حياتنا السياسية متسارعة وأحداثها أكثر من أن تحصى وتعد، فها هنا استنكار، وهناك شجب، وبين الشجب والاستنكار تتعالى أصوات المعارضين والمؤيدين لتزيد من ركام الخطب الرنانة، ومفردات التشاتم وعبارات التخوين بين فئات المجتمع، ولتضفي أيضا لغة سوقية جديدةً تزيد من رداءة الوضع المعاش في هذا البلد الهجين.
وأحسب أن هذه الكوميديا السوداء التي نعيشها اليوم، لا تخلو من تدخل بعض الأطراف الحكومية و التجارية، وبعض من لا يستطيعون العمل إلا في ظل أجواء الفساد والفوضى السياسية.
وفي ضوء كل هذا الزخم السياسي المعاش، وأجواء التراشق النيابي - النيابي، والحكومي ـ النيابي، أصبح الواحد منا يتلمس مواطن الراحة والسعادة التي تبعده قليلاً عن متابعة هذه الأجواء المشحونة، ولقد كتب الله تعالى لي هذه السعادة والراحة حينما حظيت بدعوة كريمة من صديق عزيز هو الأخ الشاعر ذعار متعب الديري، وهو لمن لا يعرفه شاعر شاب قد جمع حسن السبك وجمال التصوير مع رقي الخلق ونبل المواقف، وليس ذلك بمستغرب على من كان ينتمي إلى القامة السامقة والجبل الأشم متعب الديري، رحمة الله تعالى عليه.
وصلت للمكان المقرر في الموعد والتقيت بالشعراء والأدباء من أمثال الشاعر محمد صالح العتيبي، ومطيع الديري، والصديق النبيل محمد جارالله السهلي الذي أثرى المجلس بحديثه ونال إطراء الجميع لوضوح رؤيته وجمال سبكه ولحسه الأدبي في انتقاء العبارات والأفكار، محمد السهلي أديبٌ شاعر أرى في نصوصه إبداعاً يكمن في محاولاته الناجحة لـ «عقلنة» الشعر من خلال مخاطبة الفكر والعقل وصياغة كل ذلك بشعور جميل حافظ فيه على ركائز المحسنات البديعية والجرس الجميل للقوافي والأوزان في القصيدة العمودية، ولا أشك أن شهادتي بالسهلي، والديري، والعتيبي، مجروحة لأنني أحسَبُ عليهم وهم يحسبون عليَّ، ومع ذلك فإن هذا المقال يأتي من باب فرح الصديق بأصدقائه ومباهاة الناس بهم، بل وإعلان التحدي أيضاً مع بقية الزملاء الكتاب فمن كان له صديق شاعر فليبرزه فإني قد أتيتكم مبارزاً ومفاخراً بثلة طيبة من الشعراء الذين أفتخر بهم وأفاخر بصداقتهم.
لقد كانت تلك الدعوة الكريمة نقطة تحول بالنسبة لي فهي أرجعتني لكتب الأدب العربي، وجعلتني أعيش طوال الأسبوع المنصرم (في رحاب الأدب) فقد رافقت وعلى مدى أسبوع المتنبي وأبو فراس، ومررت بعمرو بن كلثوم، وسلمت على حسان بن ثابت، ورأيت شوقي وحافظ إبراهيم يتسامران على ضفاف النيل، وذهبت لبحر جرير وصخور الفرزدق، وعرجت على بشار بن برد والبردوني، وصافحت العشماوي بيميني، وحييت الشابي بكفي، ورأيت فهد العسكر والسقاف على شواطئ الكويت، وغيرهم كثير من الأدباء والشعراء الأحياء منهم وغير الأحياء، وما كان ذلك ليكون، لولا تلك الجلسة العظيمة في (رحاب الأدب) مع الشعراء ذعار الديري، ومحمد جارالله، ومحمد العتيبي... فشكراً لكم يا معاشر الأصدقاء يا من جعلتمونا نبتعد قليلاً عن عالم الساسة المتلون، وعن الأحداث المتسارعة المتصارعة ونركن قليلاً إلى محيط الأدب والأدباء، والشكر الخاص لصاحب الدعوة الشاعر الأديب ذعار الديري. وكما قال جبران خليل جبران «الصداقة الحقيقية هي التي يشترك فيها العقل والقلب والضمير» ولقد كنتم كذلك أيها الأوفياء.
