الأستاذ الكريم مشعل الزعبي قام اخيراً بمجهود جبار جمع من خلاله كتاباً رائقاً تحدث فيه عن المرح في حياة المشايخ الأجلاء والأئمة الأعلام ابن باز وابن عثيمين والألباني، وقد قرأت الكتاب فوجدته سهل العبارة مترابط الأفكار، جمع بين طياته جميل الطرائف وباسم المواقف للعلماء الأجلاء، وأحسن الأستاذ القدير مشعل حينما عنون الكتاب بــ «ابتسامات المشايخ».
فحياتنا اليوم في حاجة لهذه السماحة وهذه الابتسامة حتى يعلم شباب اليوم أن علماء الأمة إنما يتمازحون ويضحكون ولا يقولون إلا ما هو حق، وأنهم يتبسطون في الحديث مع الخاصة والعامة، فليس للعلماء قول مخصوص في الابتسامة أو تكلف ممجوج في المزاح بل حياتهم ملؤها البساطة وبذل الخير والتواضع وحب الناس.
وقد اجتهد الأستاذ القدير الشاعر مشعل الزعبي بجمع العديد من مواقف العلماء والتي أدخل من خلالها السرور على قلوب القراء، وفي أثناء تصفحي لذلك الكتاب وجدت قصة مؤثرة للشيخ الجليل عبدالعزيز بن باز رحمة الله تعالى عليه وتدل هذه القصة أو الحادثة على عظم صبر الشيخ، وأن الرفعة لا تكون إلا بالعلم النافع والصبر الجميل والجلد، فلقد فقد الشيخ بصره وهو شاب ولكن نور البصيرة أشرق في حياته وحياة الأمة، فتقدم مكفوف البصر على جموع المبصرين، وعلم الدنيا بأجمعها دروساً في القرآن وتفسيره والحديث وعلومه والفقه وأصوله، وصحح العقائد ولم يجامل أحداً على حساب الثوابت الشرعية حتى فاق أقرانه وساد دنيانا فكان مجدد الأمة الذي أحبه القاصي والداني.
وهذه القصة يرويها الشيخ بن باز رحمه الله في أحد مجالسه حيث يقول الشيخ: لما فقدت بصري سمعت خالتي تقول لأمي وقد ظنتني نائماً: مسكين عبدالعزيز كيف سيحصل على عمل يعيش منه وقد فقد بصره.
الشيخ ابن باز آية من آيات الله تعالى فقد ساد الدنيا بلا بصر، سادها بالعلم والعمل وتطبيق كل ما أمر به الباري دون تردد أو وجل أو ملل، لذلك علينا جميعاً أن نستفيد من سير العظماء وأن نضيء الشموع في حياتنا بدلا من لعن الظلام، وعلينا أن نتفوق على المصاعب والمعوقات التي تعترض طريق نجاحنا كما فعل ذلك الشيخ الضرير، وعلينا أن نستقبل الأقدار بالصبر وأن نستقبل الدنيا بالبشر، وأن نغلب الجوانب المضيئة نركز عليها حتى تستمر دورة الحياة ولا تحطمنا التوافه والمكدرات، وكم نحن في حاجة إلى البسمة في حياتنا ولا أفضل ولا أرقى من ابتسامات المشايخ والعلماء والسير في فلك أتباع الأنبياء والمرسلين.
فشكرا يا أستاذ مشعل على هذا السفر الجميل من أسفار مكاتبنا ومؤلفاتنا ذات الحس الإسلامي الراقي، وإلى مزيد من العطاء أيها النبيل الراقي.
فهيد الهيلم
alhailam@hotmail.com
فحياتنا اليوم في حاجة لهذه السماحة وهذه الابتسامة حتى يعلم شباب اليوم أن علماء الأمة إنما يتمازحون ويضحكون ولا يقولون إلا ما هو حق، وأنهم يتبسطون في الحديث مع الخاصة والعامة، فليس للعلماء قول مخصوص في الابتسامة أو تكلف ممجوج في المزاح بل حياتهم ملؤها البساطة وبذل الخير والتواضع وحب الناس.
وقد اجتهد الأستاذ القدير الشاعر مشعل الزعبي بجمع العديد من مواقف العلماء والتي أدخل من خلالها السرور على قلوب القراء، وفي أثناء تصفحي لذلك الكتاب وجدت قصة مؤثرة للشيخ الجليل عبدالعزيز بن باز رحمة الله تعالى عليه وتدل هذه القصة أو الحادثة على عظم صبر الشيخ، وأن الرفعة لا تكون إلا بالعلم النافع والصبر الجميل والجلد، فلقد فقد الشيخ بصره وهو شاب ولكن نور البصيرة أشرق في حياته وحياة الأمة، فتقدم مكفوف البصر على جموع المبصرين، وعلم الدنيا بأجمعها دروساً في القرآن وتفسيره والحديث وعلومه والفقه وأصوله، وصحح العقائد ولم يجامل أحداً على حساب الثوابت الشرعية حتى فاق أقرانه وساد دنيانا فكان مجدد الأمة الذي أحبه القاصي والداني.
وهذه القصة يرويها الشيخ بن باز رحمه الله في أحد مجالسه حيث يقول الشيخ: لما فقدت بصري سمعت خالتي تقول لأمي وقد ظنتني نائماً: مسكين عبدالعزيز كيف سيحصل على عمل يعيش منه وقد فقد بصره.
الشيخ ابن باز آية من آيات الله تعالى فقد ساد الدنيا بلا بصر، سادها بالعلم والعمل وتطبيق كل ما أمر به الباري دون تردد أو وجل أو ملل، لذلك علينا جميعاً أن نستفيد من سير العظماء وأن نضيء الشموع في حياتنا بدلا من لعن الظلام، وعلينا أن نتفوق على المصاعب والمعوقات التي تعترض طريق نجاحنا كما فعل ذلك الشيخ الضرير، وعلينا أن نستقبل الأقدار بالصبر وأن نستقبل الدنيا بالبشر، وأن نغلب الجوانب المضيئة نركز عليها حتى تستمر دورة الحياة ولا تحطمنا التوافه والمكدرات، وكم نحن في حاجة إلى البسمة في حياتنا ولا أفضل ولا أرقى من ابتسامات المشايخ والعلماء والسير في فلك أتباع الأنبياء والمرسلين.
فشكرا يا أستاذ مشعل على هذا السفر الجميل من أسفار مكاتبنا ومؤلفاتنا ذات الحس الإسلامي الراقي، وإلى مزيد من العطاء أيها النبيل الراقي.
فهيد الهيلم
alhailam@hotmail.com