«الحرية» كلمة ينشد حقيقتها كل فرد ويسعى إليها، وجاء الإسلام يضمن الحرية للإنسان، لأن الحرية إحدى مقومات الشخصية، وأساس أي مجتمع إنساني، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار لا يمكن مطلقاً ممارسة الحريات الممارسة الصحيحة بضوابطها وآدابها من دون توفير وتهيئة المناخ المناسب لممارسة الحرية على أصولها التي استقيناها من الدين والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع. ولقد خلق الإنسان حر ومنح حرية الاعتقاد والدين وحرية التعبير عن رأيه وحرية التصرف. وفي ظل الممارسة الصحيحة للحرية بالتأكيد سوف تؤتي ثمارها المرجوة من بعد غرسها في المناخ المناسب لها صحياً وعقلياً. عزيزي القارئ... انك لتعلم أن للحرية ضوابط وآداب، ومن ضوابط هذه الممارسة ألا تتعارض الحريات مع الدين والأخلاق، وقوانين الدولة، وحقوق الآخرين وحرياتهم.
إن مسؤولية توفير المناخ الصحي والعقلي لممارسة الحريات بضوابطها وآدابها مشتركة، وتقع على عاتق الأسرة أولاً، ثم الحكومات والمؤسسات والأفراد ثانياً، ولابد من تهيئة الظروف الملائمة والموائمة لدين وعرف البلد، لضمان سلامة ممارسة الحريات بشكلها الصحيح، والمطلوب قبل فتح أبواب الحريات أمام البشر تهيئة المناخ اللائق لتأدية الحريات، ولابد من التنبيه على كل من يتكلم بما يشاء وفي ما يشاء أن يراعي أحكام الدين والأخلاق والنظام العام والسلامة العامة، وحقوق الآخرين وحرياتهم.
وإن لم نوفر هذا المناخ فسوف تفتح أبواب الفوضى والغوغائية على المجتمع بأكمله، وستعج الساحة بالفوضى الفكرية السوداء، وسوف توسع هوة الخلاف بين أفراد المجتمع الواحد، وستكون الأجواء قابلة لإثارة وإشعال أدنى فتيلة للفتن تحت مبرر الحرية المطلقة والديموقراطية اللا مسؤولة. لذا كان حتما علينا أن نرشد الناس إلى ضوابط الحرية وآداب ممارستها في زمانها ومكانها، دون التعدي والتضييق على الآخرين وإجحاف ومصادرة حقوق الآخرين تحت ذريعة «أنا حر وافعل ما شئت».
إن توفير المناخ الصحي والعقلي من الحمايات والإجراءات التي لابد اتخاذها لتحصين وتطعيم الناس اللقاح الذي يرفع من مناعة الفرد ضد الحرية القمعية وغير المقيدة بالضوابط والآداب، وليس القصد منها التضييق على حريات الناس ولكن المقصد حتى لا تفتح أبواب الحرية على مصراعيها دون التحرز من أضرارها وعواقبها الوخيمة، وحتى يتم أخذ الحيطة والحذر من أعداء الحرية السفهاء الذين يمارسون أفعالهم المشينة باسم الحرية وهم من دمّر مفهوم الحرية وهدم الضوابط والقيود التي لو التزم بها الفرد ولم يتعد حدودها لكانت تربة الحريات خصبة لإجراء الحريات الحكيمة والسديدة.
وإن لم نتجرع جرعات الحرية بمعيار ومكيال مقنن ومنظم سوف تختل موازيين ومعايير ضوابط وآداب الحريات وتقضي على المجتمع بأكمله بتفشي كل أنواع الفساد وبعدها نقول :على المجتمع السلام، وإن جرعة الممارسة إن زادت عما وصف لنا في الوصفة الربانية سوف تعصف بكل من يمارسها من دون ضوابط وقيود وآداب، وتنعكس سلباً على الجماعة قبل الفرد، لذا وجب علينا أن نلقن أنفسنا ونثقف الناس بكيفية إنزال هذه الوصفة على واقعنا وكيفية ممارستها الممارسة الصحيحة الصائبة التي لا تضر الآخرين، ولا تنعكس بالسلب على أفراد المجتمع فيصبح المجتمع مجتمعا ضحلا منحطا لا يحمل أدنى مسؤولية لتصرفاته، ولا يعتريه الاهتمام بحريات الآخرين، ويصبح همه الوحيد خرق الضوابط والآداب، وحتما سوف ينتج عنها التعدي والتجاوز على حريات الآخرين.
