلاثين العام الماضي، وذلك حسبما وصلني من خدمة «الراي» الإخبارية.
هذا التراجع يأتي أثناء التسويق لخطة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد منذ عام تقريباً، تلك الخطة التي تسعى لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري في المنطقة، وأي تنمية ننشد ونحن تراجعنا في التنمية البشرية، التي تعتبر ركيزة أي تنمية مستدامة، فالبشر هم أساس المجتمعات والدول، ومن دون الاستثمار في تنمية قدراتهم وتمكينهم ضمن إطار متكامل، تغدو الجهود ضائعة، لا فائدة منها.
إن المتأمل للتنمية البشرية خلال ذلك العام الماضي الذي شهد التراجع المخزي في سرعة معدل التنمية البشرية، يلاحظ أن حكومتنا الرشيدة والشعب انشغل كل من موقعه في عملية صراع من أجل البقاء، فحكومتنا الرشيدة وبدلاً من امتلاكها عنصر المبادرة والتخطيط والفعل المسبق، نجدها تبني قراراتها على ردة الفعل، وتكتفي بذلك وتتفاخر به، وتؤجل البت في المواضيع التي تستحق أن ينظر إليها بعين الاهتمام والرعاية.
والشعب ممثلاً بأفراده وممثليه في مجلس الأمة انشغل كل منهم في يومياته ومصالحه، فذلك يريد منصباً، وآخر يريد بعثة أو إجازة دراسية، وثالث يسعى جاهداً للحصول على علاج لأحد أقاربه على نفقة الدولة، فتشابكت المصالح بين هذا وذاك، واستثمر ذلك التشابك أناس همهم الأول والأخير الوصول للسلطة، فبدلاً من أن يوجهوا طاقاتهم إلى التنمية البشرية، وجدناهم يستثمرون كل إمكاناتهم في هدم الروح الوطنية، وزرع اليأس في النفوس الحية، وغرس أسافين الطائفية والفئوية والقبلية، مستغلين بخبث تلك الإثنيات التي توجد في كل المجتمعات في العالم، من أجل إلهائه وشغله عن القيمة الحقيقية للمواطنة والعطاء.
أكتب هذا المقال والألم يعتصر قلبي على وطن أخشى أن يضيعه أبناؤه، رغم أنه يمتلك كل مقومات النجاح، فشباب الكويت مميزون على أكثر من مستوى، وهم (الذخر) الحقيقي لها إن جارت الأيام، فلا تشغلوه في القيل والقال، وذل المسألة والسؤال، ووجهوا طاقاته ليكون عنصراً فاعلاً ضمن خطة واضحة المعالم، لا خطة الرجل السوبرمان، فهي نظرية فاشلة في القيادة عفى عليها الزمن، وأصبحت جزءا من المواد العلمية التي تدرس في كليات الإدارة عن التسلسل التاريخي لتطور نظريات القيادة.
***
رغم التراجع في سرعة معدل التنمية البشرية، فإني أقدم بوكيه ورد وإكليل غار لوكيل وزارة الأوقاف الدكتور عادل الفلاح على جهوده الكبيرة والمتواصلة والمخلصة في نشر ثقافة الوسطية والتسامح، والتي كللت بحصوله على (وسام الصداقة الروسي) وبذلك يكون أول عربي وأول مسلم يحصل على هذا الوسام الرفيع المستوى، والذي يعتبر شرفا لكل الكويتيين، ويحق لنا أن نفخر بتلك النماذج الوطنية التي تزخر بها الكويت.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com
هذا التراجع يأتي أثناء التسويق لخطة التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد منذ عام تقريباً، تلك الخطة التي تسعى لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري في المنطقة، وأي تنمية ننشد ونحن تراجعنا في التنمية البشرية، التي تعتبر ركيزة أي تنمية مستدامة، فالبشر هم أساس المجتمعات والدول، ومن دون الاستثمار في تنمية قدراتهم وتمكينهم ضمن إطار متكامل، تغدو الجهود ضائعة، لا فائدة منها.
إن المتأمل للتنمية البشرية خلال ذلك العام الماضي الذي شهد التراجع المخزي في سرعة معدل التنمية البشرية، يلاحظ أن حكومتنا الرشيدة والشعب انشغل كل من موقعه في عملية صراع من أجل البقاء، فحكومتنا الرشيدة وبدلاً من امتلاكها عنصر المبادرة والتخطيط والفعل المسبق، نجدها تبني قراراتها على ردة الفعل، وتكتفي بذلك وتتفاخر به، وتؤجل البت في المواضيع التي تستحق أن ينظر إليها بعين الاهتمام والرعاية.
والشعب ممثلاً بأفراده وممثليه في مجلس الأمة انشغل كل منهم في يومياته ومصالحه، فذلك يريد منصباً، وآخر يريد بعثة أو إجازة دراسية، وثالث يسعى جاهداً للحصول على علاج لأحد أقاربه على نفقة الدولة، فتشابكت المصالح بين هذا وذاك، واستثمر ذلك التشابك أناس همهم الأول والأخير الوصول للسلطة، فبدلاً من أن يوجهوا طاقاتهم إلى التنمية البشرية، وجدناهم يستثمرون كل إمكاناتهم في هدم الروح الوطنية، وزرع اليأس في النفوس الحية، وغرس أسافين الطائفية والفئوية والقبلية، مستغلين بخبث تلك الإثنيات التي توجد في كل المجتمعات في العالم، من أجل إلهائه وشغله عن القيمة الحقيقية للمواطنة والعطاء.
أكتب هذا المقال والألم يعتصر قلبي على وطن أخشى أن يضيعه أبناؤه، رغم أنه يمتلك كل مقومات النجاح، فشباب الكويت مميزون على أكثر من مستوى، وهم (الذخر) الحقيقي لها إن جارت الأيام، فلا تشغلوه في القيل والقال، وذل المسألة والسؤال، ووجهوا طاقاته ليكون عنصراً فاعلاً ضمن خطة واضحة المعالم، لا خطة الرجل السوبرمان، فهي نظرية فاشلة في القيادة عفى عليها الزمن، وأصبحت جزءا من المواد العلمية التي تدرس في كليات الإدارة عن التسلسل التاريخي لتطور نظريات القيادة.
***
رغم التراجع في سرعة معدل التنمية البشرية، فإني أقدم بوكيه ورد وإكليل غار لوكيل وزارة الأوقاف الدكتور عادل الفلاح على جهوده الكبيرة والمتواصلة والمخلصة في نشر ثقافة الوسطية والتسامح، والتي كللت بحصوله على (وسام الصداقة الروسي) وبذلك يكون أول عربي وأول مسلم يحصل على هذا الوسام الرفيع المستوى، والذي يعتبر شرفا لكل الكويتيين، ويحق لنا أن نفخر بتلك النماذج الوطنية التي تزخر بها الكويت.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
alsuraikh@yahoo.com