تقول منظمة أوبك - بحسب الخبر الذي نشرته جريدة «الجريدة» قبل يومين - بأن احتياطيات دول من بينها الكويت والإمارات العربية ونيجيريا لم تتغير منذ سنوات، وهو بحسب بعض المراقبين يثير شكوكاً، بينما قالت نشرة «بتروليوم انتيليجنس ويكلي» الرائدة في قطاع النفط بأنها قد اطلعت - في يناير 2006 - على سجلات داخلية كويتية تظهر أن الاحتياطيات النفطية الكويتية الفعلية هي أقل بكثير من التقديرات المعلنة والرسمية والبالغة 99 مليار برميل، وتضيف النشرة بأن الاحتياطيات المؤكدة للكويت تبلغ 24 مليار برميل، وغير المؤكد 24 مليار برميل، بما يعني بأن إنتاج الكويت الحالي من النفط (2.7) مليون برميل يومياً لن يستمر أكثر من 24 عاماً قبل أن ينضب النفط.
ولنفترض بأن النشرة تبالغ في كلامها وأن مخزون النفط الكويتي أكثر بكثير مما ذكرته، فإن السؤال الذي سألته جميع الأجيال الكويتية منذ عام 1945 (بداية تصدير النفط) هو عن البدائل في حال نضوب النفط، ومازلنا بعد 65 عاماً لم نفعل أي شيء ولم نفكر حتى ما هي البدائل الممكنة ناهيك عن الخطوات باتجاه تحقيقها!!
قبل عشرين عاماً زارنا في الكويت أحد العلماء العرب المتخصصين في الهندسة الإلكترونية، وقدم اقتراحاً مكتوباً لمشروع صناعي يريد ترويجه بين المسؤولين الحكوميين ومحاولة تبنيه من أجل النهوض بالصناعة في الكويت، ويتلخص المشروع في إنشاء مصنع للمنتجات الإلكترونية الدقيقة يتم تشغيله بالكامل عن طريق «الروبوتات»، وينتج ملايين المنتجات الإلكترونية المعقدة ويشرف عليه مجموعة من العلماء العرب دون أن يتسبب في التلوث أو تشغيل عمالة أجنبية كبيرة أو رؤوس أموال مبالغ بها، وهذا المشروع يساهم في تطوير العمالة الكويتية وتدريب الشباب الكويتي ويفتح آفاقاً للعلم والتقدم، ومثل هذا المشروع هو ما قامت به جميع الدول الآسيوية التي شقت طريقها إلى أن تحولت إلى نمور آسيوية سبقت الغرب في مجال التصنيع.
هذا مثل من أمثلة كثيرة تدل على أن ايجاد البدائل للنفط لا يحتاج إلى أكثر من قرار سياسي ثم تسليم الأمر للمختصين لادارته، وفي ظل تجاهل تلك التحذيرات المتكررة فأتوقع أن ينطبق علينا كلام الدكتور صالح العجيري من أنه سيلتقي كويتيان على شاطئ البحر بعد نضوب النفط ليتشاورا في طرق توفير المال للناس فيقول أحدهما للآخر: أفضل طريقة هي أن نجفف ماء البحر ونستخرج الملح لنبيعه على جيراننا.
قد يكون هذا الأمر أقرب مما نتصور، ولكن السؤال: ماذا إذا وجدنا جيراننا قد نضب النفط منهم وتحول كل واحد منهم إلى انتاج الملح وبيعه؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
ولنفترض بأن النشرة تبالغ في كلامها وأن مخزون النفط الكويتي أكثر بكثير مما ذكرته، فإن السؤال الذي سألته جميع الأجيال الكويتية منذ عام 1945 (بداية تصدير النفط) هو عن البدائل في حال نضوب النفط، ومازلنا بعد 65 عاماً لم نفعل أي شيء ولم نفكر حتى ما هي البدائل الممكنة ناهيك عن الخطوات باتجاه تحقيقها!!
قبل عشرين عاماً زارنا في الكويت أحد العلماء العرب المتخصصين في الهندسة الإلكترونية، وقدم اقتراحاً مكتوباً لمشروع صناعي يريد ترويجه بين المسؤولين الحكوميين ومحاولة تبنيه من أجل النهوض بالصناعة في الكويت، ويتلخص المشروع في إنشاء مصنع للمنتجات الإلكترونية الدقيقة يتم تشغيله بالكامل عن طريق «الروبوتات»، وينتج ملايين المنتجات الإلكترونية المعقدة ويشرف عليه مجموعة من العلماء العرب دون أن يتسبب في التلوث أو تشغيل عمالة أجنبية كبيرة أو رؤوس أموال مبالغ بها، وهذا المشروع يساهم في تطوير العمالة الكويتية وتدريب الشباب الكويتي ويفتح آفاقاً للعلم والتقدم، ومثل هذا المشروع هو ما قامت به جميع الدول الآسيوية التي شقت طريقها إلى أن تحولت إلى نمور آسيوية سبقت الغرب في مجال التصنيع.
هذا مثل من أمثلة كثيرة تدل على أن ايجاد البدائل للنفط لا يحتاج إلى أكثر من قرار سياسي ثم تسليم الأمر للمختصين لادارته، وفي ظل تجاهل تلك التحذيرات المتكررة فأتوقع أن ينطبق علينا كلام الدكتور صالح العجيري من أنه سيلتقي كويتيان على شاطئ البحر بعد نضوب النفط ليتشاورا في طرق توفير المال للناس فيقول أحدهما للآخر: أفضل طريقة هي أن نجفف ماء البحر ونستخرج الملح لنبيعه على جيراننا.
قد يكون هذا الأمر أقرب مما نتصور، ولكن السؤال: ماذا إذا وجدنا جيراننا قد نضب النفط منهم وتحول كل واحد منهم إلى انتاج الملح وبيعه؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com