للمفكر حساب توفير من الصلاحية لا ينتهي تاريخها لطالما يجدد ويُحدّث أفكاره ومفاهيمه ورؤاه باستمرار، وقد وهبه الله ملكة هذا التجديد والتحديث من خلال المواقف والأحداث التي يشهدها أو يسمع بها فيربطها ويحزمها بسنن الله الكونية، وينتج ويصنع منها المفاهيم والرؤى والملاحظات التي يحتاجها في فهم وتحليل وتوضيح الواقع الذي يعيشه، والتي تكون آليات وعلاجات وحلول لمشكلات الناس.
وإن ما يميز المفكر المسلم بصلاحية أفكاره عن بقية المفكرين أن مفاهيمه وأفكاره مقبولة لدى المجتمعات، لأنها مؤصلة بالتأصيل الشرعي لتصبح منهج وأسلوبا وطريقا ينتهجه المرء للتخلص مما قد يواجهه من أحداث ومواقف خلال حياته. وللمفكر أنظمة وطرق ورؤى في فهم الوجود والتعامل مع ظاهره وأحداثه صغيرها وكبيرها، وهذا المنهج يجعل من صلاحية أفكاره لا تنتهي لطالما يبدع في تجميع المفاهيم والأفكار من مجالات مختلفة.
وما يجعل تاريخ الصلاحية لا ينتهي هو أن المفكر يستجيب لأفكار من حوله فيأخذها ويحللها التحليل المنطقي ويبلورها ويصنع وينتج منها المفاهيم والأفكار التي تعود بالنفع على البشر في تحليل مشكلاتهم بشكل يسير وخفيف على النفس البشرية، ودقته في التفكير والنقل وفهمه العميق للفكرة التي أنتجها أو استجاب لها من أفكار من حوله هذا من الأسباب التي تجعل تاريخ صلاحية أفكار المفكر لا تنتهي.
إن للمفكر مقدرة على الجمع ما بين الفكر والتفكير في آنٍ واحد، والتفكير هو عبارة عن عمليات شعورية وذهنية يمارسها كما يمارسها جميع البشر كل بحسب مستوى تفكيره بمهاراته العليا أو الدنيا، والفكر هو المنهج والطريقة التي ينتهجها المفكر في فهمه للوجود وكيفية تعامله مع مظاهره وأحداثه جميعها، وصلاحية أفكار المفكر ليس لها تاريخ محدد لانتهائها لأن فكره لم يُنتج من الكتب والمراجع، أو من القراءة في كتب التفكير النقدي والإبداع التفكيري، أو في كتب عيوب التفكير وأخطائه، أو كتب التفكير العلمي والموضوعي التي قد تسوي وتُحسن من فكر الشخص بلا شك ولكن لا تجعله مفكرا ينتج ويتأتى بالأفكار والمفاهيم ذات الصلاحية المفتوحة، وتهيؤه للخوض والجدال في مسائل عدة، منها السياسية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية، وغيرها.
إن المفكر يقوم بتطوير وتنقية وغربلة طروحات المفكرين التي يتم التقاطها من العديد من العلوم ولا يقبلها على علاتها وسلبياتها، بل إن حصيلة أفكاره ومفاهيمه ورؤاه التي أنتجها وصنعها تمكنه من إعمال منهجيته في القضايا التي تطرح أمامه وتجده أسرع من غيره في تكوين رؤيته النقدية للمجتمع الذي يعيش فيه، وللحياة عامة.
كما أن لكل عنصر كيميائي خصائصه الذاتية على مستوى اللون والطعم والريح والوظيفة والأثر الذي يمكن أن ينتجه مع غيره. انني لأعتقد أن لكل مفكر كويتي خصائصه الذاتية على مستوى الفكر والتفكير والأثر الذي يمكن أن ينتجه ويصنعه عندما يربط أفكاره بالسنن الكونية والأحداث والمواقف اليومية، والتي تمكنه من صنع وإنتاج المفاهيم والأفكار والقوانين التي ترتقي بنا إلى النهوض وتشييد صروح من الانجازات في كل زمان ومكان، وتصعد بنا إلى المعالي في شتى المجالات التربوية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها. إن هذا ليس بحلم بل أنه واقع وحتماً سيُفّعل بخروج المفكرين الكويتيين على الساحة ونبذ ثقافة الانكفاء على النفس.