فلا نلوم ونؤنب الآخرين على خرقهم للمبادئ والقيم الأخلاقية وتجاوزهم الخطوط الحمراء من مساحة الحريات المسموح لنا بها من دون أن نوفر ونهيئ لهم المناخ السليم الصحي النقي لممارسة حرياتهم واحترام وتبجيل حريات الآخرين.
منى فهد الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
إن مسؤولية توفير المناخ الصحي والعقلي لممارسة الحريات بضوابطها وآدابها مشتركة، وتقع على عاتق الأسرة أولاً، ثم الحكومات والمؤسسات والأفراد ثانياً، ولابد من تهيئة الظروف الملائمة والموائمة لدين وعرف البلد، لضمان سلامة ممارسة الحريات بشكلها الصحيح، والمطلوب قبل فتح أبواب الحريات أمام البشر تهيئة المناخ اللائق لتأدية الحريات، ولابد من التنبيه على كل من يتكلم بما يشاء وفي ما يشاء أن يراعي أحكام الدين والأخلاق والنظام العام والسلامة العامة، وحقوق الآخرين وحرياتهم.
وإن لم نوفر هذا المناخ فسوف تفتح أبواب الفوضى والغوغائية على المجتمع بأكمله، وستعج الساحة بالفوضى الفكرية السوداء، وسوف توسع هوة الخلاف بين أفراد المجتمع الواحد، وستكون الأجواء قابلة لإثارة وإشعال أدنى فتيلة للفتن تحت مبرر الحرية المطلقة والديموقراطية اللا مسؤولة. لذا كان حتما علينا أن نرشد الناس إلى ضوابط الحرية وآداب ممارستها في زمانها ومكانها، دون التعدي والتضييق على الآخرين وإجحاف ومصادرة حقوق الآخرين تحت ذريعة «أنا حر وافعل ما شئت».
إن توفير المناخ الصحي والعقلي من الحمايات والإجراءات التي لابد اتخاذها لتحصين وتطعيم الناس اللقاح الذي يرفع من مناعة الفرد ضد الحرية القمعية وغير المقيدة بالضوابط والآداب، وليس القصد منها التضييق على حريات الناس ولكن المقصد حتى لا تفتح أبواب الحرية على مصراعيها دون التحرز من أضرارها وعواقبها الوخيمة، وحتى يتم أخذ الحيطة والحذر من أعداء الحرية السفهاء الذين يمارسون أفعالهم المشينة باسم الحرية وهم من دمّر مفهوم الحرية وهدم الضوابط والقيود التي لو التزم بها الفرد ولم يتعد حدودها لكانت تربة الحريات خصبة لإجراء الحريات الحكيمة والسديدة.
وإن لم نتجرع جرعات الحرية بمعيار ومكيال مقنن ومنظم سوف تختل موازيين ومعايير ضوابط وآداب الحريات وتقضي على المجتمع بأكمله بتفشي كل أنواع الفساد وبعدها نقول :على المجتمع السلام، وإن جرعة الممارسة إن زادت عما وصف لنا في الوصفة الربانية سوف تعصف بكل من يمارسها من دون ضوابط وقيود وآداب، وتنعكس سلباً على الجماعة قبل الفرد، لذا وجب علينا أن نلقن أنفسنا ونثقف الناس بكيفية إنزال هذه الوصفة على واقعنا وكيفية ممارستها الممارسة الصحيحة الصائبة التي لا تضر الآخرين، ولا تنعكس بالسلب على أفراد المجتمع فيصبح المجتمع مجتمعا ضحلا منحطا لا يحمل أدنى مسؤولية لتصرفاته، ولا يعتريه الاهتمام بحريات الآخرين، ويصبح همه الوحيد خرق الضوابط والآداب، وحتما سوف ينتج عنها التعدي والتجاوز على حريات الآخرين.
فلا نلوم ونؤنب الآخرين على خرقهم للمبادئ والقيم الأخلاقية وتجاوزهم الخطوط الحمراء من مساحة الحريات المسموح لنا بها من دون أن نوفر ونهيئ لهم المناخ السليم الصحي النقي لممارسة حرياتهم واحترام وتبجيل حريات الآخرين.
منى فهد الوهيب
m.alwohaib@gmail.com