| كتب المحرر الثقافي |
استرجعت ذاكرة الوزير عضو مجلس الأمة السابق راشد عبدالله الفرحان بعض المواقف والأحداث التي مرّ بها خلال مسيرته الثقافية والسياسية، وذلك في محاضرة عنوانها «ذكريات أديب»، أقيمت مساء الأربعاء الماضي في رابطة الأدباء، وأدار المحاضرة الباحث طلال الرميضي.
والفرحان الذي عمل محاميا لمدة ثلاثين عاما ولديه الكثير من المحطات المهمة التي لم يتوقف عندها بل تخطاها إلى محطات أخرى في مجالات التأليف والسياسة والثقافة.
ولقد حيا الفرحان رابطة الأدباء على مواقفها تجاه الثقافة والمجتمع خلال الفترات الماضية، وهذه الفترة، رافضا في سياق حديثه إثارة الفتن في كيان المجتمعات العربية والإسلامية. وأوضح المحاضر أنه من مواليد 1930، ولقد ولد في منطقة «الشرق» وعايش العصر الذي كانت فيه السفن مزدهرة والغوص والبحارة، والفقر والتجارة، وقال: «أقولها بملء فمي وهي شهادة للعصر لم أر في تلك الأيام التي عاصرتها ما ينفر الكويتيين بعضهم من بعض، بل عشنا اخوة، متحابين، وحياتنا الاجتماعية كانت كلها حبا، ولم نر شخصا ينل من رموز الإسلام، مثلما يحدث الآن».
وذكر الفرحان انه نشأ في «الشرق» في سكة الفرج، بالقرب من ماكينة بودي للطحين وهي مكان سوق المناخ الآن، وانها سميت سكة الفرج باسم الشاعر عبدالله الفرج، وان الحب والتعاون كان موجودا في قلوب الجميع، وان دراسته كانت في المدرسة المباركية، ثم انتقل إلى المدرسة القبلية، متحدثا عن التعاون الذي كان يبديه التجار مع المواطنين ومساعدتهم لهم، كما تحدث عن المسرحيات التي كانت تعبر عن حب الوطن وتنبض بالحياة، وتزرع في القلوب النخوة والشجاعة، والعزة والكرامة.
وأوضح ان هناك معلما كان غير متفهم لظروف بعض الطلبة الفقراء، وكان من بينهم مما دعا بعضهم لترك المدرسة، ومن ثم فقد كان من ضمن الذين تركوا المدرسة، كي يعمل في البناء وأصبح استاذا «مقاولاً»، وبعد اصابته بضربة شمس اضطرته الظروف للمكوث في المنزل كي ينهل من الكتب التي في مكتبة أخيه فرحان وانشغل في سماع محطة الـ «بي بي سي» البريطانية، ثم قدم في المعهد الديني، وبالتالي اجتاز المراحل الدراسية على أيدي علماء وشعراء، والتحق بعد ذلك بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر المصرية، ونتيجة لحبه للطب، فقد فكر في الالتحاق بكلية الطب إلا ان إدارة المعارف آنذاك «في الكويت» لم توافق واضطر للتوقف عن تحقيق حلمه، ومن ثم بدأ في التأليف كي يصدر كتبا منها «مختصر تاريخ الكويت»، الذي منع من الدخول إلى الكويت بسبب بعض آرائه، والكتاب الآن أصبح مرجعا للدارسين، وانه رفض العمل في القضاء بعد تخرجه من الشريعة والقانون، وبالتالي عمل في وزارة الخارجية في المحفوظات، ليصبح رئيس قسم الرمز «الشيفرة».
وتحدث الفرحان عن ذكرياته مع مجلس الأمة، منذ تأسيسه، حيث كان عمره 27 عاماً لم يصل للسن القانونية وهي 30 عاماً، وحينما وصل للسن القانونية ترشح هو وجاسم القطامي، بعد تقديم استقالتيهما من وظيفتيهما - حسب ما تقتضي اللوائح - وكُتب لهما النجاح، وبالتالي تحدث الفرحان عن مجلس 67 الذي شهد تزويراً في الانتخابات. وأوضح ان الشيخ يوسف بن عيسى هو من توسط لادخال كتابه «مختصر تاريخ الكويت» إلى الكويت، بعدما اطلع عليه الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - وأجازه. وأكد الفرحان ان الكويت قديما عاشت الديموقراطية الحقيقية، خصوصا في بداية عمل مجلس الأمة ليقول: «لولا مجلس الأمة الأول لما صارت هناك الديموقراطية التي أصبحت الآن... خربوطة».
ثم تحدث المحاضر عن كتبه مثل «النظام الاجتماعي بين الرجل والمرأة»، و«الأديان المعاصرة» الذي ترجم للغات عدة، و«معجم الأماكن الكويتية»، و«تفسير القرآن» في أربعة مجلدات، و«الأحوال والمعاملات المدنية». وقال الفرحان «أنا أول من طالب بحقوق المرأة في أول مجلس الأمة، وأول من قدم اقتراحا بحقوق المرأة السياسية، وانضم معي جاسم القطامي، ولكن التصويت لم يصل إلا إلى 12 عضواً.