منى فهد الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
وإن ما يميز المفكر المسلم بصلاحية أفكاره عن بقية المفكرين أن مفاهيمه وأفكاره مقبولة لدى المجتمعات، لأنها مؤصلة بالتأصيل الشرعي لتصبح منهج وأسلوبا وطريقا ينتهجه المرء للتخلص مما قد يواجهه من أحداث ومواقف خلال حياته. وللمفكر أنظمة وطرق ورؤى في فهم الوجود والتعامل مع ظاهره وأحداثه صغيرها وكبيرها، وهذا المنهج يجعل من صلاحية أفكاره لا تنتهي لطالما يبدع في تجميع المفاهيم والأفكار من مجالات مختلفة.
وما يجعل تاريخ الصلاحية لا ينتهي هو أن المفكر يستجيب لأفكار من حوله فيأخذها ويحللها التحليل المنطقي ويبلورها ويصنع وينتج منها المفاهيم والأفكار التي تعود بالنفع على البشر في تحليل مشكلاتهم بشكل يسير وخفيف على النفس البشرية، ودقته في التفكير والنقل وفهمه العميق للفكرة التي أنتجها أو استجاب لها من أفكار من حوله هذا من الأسباب التي تجعل تاريخ صلاحية أفكار المفكر لا تنتهي.
إن للمفكر مقدرة على الجمع ما بين الفكر والتفكير في آنٍ واحد، والتفكير هو عبارة عن عمليات شعورية وذهنية يمارسها كما يمارسها جميع البشر كل بحسب مستوى تفكيره بمهاراته العليا أو الدنيا، والفكر هو المنهج والطريقة التي ينتهجها المفكر في فهمه للوجود وكيفية تعامله مع مظاهره وأحداثه جميعها، وصلاحية أفكار المفكر ليس لها تاريخ محدد لانتهائها لأن فكره لم يُنتج من الكتب والمراجع، أو من القراءة في كتب التفكير النقدي والإبداع التفكيري، أو في كتب عيوب التفكير وأخطائه، أو كتب التفكير العلمي والموضوعي التي قد تسوي وتُحسن من فكر الشخص بلا شك ولكن لا تجعله مفكرا ينتج ويتأتى بالأفكار والمفاهيم ذات الصلاحية المفتوحة، وتهيؤه للخوض والجدال في مسائل عدة، منها السياسية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية، وغيرها.
إن المفكر يقوم بتطوير وتنقية وغربلة طروحات المفكرين التي يتم التقاطها من العديد من العلوم ولا يقبلها على علاتها وسلبياتها، بل إن حصيلة أفكاره ومفاهيمه ورؤاه التي أنتجها وصنعها تمكنه من إعمال منهجيته في القضايا التي تطرح أمامه وتجده أسرع من غيره في تكوين رؤيته النقدية للمجتمع الذي يعيش فيه، وللحياة عامة.
كما أن لكل عنصر كيميائي خصائصه الذاتية على مستوى اللون والطعم والريح والوظيفة والأثر الذي يمكن أن ينتجه مع غيره. انني لأعتقد أن لكل مفكر كويتي خصائصه الذاتية على مستوى الفكر والتفكير والأثر الذي يمكن أن ينتجه ويصنعه عندما يربط أفكاره بالسنن الكونية والأحداث والمواقف اليومية، والتي تمكنه من صنع وإنتاج المفاهيم والأفكار والقوانين التي ترتقي بنا إلى النهوض وتشييد صروح من الانجازات في كل زمان ومكان، وتصعد بنا إلى المعالي في شتى المجالات التربوية والسياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وغيرها. إن هذا ليس بحلم بل أنه واقع وحتماً سيُفّعل بخروج المفكرين الكويتيين على الساحة ونبذ ثقافة الانكفاء على النفس.
منى فهد الوهيب
m.alwohaib@gmail.com