تعجبت من حجم التفاعل مع ما كتبته عن محمد الجويهل واعتباري دعوته لإسقاط جناسي اكثر من اربعة اخماس الكويتيين هي من الجاهلية، فمن مؤيد لكلامي
بأن هذه الدعوة خطيرة وتشق المجتمع وتفرق الناس،
وقد كتب لي احد النواب حديث الرسول صلى الله عليه
وسلم «ان من شرار الناس من اجتنبه الناس اتقاء شره» كما تكلم البعض عن كون المسألة صراعا بين قوى مختلفة، والجويهل هو الوسيلة لتصفية طرف على حساب الطرف الآخر.
في المقابل كان هنالك المعارضون لكلامي، فمنهم من قال: حسنا يفعل الجويهل فهذه هي الوسيلة الوحيدة لإيقاف زحف الوافدين والمزدوجين والدخيلين على المجتمع، ومنهم من حذرني بأن الجويهل قد يضعني في خانة المزدوجين ويطالب بسحب جنسيتي، آخر قال لي: قل ما تشاء عن الجويهل فسأنتخبه في المرة المقبلة.
اشكر كل من عارض او ايد ما كتبته، لكنني اود ان ابين لمن عارضوني بأنني لا انتقد الجويهل من باب الدفاع عن المزدوجين او التساهل مع حملة التجنيس العشوائية التي قلبت التركيبة السكانية وادخلت آلاف المتجنسين دون تمحيص او تدقيق والتي حاصرت ابناء الديرة الاوائل وجعلتهم في زاوية بحيث يشعرون بالغربة في اوطانهم، بل ان اهل الدار احق بدارهم.
لكن لنكن صريحين مع بعضنا، هل تستطيع الدعوات المتشنجة وتسفيه الآخرين ان تحقق لنا ما فرط فيه اصحاب القرار عن قصد وسوء تدبير وتضع الامور في نصابها الصحيح؟!أم ان تلك الدعوات ستؤدي الى زيادة تمزيق المجتمع وزيادة الفرقة بين الناس وستزيد من الاحتقان الداخلي الذي قد يؤدي الى الانفجار في اي لحظة من اللحظات ليدمر البلد.
لقد شاهدنا عجز الحكومة عن حل مشكلة بسيطة
لمجرم هارب اتفق الجميع على ادانته (ياسر الحبيب)
وكادت تحدث مصادمات بسببه، فكيف في قضايا اكثر عمقا؟!
ان الحل هو في تطبيق القوانين وليس في تأجيج المشاعر، فمشكلة مزدوجي الجنسية واضحة ومعروفة وما على الحكومة إلا ان تتخذ القرار المناسب في تخييرهم بين الجنسية الكويتية والاخرى، ولكن ان تتخذ تلك المسألة كورقة ضغط لتخويف بعض نواب مجلس الأمة المشاكسين، فليس ذلك بالحل!
وهل يعقل ان الحكومة كلما فشلت في ترويض المجلس بسبب بعض المشاكسين من النواب او بسبب عجزها الفاضح عن ادارة البلد تحولت الى تسخير من يسعى الى ضرب الوحدة الوطنية واشغال الناس بعضهم ببعض؟! وكيف تنطلي تلك اللعبة السمجة على اصحاب العقول والفكر السليم؟ وما يدرينا ان الموجة لن تتحول الى محاربة ابناء الحضر اذا اصبح بعضا منهم هم من يشكلون المعارضة القوية ضد الحكومة؟!
طبقوا القانون على الجميع لتنعم البلاد بالأمن
والأمان وكفوا عن تهييج الشارع ليحقق لكم ما عجزتم عن تحقيقه!!


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com