يقول الرئيس الليبي «معمر القذافي» في كلمته امام مؤتمر القمة الافريقي العربي بأن الدول العربية ودول الخليج قد بددت 2.5 تريليون دولار (2500 مليار) بسبب استثمارهم لأموالهم في الدول الغربية، ولو انهم استثمروها في افريقيا لكان خيرا لهم، ولنا وقفات مع هذا التصريح:
اولا: ما قاله القذافي صحيح من ناحية ان الاعتقاد بأن الاستثمار في الدول الغربية مضمون وينمي الارباح قد تكشف زيفه، فقد صدر تقريران استراتيجيان اميركيان قبل الانهيار المالي الاخير بثلاثة اشهر يحذران من «صناديق الثروة السيادية» التي يسيطر على اغلبها رأس المال الخليجي الناتج عن النفط على الاقتصاد الاميركي والغربي مستقبلا، التقرير الاول «لريتشارد هاس» مسؤول التخطيط السابق في وزارة الخارجية الاميركية حذر فيه من امكانية تحكم تلك الصناديق واستخدامها كأدوات للضغط السياسي على الولايات المتحدة، التقرير الثاني لدانييل دريزنر تحت عنوان «السيادات قادمة» ركز فيه على ان عصر سيطرة الصناديق السيادية العربية قادم اما هنري كيسنجر فقد كتب بالتعاون مع كبير المستشارين الاقتصاديين السابقين لرونالد ريغان مقالا يدعو فيه الى تطوير (استراتيجية سياسية) لمواجهة صناديق الثروة العربية الناجمة من النفط (والتي تزيد على تريليون دولار) لذا يجب الا نستبعد بأن تلك الازمات المالية مدبرة لسرقة استثماراتنا.
ثانيا: لو افترضنا بأن ما حدث العام 2008 من انهيار اقتصادي عالمي غير مخطط له، وان اميركا واوروبا هما اكبر الخاسرين منه، فلا شك ان السبب المباشر لذلك الانهيار هو سوء الادارة الاقتصادية الاميركية للاقتصاد، وسياسة المقامرة والربا التي هي من صميم النظام الاقتصادي الرأسمالي، ولا يكتفي الغرب بالمغامرة في مدخراتنا الكثيرة عندهم ولكن يتلاعبون بها تارة برفع وخفض قيمة الدولار، وتارة بالتلاعب بسعر الفائدة وتارة بدعم البورصات وهكذا.
ثالثا: لكن لا بد ان نكون واقعيين عندما نتكلم عن الاستثمار في آسيا او افريقيا، فهل هذه الاماكن آمنة ومضمونة؟! وهل لدينا الكوادر الكافية لتشغيل تلك المليارات في استثمار حقيقي في الخارج؟
وانا هنا لا ادعو الى الابقاء على الاستثمار في الدول الغربية ولكني اطالب بتحرك دول الخليج مجتمعة لإيجاد بيئة الاستثمار الملائمة في الدول الاسلامية الآمنة وادارتها الادارة السليمة.
رابعا: اتعجب كيف يحذرنا القذافي من ابتزاز الغرب لثرواتنا بينما يقدم لهم المليارات من الدولارات على طبق من ذهب كما فعل في قضية لوكيربي!


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com