كما أن هناك مستوى ذكاء يميز القائد من غير القائد توجد مساحة خاصة في جزئية السلوك غير معروفة الأهداف ولا حتى السبب من وراء ظهورها، لذلك أستغرب أحيانا سذاجة البعض عند مناقشة قضايا ساخنة: فهل بلغ مستوى الغباء القيادي لدى البعض إلى هذا الحد!
مثلث الإقناع الذي رسمه الفيلسوف أرستوا يقول: «إن القائد الفعال هو من يحسن اختيار العبارات المنطقية في الكلام الذي يرسله لمستمعيه، ويحسن معرفة طبيعة ووضع المتلقي لحديثه آخذاً بالاعتبار عوامل معينه كالسن، الجنس، الثقافة، وهو القائد المتسم بالثقة في ما يطرحه وكاسبا لثقة المحيطين به (المستمعين له) وبالتالي تجده مؤثراً في ما يطرح ومحل احترام وثقة».
وعليه، حاولت جاهداً بشكل انعكاسي مراجعة ما يطرحه قياديونا من وزراء ومسؤولين ونواب وناشطين بمختلف الحقول على أركان مثلث الإقناع سالف الذكر، ووجدت مع بالغ الأسف إنهم غير مقنعين وبالتالي فقدوا الأثر الفعال مما أخرج ما في جعبة المتلقين لتصريحاتهم بشكل مضاد... فالأمر ليس مرتبطاً بالتصريح كمجرد رد فعل وإن كانوا محقين فيما صرحوا به، إنه أمر مرتبط بفهم مثلث الإقناع والجهل في هذه الجزئية زاد من حدة الاحتقان والتجاذب!
قد يعتقد البعض انهم قياديون ناجحون ويتحدثون بكل ثقة ولكنهم لم يراعوا الطرف الآخر المستقبل لحديثهم والذي على ضوئه اتسعت المساحة الخاصة بالسلوك الغريب الذي تشهده الساحة... لذلك نجد ان الغباء القيادي يكمن في عدم تفهم الطرف الآخر بجانب طبعاً تبني قاعدة اختيار للقياديين من منظور خاطئ غير احترافي... وليتهم علموا ان السكوت أحيانا أبلغ من الكلام!
الشاهد ان المناصب القيادية السياسية لا يمكن تطبيق مفاهيم القيادة عليها لأنها بطبيعة عملها خاضعة لمعايير معينة فهي لعبة تتضارب فيها المصالح وخلافه من الأمور! ونرى أن الكويت تعيش حالة نادرة الوجود حيث التسييس بلغ أثره كل المناصب من دون استثناء ويرتبط عامل الاختيار للقيادي إلى المحاصصة والنفوذ السياسي والاجتماعي وأحيانا يدعم بغطاء إعلامي يظن البعض أن الأخذ به ذكاء ولكنه في الواقع خلاف ذلك!
إن الحال لن تستقيم في ظل هذا التشابك وحري بأصحاب القرار إدراك خطورة الوضع على منشآتنا حيث هذا النمط معمول به منذ ثلاثة عقود حتى أصبح عرفاً متبع ولن تنفع إنتفاضة النواب تجاه هذا الوضع الخاطئ، لاننا إن كنا نريد التحول من حال إلى حال أفضل فيجب علينا اختيار النخبة الصالحة من القياديين كي تصبح القطاعات مدارة من قبل أهل الاختصاص ووفق قانون محكم التطبيق وضوابط وحوكمة محددة المخرجات!
أعتقد أن البيئة لتحقيق هذه النقلة النوعية غير جاهزة حيث الأمر أصبح متصلا بوضع معين «Attitude » وهو في الغالب يحتاج لعدة أعوام قد تمتد إلى عمر جيل كامل كي تتغير لأن التغيير الثقافي يحتاج إلى جهود جبارة وسياسة تحولية تدريجية... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com
مثلث الإقناع الذي رسمه الفيلسوف أرستوا يقول: «إن القائد الفعال هو من يحسن اختيار العبارات المنطقية في الكلام الذي يرسله لمستمعيه، ويحسن معرفة طبيعة ووضع المتلقي لحديثه آخذاً بالاعتبار عوامل معينه كالسن، الجنس، الثقافة، وهو القائد المتسم بالثقة في ما يطرحه وكاسبا لثقة المحيطين به (المستمعين له) وبالتالي تجده مؤثراً في ما يطرح ومحل احترام وثقة».
وعليه، حاولت جاهداً بشكل انعكاسي مراجعة ما يطرحه قياديونا من وزراء ومسؤولين ونواب وناشطين بمختلف الحقول على أركان مثلث الإقناع سالف الذكر، ووجدت مع بالغ الأسف إنهم غير مقنعين وبالتالي فقدوا الأثر الفعال مما أخرج ما في جعبة المتلقين لتصريحاتهم بشكل مضاد... فالأمر ليس مرتبطاً بالتصريح كمجرد رد فعل وإن كانوا محقين فيما صرحوا به، إنه أمر مرتبط بفهم مثلث الإقناع والجهل في هذه الجزئية زاد من حدة الاحتقان والتجاذب!
قد يعتقد البعض انهم قياديون ناجحون ويتحدثون بكل ثقة ولكنهم لم يراعوا الطرف الآخر المستقبل لحديثهم والذي على ضوئه اتسعت المساحة الخاصة بالسلوك الغريب الذي تشهده الساحة... لذلك نجد ان الغباء القيادي يكمن في عدم تفهم الطرف الآخر بجانب طبعاً تبني قاعدة اختيار للقياديين من منظور خاطئ غير احترافي... وليتهم علموا ان السكوت أحيانا أبلغ من الكلام!
الشاهد ان المناصب القيادية السياسية لا يمكن تطبيق مفاهيم القيادة عليها لأنها بطبيعة عملها خاضعة لمعايير معينة فهي لعبة تتضارب فيها المصالح وخلافه من الأمور! ونرى أن الكويت تعيش حالة نادرة الوجود حيث التسييس بلغ أثره كل المناصب من دون استثناء ويرتبط عامل الاختيار للقيادي إلى المحاصصة والنفوذ السياسي والاجتماعي وأحيانا يدعم بغطاء إعلامي يظن البعض أن الأخذ به ذكاء ولكنه في الواقع خلاف ذلك!
إن الحال لن تستقيم في ظل هذا التشابك وحري بأصحاب القرار إدراك خطورة الوضع على منشآتنا حيث هذا النمط معمول به منذ ثلاثة عقود حتى أصبح عرفاً متبع ولن تنفع إنتفاضة النواب تجاه هذا الوضع الخاطئ، لاننا إن كنا نريد التحول من حال إلى حال أفضل فيجب علينا اختيار النخبة الصالحة من القياديين كي تصبح القطاعات مدارة من قبل أهل الاختصاص ووفق قانون محكم التطبيق وضوابط وحوكمة محددة المخرجات!
أعتقد أن البيئة لتحقيق هذه النقلة النوعية غير جاهزة حيث الأمر أصبح متصلا بوضع معين «Attitude » وهو في الغالب يحتاج لعدة أعوام قد تمتد إلى عمر جيل كامل كي تتغير لأن التغيير الثقافي يحتاج إلى جهود جبارة وسياسة تحولية تدريجية... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com