فهيد الهيلم
كاتب كويتي
alhailam@hotmail.com
وأحسب أن هذه الكوميديا السوداء التي نعيشها اليوم، لا تخلو من تدخل بعض الأطراف الحكومية و التجارية، وبعض من لا يستطيعون العمل إلا في ظل أجواء الفساد والفوضى السياسية.
وفي ضوء كل هذا الزخم السياسي المعاش، وأجواء التراشق النيابي - النيابي، والحكومي ـ النيابي، أصبح الواحد منا يتلمس مواطن الراحة والسعادة التي تبعده قليلاً عن متابعة هذه الأجواء المشحونة، ولقد كتب الله تعالى لي هذه السعادة والراحة حينما حظيت بدعوة كريمة من صديق عزيز هو الأخ الشاعر ذعار متعب الديري، وهو لمن لا يعرفه شاعر شاب قد جمع حسن السبك وجمال التصوير مع رقي الخلق ونبل المواقف، وليس ذلك بمستغرب على من كان ينتمي إلى القامة السامقة والجبل الأشم متعب الديري، رحمة الله تعالى عليه.
وصلت للمكان المقرر في الموعد والتقيت بالشعراء والأدباء من أمثال الشاعر محمد صالح العتيبي، ومطيع الديري، والصديق النبيل محمد جارالله السهلي الذي أثرى المجلس بحديثه ونال إطراء الجميع لوضوح رؤيته وجمال سبكه ولحسه الأدبي في انتقاء العبارات والأفكار، محمد السهلي أديبٌ شاعر أرى في نصوصه إبداعاً يكمن في محاولاته الناجحة لـ «عقلنة» الشعر من خلال مخاطبة الفكر والعقل وصياغة كل ذلك بشعور جميل حافظ فيه على ركائز المحسنات البديعية والجرس الجميل للقوافي والأوزان في القصيدة العمودية، ولا أشك أن شهادتي بالسهلي، والديري، والعتيبي، مجروحة لأنني أحسَبُ عليهم وهم يحسبون عليَّ، ومع ذلك فإن هذا المقال يأتي من باب فرح الصديق بأصدقائه ومباهاة الناس بهم، بل وإعلان التحدي أيضاً مع بقية الزملاء الكتاب فمن كان له صديق شاعر فليبرزه فإني قد أتيتكم مبارزاً ومفاخراً بثلة طيبة من الشعراء الذين أفتخر بهم وأفاخر بصداقتهم.
لقد كانت تلك الدعوة الكريمة نقطة تحول بالنسبة لي فهي أرجعتني لكتب الأدب العربي، وجعلتني أعيش طوال الأسبوع المنصرم (في رحاب الأدب) فقد رافقت وعلى مدى أسبوع المتنبي وأبو فراس، ومررت بعمرو بن كلثوم، وسلمت على حسان بن ثابت، ورأيت شوقي وحافظ إبراهيم يتسامران على ضفاف النيل، وذهبت لبحر جرير وصخور الفرزدق، وعرجت على بشار بن برد والبردوني، وصافحت العشماوي بيميني، وحييت الشابي بكفي، ورأيت فهد العسكر والسقاف على شواطئ الكويت، وغيرهم كثير من الأدباء والشعراء الأحياء منهم وغير الأحياء، وما كان ذلك ليكون، لولا تلك الجلسة العظيمة في (رحاب الأدب) مع الشعراء ذعار الديري، ومحمد جارالله، ومحمد العتيبي... فشكراً لكم يا معاشر الأصدقاء يا من جعلتمونا نبتعد قليلاً عن عالم الساسة المتلون، وعن الأحداث المتسارعة المتصارعة ونركن قليلاً إلى محيط الأدب والأدباء، والشكر الخاص لصاحب الدعوة الشاعر الأديب ذعار الديري. وكما قال جبران خليل جبران «الصداقة الحقيقية هي التي يشترك فيها العقل والقلب والضمير» ولقد كنتم كذلك أيها الأوفياء.
فهيد الهيلم
كاتب كويتي
alhailam@hotmail.com